عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الظواهر السينمائية السبعة فى الألفية الثانية

الظواهر السينمائية السبعة فى الألفية الثانية
الظواهر السينمائية السبعة فى الألفية الثانية

كتبت - هبة محمد على

بختام هذا العام نكون قد أنهينا عقدًا سينمائيًا مختلفًا، تأثر كثيرًا بالظروف السياسية، ومتغيرات السوق، وبما أن الظواهر السينمائية يصعب قياسها إلا بعد مرور وقت كاف على حدوثها، والتأكد من كونها ظاهرة متكررة الحدوث، وليس مجرد حدث عابر، قررنا أن نرصد فى السطور التالية، سبع ظواهر سينمائية صنعت عقد الألفية الثانى.



 

 

1 - انكسار أفلام العشوائيات وبقاء البلطجة ممكن وصف سينما العقد الأول من الألفية الجديدة بسينما العشوائيات التى أثارت اهتمام وخيال السينمائيين على رأسهم المخرج «خالد يوسف» الذى دارت معظم أفلامه حول رغبات ساكنى المناطق العشوائية المهمشين، ولا سيما فيلم (حين ميسرة) الذى أنتج عام 2007. والذى حقق إيرادات كبيرة بمقاييس السوق حينها وصلت إلى 27 مليون جنيه، ما جعل النقاد يؤرخون له بأنه أول الأفلام التى فتحت الباب أمام إظهار المناطق العشوائية فى السينما. على اعتبار أنها مصدر لتفريغ المجرمين، وتجار المخدرات، وبعد (حين ميسرة) اتجه بعض المنتجين والنجوم لنفس التيمة خصوصًا أنها لاقت قبولاً كبيرًا عند الجمهور، وجاء فيلم (إبراهيم الأبيض) بطولة «أحمد السقا»، عام 2009، ومن بعده فيلم (الفرح) بطولة «خالد الصاوى» عام 2009 أيضًا ليسيرا فى نفس الطريق، حتى فيلم (صرخة نملة) الذى تغيرت نهايته بسبب ثورة يناير، وإذا كانت غالبية هذه الأفلام تشترك فى هدف واحد هو دق ناقوس الخطر، وتوجيه الأنظار إلى أن هذه المناطق ما هى إلا قنابل موقوتة ستنفجر يومًا ما فى وجه من يتجاهلون وجودها، فإنها، ومع بداية الألفية الثانية وصلت إلى أسوأ مراحلها، وأصبحت العشوائية المقدمة فى السينما مرادفة لكلمة البلطجة، التى تقدم بلا هدف أو مضمون، وواكب هذه الفترة عرض فيلم (عبده موتة) بطولة «محمد رمضان»، الذى استكمل رحلته مع أفلام العشوائية بـ(قلب الأسد) و(الألمانى)، ليفتح الطريق أمام تجارب سينمائية أخرى تحمل شعار العشوائية بمعالجة مستهلكة وضعيفة من بينها (القشاش، سالم أبو أخته) وغيرها، لكن عزوف الناس عن مشاهدة هذه النوعية ساهم فى انحسارها، حتى إن «رمضان» نفسه قدم تجارب سينمائية مختلفة بعد ذلك تخلى فيها عن السنجة والمطواة، منها (واحد صعيدى، وآخر ديك فى مصر، والكنز) وغيرها، أما «خالد يوسف»، فعندما عاد بعد غياب ليقدم فيلم (كارما) معتمدًا على الخلطة السحرية التى جربها من قبل فى (حين ميسرة) فلم يحقق أى نجاح يذكر، ليفاجأ أن معايير السوق قد تغيرت.

 

 

2 - الجمهور يشهر راية العصيان فى وجه الخلطة السبكية ظلت صناعة الترفيه فى السينما المصرية منحسرة لسنوات داخل صالة كباريه، حيث تتمايل الراقصة ويغنى المطرب الشعبى، ثم لا يهم بقية الفيلم، المهم أن تنجح الأغانى المقدمة بداخله، وأن يتم ترديدها فى الأفراح الشعبية، بينما الفيلم نفسه فيكفيه جمهور الأعياد القادم إلى السينما ليقضى وقتًا لا ليشاهد فيلمًا، وقد تزعم (السبكية) هذه التوليفة التى تصدروا بها المشهد السينمائى لسنوات بعد ثورة يناير، معتمدين على وجوه الصف الثانى والثالث ليستكملوا الصورة بجانب الراقصة، لكن سرعان ما لفظ الجمهور هذه النوعية من الأفلام، وأصبحت تتذيل قائمة الإيرادات فى النصف الثانى من العقد الثانى بعدما كانت تتصدرها فى البداية، حيث أصيب الجمهور بالملل الشديد، وإذا كانت أفلام مثل (شارع الهرم) الذى تم تقديمه عام 2011، و(حصل خير) فى 2012 قد تقدما صفوف الإيرادات، فإن (أمان يا صاحبى) و(خير وبركة) اللذين تم تقديمهما عام 2017 قد تنافسا على المركز الأخير، وأغلقا الباب أمام هذه النوعية من الأفلام –إذا جازت التسمية- بلا رجعة. والدليل أن فيلم (أنت حبيبى وبس) الذى تم عرضه فى موسم عيد الأضحى الماضى تم رفعه من السينمات بعد أقل من أسبوع من عرضه.

 

3 - أفلام ثورة يناير.. حلم لم يكتمل هناك أحداث لا يمكن أن يتجاوزها الشريط السينمائى، خصوصا إن كانت هذه الأحداث بمثابة نقطة فاصلة فى حياة شعب بأكمله، تمامًا مثل ثورة  25 يناير التى لم يكن أن يتم تغافلها سينمائيًا، ولا سيما فى السنوات التى تلت الثورة، حيث لا تزال هناك حكايات تروى، بينما كان الحماس يملأ السينمائيين الشباب والمخضرمين على حد سواء، فكان عاما 2012، و2013 لهما نصيب الأسد فى هذه النوعية من الأفلام التى تلاشت بمرور الوقت، بسبب عدم إنتاج أفلام جديدة، وقلة عرض ما تم إنتاجه فعلاً، ومن أمثلة هذه الأفلام، فيلم (بعد الموقعة) للمخرج الكبير «يسرى نصر الله» من بطولة «منة شلبى، وباسم سمرة»، والذى يدور حول موقعة الجمل، ويحاول البحث فى الدوافع التى جعلت سكان منطقة نزلة السمان يتحمسون لتلقين الثوار درسًا لن ينسوه فى التحرير، كما أنتج أيضًا فيلم (فرش وغطا) للمخرج «أحمد عبدالله»، من بطولة «آسر ياسين»، والذى يتناول قضية فتح السجون، وما أحدثته من ويلات، كما تناول فيلم (الشتا اللى فات) لـ«إبراهيم البطوط» قصة أحد النشطاء السياسيين، وتأثير ما لاقاه من تعذيب فى المعتقل فى عصر مبارك على شخصيته التى أصبحت مهزوزة، وضعيفة، حتى تندلع الثورة، ويذاع بيان التنحى، فيخرج البطل إلى ميدان التحرير دون أى خوف ليشارك الشعب فرحة انتصار الثورة، وفى 2015 كان فيلم (نوارة) لـ«هالة خليل» الذى يعد أصدق ما قدم عن الثورة التى طحنت المهمشين، وزادتهم فقرًا، ولعل النظرة الصائبة التى قدمها الفيلم ترجع إلى أنه قدم فى عام 2015، أى بعد أربع سنوات من قيام الثورة، حيث زال الطابع الحماسى عن العمل.

 

 

4 - تراجع الكوميديا لصالح الأكشن فى بداية الألفية كان الفيلم الكوميدى هو الحصان الرابح فى أى موسم سينمائى، وكثيرًا ما راهن المنتجون على نجوم الكوميديا لإنعاش شباك التذاكر، لكن بحلول العقد الثانى تراجع نجوم الكوميديا الذين حققوا إيرادات ضخمة فى بداية الألفية، مثل «محمد هنيدى، محمد سعد، وأحمد حلمى» عن تصدر شباك التذاكر، وحكم على العديد من الأفلام التى قدموها مثل (عنتر ابن ابن ابن شداد، محمد حسن، ولف دوران) بأنها جاءت أقل من المتوقع من نجوم كبار، وقد يعود سبب ذلك إلى اعتمادهم على إيفيهات مستهلكة، وتكرارهم لأنفسهم من خلال موضوعات قديمة وتقليدية، فمالت الكفة نحو نجوم الكوميديا الجدد أمثال: «شيكو، وهشام ماجد، وأحمد فهمى» الذين يمتلكون عدة تجارب كوميدية ناجحة سواء قبل الانفصال مثل: (بنات العم، والحرب العالمية الثالثة، سمير وشهير وبهير) أو بعد الانفصال مثل (قلب أمه، كلب بلدى)، لكن الصراع هنا تجاوز الجيل القديم والجديد من الكوميديانات، وأصبح ما بين اللون الكوميدى نفسه، والأكشن الذى شهد إقبالاً جماهيريًا كبيرًا، فى مقابل الانصراف بشكل لافت عن الكوميديا لتصبح فى المركز الثانى، فأصبح من الطبيعى أن تكون أفلام مثل: (كازبلانكا، حرب كرموز، الخلية، وهروب اضطرارى) وغيرها متصدرة للمشهد السينمائى. 5 - عودة أفلام الأجزاء بقوة أفلام الأجزاء ليست ظاهرة جديدة على السينما المصرية، ومن أشهرها (الثلاثية) المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية)، لكنها ظلت تقدم على فترات متباعدة، مثل فيلم (بخيت وعديلة) فى التسعينيات، وفى الألفية الجديدة قدم «تامر حسنى» ثلاثة أجزاء من فيلمه (عمر وسلمى)، لكن فى العقد الثانى بدا الأمر كأنه ظاهرة تتزايد، وتستمر، حيث تم تقديم الجزء الثانى من فيلم (الجزيرة) عام 2014، ومؤخرًا، شاهدنا الجزء الثانى من (الفيل الأزرق) و(ولاد رزق) و(الكنز) وإن كان الفيلم الأخير أعلن صناعه مسبقا أنه فيلم واحد منقسم إلى جزءين، ومن المؤكد أن النجاح الجماهيرى الكبير والإيرادات المرتفعة هى التى جعلت صناع الأفلام يفكرون فى استثمار هذا النجاح بتقديم أجزاء ثانية منه، بل ثالثة إذا لزم الأمر، ومن المتوقع أن يشهد عام 2020 استمرار موجة أفلام الأجزاء، باجترار نجاح أفلام قدمت منذ سنوات طويلة، حيث أعلن عن احتمال تقديم جزء ثانٍ من فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية، وأوقات فراغ) وكما أبدى «محمد حفظى» رغبته فى تقديم جزء ثانى من (السلم والثعبان) إلى جانب التفكير فى تقديم جزء ثانى من (الممر) وثالث من (الكنز، والفيل الأزرق).6 - البطولة الجماعية تكسب البطولة المطلقة كانت ولا تزال هدفًا لأى فنان، لكن فى السنوات الأخيرة، اتجه عدد من القائمين على صناعة السينما لإنتاج أفلام تعتمد على البطولة الجماعية، وأصبح بإمكان الجمهور مشاهدة عدد كبير من النجوم فى عمل واحد، مثل فيلم (هيبتا) الذى تم تقديمه عام 2016، وفيلم (ولاد رزق 1، 2) وفيلم الرعب (122)، وغيرها من الأفلام، ويعد «شريف عرفة» من أبرز المخرجين الذين اعتمدوا على البطولة الجماعية، حيث قدم فيلمى (الكنز) و(الممر) بمشاركة عدد من النجوم.7 - المنصات الإلكترونية.. منافسة شرسة لم تحسم بعد صناعة الأفلام فى العالم بشكل عام تشهد تحولات جذرية بسبب ظهور المنصات الإلكترونية الحديثة، وفى مصر لم تتأثر بعد إيرادات الأفلام السينمائية بوجود تلك المنصات العالمية التى بدأ يكون لها إنتاجها الخاص من الأفلام، وقد يكون إعلان نتفليكس عزمها إنتاج فيلم (ما وراء الطبيعة) المأخوذ عن سلسلة روايات «أحمد خالد توفيق» جرس إنذار يعلن سحب البساط من السينما بشكلها التقليدى، ولاسيما مع ازدهار القرصنة على الأفلام، وانخفاض المستوى الاقتصادى فى مقابل قرار زيادة أسعار تذاكر السينما.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز