

ابراهيم رمضان
فأر فيصل المشرد"..
بقلم : ابراهيم رمضان
انهار العقار ونجا ساكنوه.. نفقت بعض الفئران ونجا بعضُها.. هرع المسئولون لمعرفة "الخازوق" الذي تسبّب في انهيار العقار.. تَكررت الأخطاء وما زالت لجان الحكومة تبحث عن الأسباب!
تحية واجبة للجنة الحي والإسكان التي فجّرت مفاجأةً سارةً.. فلأول مرة في التاريخ المعاصر للعقارات المنهارة في مصر ينجو السكان وبعضُ فئران المنزل!
لجنة الإسكان أعلنت بصراحة وشفافية عن أن سبب الانهيار "خوازيق الإسناد".. ولكنها في الحقيقة "خوازيق الفساد المرخصة من الحي لعملية بناء العقار المجاور للمنزل المنهار".
في جولة تفقدية للجنة حقوق الفئران، للمنزل، قالت في تقريرها المبدئي: "إنها اطمأنت على أحوال الفئران، بعد أن تم فقد بعضها تحت الأنقاض".. ولكنها استنكرت موقف الحكومة والمحافظة، لأنهما لم يوفرا المأوى الملائمَ لمئات الفئران المتجولة في المنطقة، كذلك لم يوفرا لها المخيماتِ اللازمة بعد أن فقدت مسكنَها!!
الحكومة "كتّر خِيرها" أعربت في بيان رسمي عن أسفها عن الحادثة الأليمة، التي لم تسفر عن ضحايا وعن تضرر الفئران، معلنةً عن صرف تعويضات للمتضررين، وعليهم البحث عن مأوى، فالعقار المنهار بلا ترخيص .
في بيانها الناري ردت لجنة حقوق الفئران، أنها ستلجأ إلى المجتمع الدولي.. فكيف توفر الحكومة المصرية كلَّ سبل الرفاهية والراحة للمواطنين وتنسى الفئران المُنهَكة التي تتسول الطعام في الشوارع وما زالت تبحث عن مأوى لها في "الأبراج الخرسانية" الجديدة الحاصلة على رخص من الحي والمحافظة؟!
محافظة الجيزة، شكّلت لجنة تقصي حقائق للموضوع مكونة من "خمسين" عضوا يمثلون طوائف المحافظة كافةً؛ لدحض الاتهامات الموجهةِ من لجنة حقوق الفئران، وأيِّ مواطن جيزاوي، فالمحافظة بريئةٌ من كل التهم كبراءة المتهمين في موقعة "الجمل"!