عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دار القضاء "على البشر"

دار القضاء "على البشر"

بقلم : عمرو الأنصاري

دفعني القدر لدخول  دار القضاء العالي للمره الاولى  في حياتي من اجل  الحصول على ملف التقدم لمسابقة النيابه العامه لشقيق صديق عمري..



 
ذلك المبنى الضخم والفخم "  رمزً للقضاء المصري"و الذي صممه الدكتور المهندس محمد كمال اسماعيل  (مصمم مجمع التحرير)على الطراز الإيطالي منذ اكثر من مائة عام ،في منطقة "الاسعاف" في وسط مدينة القاهره
 
كنت منبهرا به  وبسلالمه الشهيره التي   طالما روجت  لها الكليبات والدراما المصريه..بداية من  كليب "انا لو حبيبك" للمطرب محمد فؤاد ونهاية بمشهد الختام ولحظة هروب  النجم  احمد السقا في "فيلم الجزيره"..
 
بمجرد ان دلفت الى البهو الداخلي للمبنى والذي يضم مكتب النائب العام ومحكمتى الاستئناف والنقض ونقابة المحامين الفرعية بالإضافة إلي قاعات المحاكمات وأشهرها قاعة عبدالعزيز فهمي ..
اصابتني الصدمه بعدما رايت اظافر الاهمال عبثت بكل ركن في المكان..وخيوط العنكبوت تنسج قصة ماساويه لتفريط الدوله في تراثها ..
ولكن الصدمه لم تتوقف عند هذا الحد ..اذ كانت الصدمه الاقوى بالنسبة لي هو المقر الذي تسحب من ملفات مسابقة النيابه العامه ويقع في بدروم المبنى ..
 
قرابة النصف ساعه قضيتها بحثا في دهاليز هذا البدروم والذي يشبه "مغارة علي بابا"  سيرا في ممرات لانهاية لها  ، وكان من الواضح ان هذا المكان كان سجنا او معتقلا في السابق ..اذ ان كل ممر يفصله عن الممر الثاني "زنزانه "غير مكتمله يبدو انه تم نشرها من الاسفل لفتح الممرات على بعضها البعض.. 
 
نسبة الاكسجين قليله جدا بالبدروم "الضيق "..فتحات التهويه نادره .. كم هائل من "الموظفين والمحامين والمواطنين" محاطين بكميه هائله من الملفات الملقاه في كل مكان بعشوائيه !!
دعك من كل هذا فدار القضاء العالي هو  تجسيد حقيقي للحاله المصريه اللي وصلنا لها في جميع المجالات (منظر مبهر من الخارج بينما المحتوى فارغ)
مازلنا نحيا على ذكرى الاجداد نتفاخر بانجازاتهم وحضارة 7 الالاف سنه بينما اهملنا التعلم والتطور..ولو بعث الفراعنه من جديد لتبراوا منا !
 
الاهم هو السؤال الذي اطرحه على الحكومه المصريه   :
 ماذا  لو اشتعل حريق في بدروم مبنى القضاء العالي؟!
 
في ظل عدم وجود مخرج طوارئ!،في ظل ندرة طفايات الحريق "العتيقه"!،
 
في ظل تكدس بشري هائل!،وتكدس ورقي عشوائي يسهل الاشتعال!..
 
كم ضحيه سيخلف ذلك الحريق؟!
 
كم قضيه ستحرق اوراقها  لمواطنون بسطاء ينتظرون حكما يلطف اوجاعهم بعد سنوات من  العناء في المحكام؟!
الى متى ستظل الدوله المصريه تستيهن بحياة المصريين ؟!
 
والى متى سيظل المسئولون الذين  ضاقت مقاعدهم بهم يتحركون بمنطق رد الفعل؟
 
لست خبيرا في الدفاع المدني ولكني اكاد اجزم ان مكان كهذا "البدروم" تطل الاسلاك الكهربائيه فيه براسها من الحوائط ، من المستحيل ان يكون مؤمنا بنظام اطفاء ذاتي !
 
في دوله لايوجد بها نظام ولااطفاء ولا احترام للذات..
 
حيث يقتل الناس والمتهم جاهز.."ماس كهربائي" !..
لكي الله يامصر.
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز