أحمد عمر بالحمر يكتب: بيت جدي
كان بيته يبعد الكثير، سفر خارج حدودِ بلادي ، ساعاتٌ طويلة من القيادة ، يزيد الشوق من العناء , كان منزل جدي رحمه الله المقصد في كل إجازة صيفية ، التي تستمر لأكثر من شهرين متتابعين .
البرنامج ذاته كل عام ، لأكثر من خمسة عشر عاماً، ذكرت تلك الرحلة ، رحلة الصيف فقط ، عندما أوصلت أبناءي إلى منزل جدهم ، اختلفت الأماكن وزمن الرحلة ، لكن تشابهت الفرحة والبرامج الحافلة السعيدة.
في الماضي كنت أخطط لتلك الرحلة مع إخوتي ، برنامج سياحي كامل يستمر حتى الساعات الأولى من الصباح " يومياً. واليوم هم من يخطط ويرسم الفعاليات مع الأطفال الذين يقعون في جيلهم .
لطالما جمعنا بيتُ جدي صغاراً وكباراً ، كان الصدر الكبير ، الرحب ، لعبنا وضحكنا وحطمنا بعض الزجاج هنا وهناك ، بالطبع دفنا تلك الأدلة وأخفيناها خوفاً من العقاب، لا شك أن هذا السيناريو تكرر الآن مع الأبناء ، بطريقة أو بأخرى ، دون أن ننسى تطور الأساليب والحيل في الجيل الحالي .
أطال الله في عمر من هم على قيد الحياة ورحم الله من توفى ، المسؤولية صعبة على من يأتي بعدهم ، لم تعد الناس تتحمل وتصبر ، غالباً ما تختفي أو تتقلص هذه اللمات بعد وفاة كبير العائلة .
على أحدهم أن يحمل الراية ، لأن الأجيال القادمة ستفقد وتخسر شيء عظيم ، هذه الزيارات والمناسبات مدارس في جميع الجوانب ، فتخيلوا ما قد يحدث لمن يأتي لاحقًا دون " بيت جدي".