عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب هوامش علي مواسم الرياض (2-1)

هشام شوقي يكتب هوامش علي مواسم الرياض (2-1)
هشام شوقي يكتب هوامش علي مواسم الرياض (2-1)

 بين مشهدين يفصل بينهما عقد من الزمان ، يمكنك أن تعيش تجارب مختلفة ،يمكنك أن تلمس الفارق ،و بين زيارتين و تجربتين مختلفتين رغم أنه نفس المكان ، نفس البشر لكن هناك واقع جديد أكثر انفتاحا علي العالم ، أكثر رغبة في المرور علي جسور جديدة تربطه أكثر بأشقائه ، أكثر رغبه في أن يكون وجهه لجذب الزوار. لم تكن زيارتي الأخيرة إلي الرياض علي هامش «مواسم الرياض» هي الأولي ، لكنها الثانية للعاصمة ، و العاشرة للمملكة العربية السعودية ، ففي الزيارة الأولي للرياض منذ أكثر من عقد ، و التي كانت علي هامش معرض للسياحة ،آثار فضولي بشدة حول المقاصد السياحية التي توجد صورها معلقه علي جدران المعرض ، و لا تحظي بالشهرة التي تستحقها ، حتي التجول في الرياض آنذاك لم يدفعني لاستكشاف المدينة ، و أنا مسافر يعشق استكشاف المدن و البشر و انتهت الزيارة الأولي بعد 48 ساعة مغادرا إلي مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة . أما المشهد الآن في الرياض فهو مشهد مختلف ، فمنذ بدأت رحلتي إلي الرياض ، و التقيت بمرافقين هما صديقين عزيزين بندر وهو سعودي الجنسية ، و وليد وهو لبناني الجنسية ، و كان حديثهما عن الرياض يدفعني بشدة لإعادة اكتشاف الرياض من جديد ، و كانت المحطة الأولي من احدي نقاط لتجمع الألعاب الترفيهية و المطاعم ، كان المكان عبارة أرض فضاء قبل أسابيع من تشيد منطقة الألعاب و الطعام . انتظرت فترة و أنا أراقب زوار المكان ، متذكرا زيارتي الأولي التي كنت اضطر لدخول قاعة في المطعم مخصص للأفراد دون العائلات ، بينما اليوم الواقع مختلف يمكنك أن تجلس إلي طاولات الطعام مع آخرين و يتجاذب الجميع أطراف الحديث . و بالفعل جلست أنا و أصدقائي و مرافقين إلي احدي طاولات الطعام التي تضم بعض السكان المحليين للرياض ، و تبادلا أطراف الحديث حول الرياض ، و واقعها الجديد ، فوجدت منهم قبول وحماسة لفكرة الانفتاح علي الآخر ، و ضرورة أن تملك بلادهم وسائل للترفيه . انتهي يوما الأول في الرياض و أنا أفكر ماذا عن غدا ماذا تحمل لنا الرياض من مفاجآت ، وفي المحطة التالية «الملز» و هي متنزه كبير يملك العديد من المقومات و وسائل الجذب ، وجدنا في انتظارنا شاب و فتاة لمرافقتنا في تلك الجولة ، كان الأمر بالنسبة لي فرصة كبيرة لمعرفة البشر في مدينة الرياض الجديدة. كنت من بين المجموعة التي اصطحبتها فتاة هي «الهانوف» نعم و يعني اسمها بحسب ما أخبرتني «الفتاة الضاحكة» ، و هي بالفعل شخصية ذات قبول تجاذبنا أطراف الحديث ، و هي تقود سيارة الجولف و كنت أمازحها حول قدرتها علي القيادة وسط الزحام ، لكنها كانت محترفه ، فتاة متعلمة تبحث دائما عن الحصول علي خبرات متنوعة ، وعندما حدثتها عن حالة التغير التي تشهدها الرياض أجابتني بثقة أنها حالة إيجابية ، و كانت الرياض في حاجة لها ، ثم حدثتني عن مصر فهي تزورها تقريبا كل عام . انتهي اليوم الثاني من الزيارة ، و قد بدأت تتشكل داخل وعي صورة جديدة للرياض و لشبابها ، أن ما يحدث في الرياض حاليا ليس مجرد تحول علي مستوي جذب لحركة السياحة من الخليج للرياض ، بقدر ما هو تحول علي المستويين الثقافي و الاجتماعي ، المرأة خرجت للعمل استطاعت أن تنال جانب مهم من حقوقها ، والشباب الآن في الرياض يضع هدف لنفسه و يسعي لتحقيقه . أعتقد أن الرياض تتجه خلال مرحلة قادمة إلي أن تكون مقصد سياحي عربي جاذب خاصة لسياحة الأسرة العربية ، بل أن الترفيه سوف يمثل جانب مهم بدائرة الاقتصاد في الرياض ، و للحديث بقيه .



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز