عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.فتحي حسين يكتب: تحديات تطوير الدراسات الإعلامية

د.فتحي حسين يكتب: تحديات تطوير الدراسات الإعلامية
د.فتحي حسين يكتب: تحديات تطوير الدراسات الإعلامية

مع وجود أكثر من ٣ مليون طالب بالجامعات المصرية، سواء كانت جامعات حكومية او خاصة  وفقا للاحصاءات الرسمية من وزارة التعليم العالي فان قضية الاهتمام بالتعليم ودوره وما يمثله من خطوره , يصبح – بلا شك- في مقدمة اهتمام الحكومة والقيادة السياسية الحريصة علي النهوض به وتطويره بما يتناسب مع متغيرات العصر الذي نعيش فيه خاصة وان خريجي الجامعات المصرية هم كتلة مؤثرة في سوق العمل المحلى والإقليمي والدولي أيضا،ولا يختلف احد علي هذا بأي حال من الاحوال  وينبغي مراجعة كافة المناهج الدراسية وفقا للضوابط والمعايير العالمية خلال عام  2020 وهذا ما اكد عليه وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار خلال المؤتمر العلمي الثالث للجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات تحت عنوان "تطوير الدراسات الإعلامية وتحديات التوظيف".



ولكن في الحقيقة ان الواقع يقول بانه ليست هناك ممارسات تتم علي ارض الواقع من أجل تطوير الدراسات الاعلامية في بلادنا العربية لاسيما مصر فنحن لا نزال نعتمد علي نظريات اعلامية أجنبية غربية ونكتفي بتطبيقها في بلادنا منذ اكثر من 50 سنة ولم نقم بتطوير هذه النظريات او تأسيس واعداد نظرية اعلامية عربية او مصرية تناسب القيم العربية والمجتمعية الاصيلة ولكننا نسرع الي ترجمة ما يقدمه لنا الغرب من نظريات ودراسات ومداخل ورؤي فقط الي اللغة العربية ونطبقها بشكل عشوائي في مجتمعاتنا التي تختلف تماما عن المجتمعات الغربية في كل شيء اهمها التقدم الثقافي والاقتصادي لصالح هؤلاء البلدان , حتي صارت الدول العربية لاسيما مصر بدون نظريات ابداعية او بدون افكار نقدية في الاعلام فاصبحنا "نحفظ اكثر مما نفهم "ى او نتجرع النظريات الغربية دون ان نحاول بناء نظريات اعلامية جديدة تنبع من افكارنا وهويتنا العربية  ويترتب علي ذلك حصول الطلاب علي درجات علمية دكتوراه او ماجستير في الاعلام ليست لها قيمة كبري بالمقارنة بالعلوم الانسانية الاخري حتي صارت الدرجات العلمية في مجال الاعلام علي وجه التحديد اسهل من الحصول علي الليسانس او البكالوريوس في الاعلام

و اصبحت الترقيات الجامعية في الاعلام  يشوبها المجاملات والعلاقات الشخصية اكثر من جودة البحث نفسه ومن ثم تجد كل من لا يجد عملا او مهنة ما يتجه لعمل دراسات عليا في الاعلام ويحصل علي الماجستير والدكتوراه بعلاقاته ثم يصبح دكتور جامعي بعلاقاته ايضا مع القائمين علي أمر الجامعات الحكومية والخاصة وكم من صحفي واعلامي نفاجيء بحصوله علي درجة الدكتوراه في غفلة من الزمن ويصبح مسئول عن تعليم جيل كامل من الطلاب في مرحلة البكالوريوس !

الامر الاخر ان إنشغال أساتذة الاعلام في مجتمعنا في اكثر من عمل في الوقت نفسه كمستشار اعلامي لوزير ما او جامعة خاصة ما او محاضر في اكثر من جهة خاصة عربية واجنبية أو ضيف دائم في البرامج الفضائية أو عضو في الهيئات الصحفية أو مناقشا ومشرفا لعدد كبير من الرسائل الماجستير والدكتوراه يوميا بشكل يثير العديد من التساؤلات مثل كيف يستطيع  استاذ جامعي قراءة اكثر من رسالة يوميا ووضع ملاحظاته عليها والامر الثاني هو السرعة في انجاز هذه الرسائل من قبل الباحثين الذين ينجزون الرسالة في اسرع وقت علي مستوي العالم !

الامر الاخر هناك تحديات تواجه تطوير الدراسات الاعلامية منها عدم ربط الدراسات الاعلامية بالواقع العملي لهذه الدراسات ولابد من مواجهة هذه التحديات - كما قالت د.هويدا مصطفي عميد اعلام القاهرة - من خلال ضرورة التحديث الدائم في لوائح التدريس الإعلامي، وتطوير نظم الدراسات العليا في مجال الإعلام، للتجاوب مع الملامح المعاصرة لسوق العمل الإعلامي، وخلق فرص عمل لتشغيل الخريجين من ناحية، وتعظيم استفادة الدولة من بحوث ودراسات الإعلام من جهة أخرى!

كما ان الدراسات الاعلامية بحاجة الي ربطها بسوق العمل ومتطلباته وتحدياته بحيث يكون المنتج النهائي هو طالب مؤهل للعمل فعلا في سوق العمل بامكانيات عالية وتدريب كافي وتنمية مهارات مطلوبة في سوق العمل الاعلامي والذي يشهد تطور يومي في كافة مجالاته لاسيما في مجالات التسويق الالكتروني والتواصل بين البشر في كافة انحاء العالم وخطورة الكلمة والحرب النفسية التي تمارس بين الدول من خلال الاعلام والذي اصبحت الكلمة التي تنشر او تبث من خلاله اشد تأثيرا من الحروب العسكرية ومن ثم لابد ان تعد الكليات الاعلامية الحكومية الخاصة نفسها لهذا الامر بالامكانيات اللازمة ولابد ان يتم رقابة الجامعات الخاصة والحكومية رقابة صارمة لما لهذه الجامعات الخاصة من اهداف ربحية في المقام الاول مما يجعل معظمها لا يلتزم بتنمية مهارات خريجيها من الاعلاميين الشباب .. مصر في حاجة الي ضمير وامانة وانتماء وحب الوطن وليس اي شيء أخر !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز