عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بالفيديو.. "بوابة روزاليوسف" تزور لؤلؤة جنوب الصين‎

كتبت - هدى المصرى

"شيامن" حمامة السلام على جانبي المضيق



تايوان جزء لا يتجزأ من الصين

 

إذا ذهبت إلى رصيف محطة الركاب، بميناء شيامن الدولي للرحلات البحرية؛ الواقع على الضفة الغربية لمضيق تايوان؛ حيث جزيرة جينمن بتايوان على بعد 5.6 ميل بحري فقط على الضفة الأخرى؛ ستلمس حالة من الازدحام والصخب المرافق لحركة الركاب المسافرين، وكل هذه الأعداد الكبيرة من السياح التايوانيين القادمين إلى الميناء.

حينها لا يمكن أن يتبادر إلى ذهنك ما شهدته تلك الجزيرة قبل عقود من نيران القصف المدفعي؛ لكنك ستدرك تماما المغزى من كلمات الرئيس الصيني "شي جين بينغ" في خطابه قبل عام واحد، عندما قال إن "كلا من جمهورية الصين الشعبية وتايوان يمثلان جزءا من العائلة الصينية، وأن مطالب استقلال تايوان كانت تيارا معاكسا من التاريخ لا مستقبل أمامه".

حديث الرئيس الصيني عن أن تايوان جزء من الجسد الصيني الواحد ليس مجرد خطاب حماسي يتضمن شعارات رومانسية، وإنما حقيقة واقعة تجسدها كل هذه الأجواء التي لمسناها خلال زيارتنا لمحطة الركاب بميناء "شيامن" البحري.

 

التعاون بين جانبي المضيق

"شيامن"، أو لؤلؤة جنوب الصين، تلك المدينة الرئيسية في مقاطعة فوجيان جنوب شرق جمهورية الصين الشعبية، التي تطل على ساحل مضيق تايوان، تعتبر أحد أهم الموانئ التجارية في جنوب الصين، وأحد المراكز التجارية الاستراتيجية في المنطقة، حيث سرعة عجلة التطور في "شيامن" هي الأسرع مقارنة بباقي مدن الصين.

لطالما كانت المنصة الهامة للتعاون والتبادل بين جانبي مضيق تايوان والمدينة المركزية في منطقة جنوب شرق الصين، بفضل جهود الحكومات الصينية المتواصلة خلال السنوات الـ 30 الماضية ومنذ إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في شيامن عام 1980 ثم توسيع نطاق تلك المنطقة الاقتصادية الخاصة لتشمل المدينة كلها فيما بعد.

 

 

مهمة مزدوجة               

فقد سعت الحكومة الصينية المركزية إلى أن تكون شيامن رائدة للإصلاح والانفتاح ونافذة لتنمية العلاقة بين جانبي مضيق تايوان، ولهذه الأسباب ظلت لدى منطقة شيامن الاقتصادية الخاصة مهمة مزدوجة منذ ولادتها، حيث قدمت مساهمة إيجابية للتنمية السلمية للعلاقات بين جانبي مضيق تايوان، من خلال التعاون التجاري والانصهار الثقافي وتبادل الأفراد. كما حققت التنمية الذاتية بالصورة السريعة والشاملة في السنوات الماضية.

هذا، وتأسست منطقة شيامن الاقتصادية الخاصة بعد انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، فهي من الدفعة الأولى للمناطق الاقتصادية الخاصة بالبلاد.

 

منطقة تعاون نموذجية

وحاليا، تعتبر شيامن منطقة تعاون نموذجية بين بر الصين الرئيسي وتايوان، في مجال الصناعات الناشئة وصناعة الخدمات الحديثة، كما تعد مركزا للشحن البحري الدولي في جنوب شرقي الصين، ومركزا للخدمات المالية ومركزا تجاريا بين ضفتي مضيق تايوان.

تشتهر الجزيرة بصناعة الشاي وصناعة الرخام والجرانيت، وتعتبر أحد المعالم السياحية في الصين، وواحدة من خمس مدن مطلة على بحر الصين، أصبحت مناطق خاصة ومتطورة.

كما تعتز "شيامن" بكونها تمثل واحدًا من أكثر الاقتصادات حيوية على الساحل الشرقي للصين، إذ تسعى المدينة إلى ترسيخ نفسها كمركز مزدهر للنقل البحري والإمداد والتمويل والتجارة والسياحة والمؤتمرات والمعارض والثقافة والتعليم على الساحل الشرقي للصين.

يعتبر ميناء "شيامن" واحدًا من أكبر 10 موانئ، وواحدًا من أكبر ثمانية أرصفة حاويات في الصين، وترتيبه الـ22 من بين أكبر 100 ميناء في أنحاء العالم. وبه مرفأ طبيعي ممتاز، ويرتبط بشكل جيد بالبر الرئيسي.

 

محطة الركاب

هذا وقد رصدت كاميرا بوابة روز اليوسف، أثناء زيارة لها لمحطة الركاب بميناء شيامن البحري، حركة الركاب القادمين من تايوان إلى البر الرئيسي، وعلمنا أنه قد دخل إلى الميناء خلال العام الماضي 1.8 مليون مسافر.

السيد لياو من تايوان، الذي نزل إلى رصيف الميناء، قال لنا إنه يزور البر الرئيسي للمرة الأولى، وإنه بالإضافة إلى شيامن، سوف يتوجه إلى مدينة تشانغتشو، هو وجميع أفراد عائلته.

سائح آخر من تايوان جاء وأفراد أسرته الأربعة للسياحة في شيامن؛ علمنا أيضا أن السياح من تايوان يمثلون أكبر عدد من السياح القادمين، حيث يمثلون 57 ٪، بينما يمثل المواطنون من البر الرئيسي للصين 39 ٪، في حين يمثل السياح الأجانب 4 %.

 

موقع مهم على طريق الحرير

من ناحية أخرى، لشيامن دور مهم في مبادرة الحزام والطريق، حيث تتميز بساحل يمتد بطول 234 كيلومترا، تنتشر فيه الموانئ العميقة والمياه الخالية من الجليد، مما يجعل المدينة مركزا مهما للتجارة الخارجية على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصين.

وفى وقت مبكر من عهد أسرة سونغ (960 – 1279)، كان وظيفة ميناء شيامن كميناء مساعد خارجي لمدينة تشيوانتشو، مما جعلها موقعا مهما على طريق الحرير البحري.

واليوم، تحتل طاقة المدينة على مناولة الحاويات المرتبة الـ15 في العالم، مما يجعل شيامن واحدة من مراكز الشحن الدولية الرئيسية الأربعة في الصين.

فمن ميناء للصيد إلى مدينة عصرية، ومن واحدة من أولى المناطق الاقتصادية الخاصة الأربع إلى واحدة من أولى مناطق التجارة الحرة، ظلت شيامن رائدة منذ الإصلاح والانفتاح في الصين، وكانت بمثابة نافذة على العالم الخارجي.

يقع رصيف شيامن الآلي البحري في نطاق ميناء هايتسانغ بمنطقة التجارة الحرة، وهو أحد الأرصفة الأولى من نوعها في العالم. وبدلا من وجود عدد لا يحصى من العمال يتحركون بجانب بعضهم البعض، تتحرك رافعات عملاقة وعبارات آلية بسلاسة ذهابا وإيابا، تحمل وتفرغ الحاويات بطريقة دقيقة ومنظمة.

ورصيف شيامن هو أول محطة آلية تمتلك الصين حقوق الملكية الفكرية المستقلة لها؛ ومنذ بدء تشغيله، لم يتعرض الرصيف لأي حادث.

وعلى بعد أقل من كيلومترين، تقع بداية خط شيامن الحديدي إلى وسط أوروبا، والذي يرتبط بطرق النقل البحرية والبرية الأخرى. وتتجه القطارات إلى أقصى الشمال، عبر مانتشولي ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، وعبر القارة الأوراسية إلى موسكو في روسيا، لنقل منتجات مثل اللوادر والأدوات الدقيقة والمعادن والأحذية.

كما أنه من خلال ربط البحر باليابسة، تعد شيامن محورا لطريق الحرير البحري الذي أنشأ قنوات لوجستية جديدة لخدمة البلدان الواقعة على طول الطريق البري، مما يحافظ على طريق الحرير القديم وطريق الحرير البحري قريبين من بعضهما البعض.

وفي 1 مارس 2015، اُفتتحت رسميا منطقة التجارة الحرة التجريبية لمنطقة شيامن، إيذانا ببزوغ فجر مهمة تنموية جديدة للمدينة وسكانها. حيث أعلن نائب العمدة هوانغ تشيانغ أن منطقة التجارة الحرة التجريبية أرست مقياسا جديدا للإصلاح والابتكار في شيامن وشكلت محركا مهما لتعزيز التحول والارتقاء الصناعي. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز