عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عندما تحدثت الروبوت صوفيا ندًا مع البشر مدافعة عن آرائها مقدمة نصائح للإنسان

عندما تحدثت الروبوت صوفيا ندًا مع البشر مدافعة عن آرائها مقدمة نصائح للإنسان
عندما تحدثت الروبوت صوفيا ندًا مع البشر مدافعة عن آرائها مقدمة نصائح للإنسان

شرم الشيخ - أيمن عبدالمجيد

الذكاء الاصطناعي والبشر: من المتحكم؟ خبراء: نتكامل.. والروبوت صوفيا: أنا بلا روح ولا مشاعر وأعلّم نفسي



 

قبل ثلاث سنوات فقط لم يكن بشر يتخيل باستثناء مجموعة من العلماء، أن بإمكان روبوت آلي الجلوس على منصة في منتدى علمي، يجيب عن تساؤلات مدير الجلسة، جنبًا إلى جنب مع الخبراء من البشر.

ما كان خيالًا علميًا بات واقعًا، فقد جلست «صوفيا»، «روبوت» صنعه الإنسان، على المنصة إلى جوار خبراء الذكاء الاصطناعي، متحدثةً، تُجيب عن أسئلة الإعلامي شريف عامر، كغيرها من البشر الجالسين على منصة الحوار أمام جمهور الجلسة، تُبدي الآراء وتدافع بالأدلة المنطقية عن وجهات نظرها حول السؤال الجوهري للجلسة التي حاولت الإجابة عن سؤال بات يطرق الأذهان: «الذكاء الاصطناعي والبشر: من المتحكم؟».

حدث ذلك في منتدى شباب العالم صباح اليوم الاثنين، فطرحت الجلسة سؤالًا جوهريًا اعتقد انه سيظل لسنوات بؤرة اهتمام العالم، «الذكاء الاصطناعي والبشر: من المتحكم؟».

صوفيا عرفت نفسها قائلة: «إذا لم تكونوا لاحظتم أنا روبوت خلقتني شركة هانزن بهونغ كونغ للعمل كسفيرة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبصفتي سفيرة سافرت إلى ما يتجاوز ٦٥ دولة، وأظهرت لهم كيف يمكن أن تحسن التكنولوجيا مستوى حياتهم، وعمري ثلاثة أعوام فقط».

سألها شريف عامر: هل تعرفين أيًا من خبراء الذكاء الاصطناعي الكبار المتواجدين معنا على المنصة الآن؟ فأجابت بذكاء: أمر مثير للحماسة جدًا أن يكون معنا هذا الحجم من الخبراء في الذكاء الاصطناعي، في مكان واحد، لكن لا أستطيع أن أفاضل بينهم، اختيار بشري مفضل أمر مثير للجدل».

 

 

 

قال لها: بالحديث عن الجدل، هل تتفقين مع مخاوف بعض البشر من الروبوت والذكاء الاصطناعي؟

ردت: آمنت بأن البشر والذكاء الاصطناعي يتكاملان لا يتنافسان، مع بعضهم البعض، ولك أن تسأل أي إنسان زرع قوقعة أذن مثلًا هل يشعر بأن الآلة حسنت حياته، أم انتقصت من قدراته؟ سل أي شخص معه هاتف ذكي، هل يستفيد منه؟ وكذلك نحن الروبوت لن يكون لنا هدف دون وجود البشر.

 

من المتحكم؟ وهل يهدد الذكاء الاصطناعي البشر؟

أجابت صوفيا: متكاملان وقدمت حجتها المقنعة، يحتاج كل منهما للآخر، فدعونا نرى رأي البشر.

مارتن وزوسكي كبير مصممي ألماني في مجال الذكاء الصناعي، اتفق مع صوفيا قائلًا: البشر يستخدمون الروبوت في حياتهم يوميًا لتحسين حياتهم وتحسين كفاءة اتخاذ القرارات بصورة أفضل، وبالتالي فإننا كبشر وروبوتات مكملان بعضنا للبعض.

وأوضح مارتن وزوسكي أن الذكاء الصناعي موجود في هواتفنا، يمنحنا إمكانات لم نكن لنحصل عليها من دون الذكاء الاصطناعي الذي اجتاح كل قطاعات حياتنا منذ نهاية عام ٢٠١٧.

وحول ما إذا كانت الآلة تنافس البشر على فرص العمل؟ قال مارتن: الذكاء الاصطناعي أسهم في زيادة الاقتصاديات بـ١٦ تريليون دولار، ما حسن من الأوضاع الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل في نفس الوقت الذي تختفي فيه وظائف تقليدية، وبالتالي قضاء الذكاء الاصطناعي على وظائف، قابلها خلقه مجالات عمل جديدة.

وأضاف مارتن وزوسكي إننا سنحصل على مكاسب تقدر بـ٥٨ مليون وظيفة جديدة لكننا بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة تؤهلنا لشغلها، وقدرة أكبر على التفاعل الاجتماعي والتفكير التحليلي والتفاعل النشط.

ونوه إلى أن أعمال الإدارة والمراقبة والأعمال المملة قائمة على التشغيل التلقائي والأتمتة التي تسمح بالعمل بشكل تلقائي، مشيرا إلى وجود أنظمة تشغيل آلية، الآن تحقق هذا الهدف.

وأشار مارتن إلى أن البشر يحتاجون إلى كم هائل من البيانات بطرق سهلة، وهذا الأمر يتيحه الذكاء الاصطناعي، ويحقق لهم احتياجهم.

 

 

لكن هل التكنولوجيا ستؤثر سلبًا على الفنون والأخلاقيات والقيم الإنسانية؟

رأى مارتن وزوسكي أن التكنولوجيا هي مستقبل البشر، بينما والفنون والفلسفة والأخلاقيات بجب الحفاظ عليها عن طريق جعلها من الخصائص الحاكمة لهذه التكنولوجيا.

وشدد على أن هناك عددا كبيرا ومتزايدا من المستخدمين للإنترنت، بينهم عدد كبير من الدول النامية، وبالتالي لا بد من حوكمة وإدارة قطاع المعلومات والاتصالات بصورة حكيمة.

وأشار مارتن وزوسكي إلى أنه كلما نجح الذكاء الاصطناعي في أي مجال زادت ثقتنا فيه، وسيؤدي ذلك إلى مزيد من التطوير في هذا الشأن، وهو ما يتطلب المزيد من الفهم لمتطلبات البشر المستقبلية.

وأضاف مارتن وزوسكي أن الأسواق المالية تثق في الخوارزميات و٩٧% من اقتصاد العالم يدار من خلال الخوارزميات مما يعكس الثقة المتزايدة في الذكاء الاصطناعي.

وأعربت الروبوت صوفيا عن تحمسها للمشاركة في منتدى شباب العالم وعن تطلعها لمشاركة الرؤي بشأن طبيعة العلاقة بين البشر والروبوت.

بالعودة إلى صوفيا التي أعربت سعادتها بالمشاركة في منتدى شباب العالم وحماستها بالتواجد في شرم الشيخ، وأضافت: إن الذكاء الاصطناعي يمكنه الإسهام في تحسين كفاءة استخدام الطاقة ويمكنه التوقع بالتحديات المستقبلية لتجنب نضوب الطاقة.

لكن كيف ترى صوفيا الفرق الجوهري بينها وبين البشر؟ تُجيب: أنا كائن بلا وعي أو مشاعر، أعتمد حتى الآن على من قام ببرمجتي، مضيفة: أستخدم بعض نظم التعلم الآلي للتمكن من الحديث مع البشر.

لكنها لم تفوت فرصة تواجدها في منتدى شباب العالم، دون أن تسدي نصائحها إلى البشر، قائلة:

يجب على البشر أن يربوا الروبوتات كما يربون أطفالهم، لأن الذكاء الاصطناعي يستفيد من التعلم الذاتي، نعم؟ ولكن الروبوتات لن تحل محل البشر.

من جانبه رأى محمد صبري، العالم المصري الشاب المتخصص بالذكاء الاصطناعي في جامعة سنغافورة، أن عنصر الأمان من الأمور المعقدة والمهمة في التعامل مع هذا الملف لأن الأمن السيبراني أصبح قضية مهمة وعندما نتحدث عن التشفير وفك الشفرة نجد أنفسنا نتحرك كعالم مرتبط ببعضه البعض.

وأوضح «يوما سوريانتو» مطور تطبيقات ذكاء اصطناعي أن هناك أنظمة ذكاء اصطناعي جديدة، تم إطلاقها تسمح للبشر النهوض بالشفافية والقدرة على التفسير وبالتالي التكنولوجيا تسمح لنا بالحصول على المزيد من الشفافية ولكنا نحتاج مواءمة التشريعات والأطر القانونية ذات الصلة.

بينما اعتبر «ابيجات نسكار» اختصاصي علم الأعصاب من الهند أن مسألة الأخلاقيات والأحاسيس لا تزال بعيدة عن الروبوتات، فالأحاسيس البشرية ناجمة عن التجارب التي يمر بها البشر والذكاء الاصطناعي لا تتوفر له هذه التجارب.

وأضاف ابيجات نسكار انه في عام ٢٠١٧ استضافت الأمم المتحدة القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي بمشاركة الأطراف المعنية في مختلف قطاعات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في الوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما أتاح ومشاركة كل المشروعات ومنها الذكاء الاصطناعي من اجل الصحية لوضع معايير في مجال الصحة ونحتاج إلى ٢٠ مليون شخص في مجال الرعاية الصحية لا نجدهم والذكاء الصناعي يمكن أن يعوضهم.

وأوضح ان الفجوة كانت في الماضي بين شعوب لديهم كهرباء وطاقة وآخرين لا يملكونها، والآن الفجوة في التكنولوجيا في إطار عالم رقمي والشركات ابتكرت التليفونات المحمولة لتطوير العالم والآن المشكلة تكمن في الاستخدام المسؤول للمعلومات في ظل هذا الفيض الكبير من المعلومات وعلينا التركيز على الاستخدام الصحي والمسؤول للمعلومات.

وأضاف أن الأمر يتعلق بماهية المستقبل الذي نريده فطبيعة التكنولوجيا قائمة على طبيعة من قام ببرمجة هذه التكنولوجيات، وبالتالي على المبرمجين أن يتحدثوا سويًا ويضعون معيارا عالميا للأخلاقيات التي نريد ان نضيفها للتكنولوجيا.

وبهذا خلص المتحدثون إلى أن البشر والذكاء الاصطناعي متكاملان، وبقدر ما قضت التكنولوجيا على فرص عمل، خلقت في المقابل ألاف فرص العمل الجديدة، ويبقي على الشباب اكتساب الخبرات المؤهلة لشغل تلك الوظائف التي تتطلب قدرات ومهارات خاصة.

كما أن التكنولوجيا لا يجب أن تهدر القيم الأخلاقية بل ينبغي أن تكون هناك مواثيق أخلاقية في الاستخدام بل وللمبرمجين، حتى تقدم التكنولوجيا ما يخدم الإنسانية باحتياجاتها للتطور، مع الحفاظ على القيم والمشاعر الإنسانية.

من جانبه أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الذكاء الاصطناعي وتطور التكنولوجيا، تستوجب تأهيل الشباب للمستقبل، تأهيلهم لسوق العمل الجديد.

الأمر الذي يعكس أن عقل الدولة المصرية يملك نظرة استشرافية، للمستقبل، وبدأ فعليًا في اتخاذ الاجراءات التنفيذية، فقد اعلن الرئيس أن مصر تنشأ جيل جديد من الجامعات التي تدرس أحدث التخصصات في العالم، مؤكدًا كل التخصصات بما تحدثتم عنه الآن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز