فيلسوف الجغرافيا جمال حمدان.."شخصية مصر" في محفل "القاهرة للكتاب"

متابعة - محمد خضير

جمال حمدان"..أحد أكبر المفكرين المصريين والملقب بـ"فيلسوف الجغرافيا"، شخصية أثرت في الأوساط السياسية والثقافية والفنية والتي لقيت ترحيبًا كبيرًا واهتمامًا بالغًا لدى اختياره شخصية أحد أهم المحافل التي تقام على أرض مصر وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ٥١، والذي انطلقت فعالياته 22 يناير الجاري، ويستمر حتى 4 فبراير المقبل.

وفور استقرار الهيئة العامة للكتاب على اسم المفكر الدكتور جمال حمدان؛ ليكون شخصية الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، أعرب العديد من القامات الثقافية والفنية وكذلك السياسية عن بالغ سعادتهم وفخرهم بهذا الاختيار، لما سيكون له من أثر عظيم على شخصية أي قارئ يهتم بحياة ومؤلفات وفكر جمال حمدان، وهو الأمر الذي بدا جليًا في اهتمام المزيد من القراء بمؤلف "شخصية مصر" لجمال حمدان، الذي يهتم بكافة جوانب هوية الشخصية المصرية وقيمها.

وأكد قراء مهتمون بأعمال جمال حمدان أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيقات "جوجل للخرائط" أثرت على استقبال وتفهم الموسوعة العلمية التي تركها لنا جمال حمدان، فيما يرى البعض الآخر أن حياة جمال حمدان تستحق أن تكون عملاً أدبيًا، وهو ما اقترحه بالفعل الدكتور ياسر خضير أستاذ الجغرافيا بجامعة حلوان، خلال حديثه في ندوة بعنوان "حمدان فيلسوف الجغرافيا .. سيرة ومسيرة"، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.

وتساءل خضير قائلاً "أفلا يستحق أن تكون حياته عملاً أدبيًا بكل ما فيها من مؤهلات البطل الدرامي النموذجي، والتي تستحق كذلك مزيدًا من الدراسات النفسية والاجتماعية التي تربط هذه المسيرة الحياتية بنوعية الإنتاج والفكر.

وأضاف أن جمال حمدان شخصية مصرية تخطت عتبات الجغرافيا إلى الفضاء العام، حيث ارتقى بالجغرافيا حين عرّفها بأنها علم وفن وثقافة، مضيفًا أن قضية الهوية كانت بمثابة نقطة محورية له، وكان يسعى جاهدًا لتقديم أعمالاً محايدة، قائلاً إن الإنتاج العلمي لحمدان نجم عن حياة مختلفة وعزلة أخرى تعيد الأذهان إلى عزلة أبي العلاء المعري، فقد كانت أعماله تتسم بالشفافية والإلمام بكافة الجوانب.

من جانبه، قال الدكتور فتحي محمد مصيلحي أستاذ الجغرافيا بجامعة المنوفية، خلال الندوة ذاتها، إن رحلة حمدان استغرقت ٢٣٨٠٠ يوم، وقام بعرض خرائط تظهر بداية من مكان مولد حمدان وحتى الأماكن التي كان يفضلها، وسيرة ذاتية مُفصلة عن حياته.

"جمال حمدان" شخصية مصر ولد في 24 فبراير 1928 في قرية ناي بالقليوبية بأسرة تنتهي إلى قبيلة (بني حمدان) العربية التي جاءت إلى مصر مع الفتح الإسلامي، وكان والده مدرسًا للغة العربية في مدرسة شبرا التي التحق بها ولده جمال فيما بعده، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939، واهتم والده بتحفيظه القرآن الكريم، وكذلك تجويده وتلاوته؛ مما كان له بالغ الأثر على شخصيته، ومن ثم حصل على ليسانس الجغرافيا بامتياز، وعين معيدًا بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1948، وفي عام 1949، سافر في بعثة علمية إلى جامعة "ريدنج" في إنجلترا، وحصل على الدكتوراه عام 1953 مع مرتبة الشرف الأولى.

ولعل باكورة إنتاج جمال حمدان هي كتابه الشهير "Studies in Egyptian Urbanism"، عام 1955 باللغة الإنجليزية، أثناء عمله عام 1958، كأستاذ مساعد بجامعة القاهرة، ألَّف ثلاثة كتب؛ وهي "جغرافية المدن"، و"دراسات في العالم العربي"، و"أنماط من البيئات"، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 1959.

وفي عام 1963، أصدر كتابه "المدينة العربية"، وأصدر كتاب "بترول العرب" في عام 1964، وفي عام 1967 وضع الصياغة الأولى لكتابه الأبرز "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان" المكون من 4 أجزاء.

وترك جمال حمدان - الذي توفي في 17 أبريل عام 1993 - 39 كتابًا و79 بحثًا ومقالة، أشهرها كتاب "شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان"، ونال العديد من الجوائز من بينها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1986، وحصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتاب "شخصية مصر" عام 1988م، وحصل على جائزة التقدم العلمي سنة 1992 من الكويت