غيرة الرجل من نجاح زوجته .. كارثة تهدد حياتهما

كتبت - مروة فتحي

 

من الطبيعي أن يغار الرجل على زوجته لا أن يغار منها، يتمني لها النجاح دائما لا أن يكبتها أو يقلل من شأنها، وقد أكدت بعض الدراسات أن غيرة المرأة تتصف بالسطحية‏ مقارنةً بغيرة الرجل، فالمرأة تغار من بنات جنسها فقط أما الرجل فلا يغار من الرجال الأكثر نجاحاً ووسامة منه فقط، وإنما يغار أحياناً من المرأة إذا تفوقت عليه في العمل والحياة.

الدكتورة ولاء شبانة استشاري الصحة النفسية والأسرية أكدت أنه بلا شك هناك قوامة من الرجل على زوجته بأن يكون مسؤولا عليها مسؤولية كاملة في المأكل والمشرب والملبس ومرضها وكل شيء، لكن البعض يفهم القوامة بشكل خاطيء، فهو ليس قيما على علاقتها في المجتمع أو قيما على طموحها أو يحد منها، لكن رجالا كثيرين يعتبرون تفوق المرأة عليه نوع من الإهانة وانتقاص من رجولته كأن تكون الزوجة حصلت على درجة الماجستير أو الدكتوراه، ويتمني أن يكون مثلها أو أفضل منها ولا يضع في اعتباره أن لديها سعة في الوقت أكثر منه لكن هو لا يحسبها بهذه الطريقة.

 

وأكدت شبانة أن الرجل السوي نفسيا يعتبر نجاح المرأة من نجاحه هو شخصيا لأن الفضل ينسب له في توفير الظروف التي سمحت لها بالنجاح، لافتة إلى كلما كانت الزوجة في مكانة محترمة فكلما يكون  الشكر الجميل والأدب الموصول له على طول الخط، ولذا يجب على كل زوج أن يعطي لزوجته حرية لأن تحقق نفسها بشكل جيد وهذا النجاح بالطبع سيشرفه ويشرف أبناءه وهذا حق مكفول لها، أما الرجل الذي يكبت زوجته أو يكبح جماح طموحها في الحياة فيعد ذلك كارثة على نفسه لأن المرأة التي لديها نسبة طموح عالية ويمكن أن تحقق نفسها فهذا يعني أن لديها طاقة إن لم تخرج بشكل إيجابي فيما تريد فستخرج بشكل سلبي عليه وعلى غيره، ويصبح من الأفضل أن تخرج الطموح الإيجابي الذي يوجد بداخلها بشكل يحقق نجاح لها ولزوجها ولأسرتها

 

 واوضحت استشاري الصحة النفسية والأسرية أن تبادل النجاح وتبادل المنفعة الأسرية شيء مطلوب جدا في الحياة الزوجية، فكلما كانت المرأة ناجحة كلما كان دليلا على أن الزوج سوي نفسيا وناجح وكل ما تكون الزوجة حزينة وشاكية وباكية ومهمومة كلما كان ذلك دليلا على أن الزوج غير سوي على الإطلاق، لذا لا ينبغي أن ينظر الرجل الى زوجته في نجاحها على محمل التنافس أو الغيرة، وألا يمنعها من العمل ما دام عملها لا يؤثر في دورها ومهماتها وأعبائها المنزلية حتى لا يكون هذا النزاع الفكري أيضاً سبباً أساسياً في الانفصال في ما بعد، إذ أن الكثير من السيدات فشلن في حياتهن الأسرية بسبب شهرتهن أو نجاحهن الذي لم يتحمله أزواجهن، والكثير من النساء يرفضن الحديث في المنزل عن تفاصيل العمل تجنباً لشعور الزوج بالضيق والغيرة.