عاجل
الخميس 4 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
سيسي سيسي .. هو رئيسي ..؟

سيسي سيسي .. هو رئيسي ..؟

بقلم : محمود الجمل
 
يصر البعض  علي ادخال الرجل سريعا الي اّتون المحرقه  دون انتظار  لأي ترتيبات قانونيه او زمنيه , يتم السماح بعدها للعسكريين بخوض غمار الحياة السياسية ومخالطة المدنيين والتعامل معهم بمنطق المنافس , لا بروح القائد والملهم والزعيم .  الأول يتم مناقشته بلاوجل ولاخوف من عقاب او نفي او مصادره , والثاني  شئنا ام ابينا هو الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , يوحي اليه استثناءا  رغم انقطاع الوحي , هو المهاب الذي لايخطئ ,  وان اخطأ , فعلي كل الأكاديميات الأستراتيجيه في العالم , ان تدرس هذا الخطأ باعتباره فتحا في علم  ادارة الشعوب والدول ..!
 
الفريق عبدالفتاح السيسي , هو الرجل الذي لعب دور الحكم  عقب ازمة 30 يونيو , وهو اليوم الذي شهد خروجا مؤثرا لملايين المصريين  , اعلنوا فيهم رفضهم لطريقة ادارة الدوله  في ظل صعود جماعة الأخوان المسلمين , التي  لم ينجح ممثلها في الحكم الرئيس محمد مرسي  في ان يقدم نموذجا  صارما  للحكم  , مثلما يحدث غالبا في اعقاب الثورات , صرامه انتهجها الزعيم الصيني  " ماو تسي تونج "  كانت عقوبة الأعدام  رميا بالرصاص , هي العقوبة  الأكثر انسانيه  لكل الفاسدين والمرتشين والمرابين والأقطاعيين , عقوبه تم  تنفيذها بلاوجل علي ملايين الصينيين , دون النظر الي  اية ردود  افعال من قبل القوميات  , الدبابات كانت جاهزه لسحق الجميع من اجل النهوض بالدوله الجديدة .
 
ايضا عقب الثورة  الايرانيه واعلان الجمهوريه الأسلاميه عقب عودة "  الخوميني " من منفاه في باريس , تم اعدام قرابة 150 الف ممن ينتمون  لمرحلة حكم الشاه , الأمبراطور المستبد الذي لم يجد في نهاية عمره  دوله  تستضيفه او تسمح له حتي بالبقاء فيها لتلقي العلاج , حتي سمح له الرئيس السادات بالمجئ الي مصر  والبقاء فيها , بل واستقدم له الجراح العالمي د. دبيكي , الذي اجري له جراحه لأستئصال  ورما سرطانيا من داخل احشاءه  , قيل بعدها ان مشرط  الجراح  تلامس مع  جزء من كبد الشاه – عرضا او عمدا – الأمر الذي  تسبب في  بعض المضاعفات  افقدت الجسد المنهك للأمبراطور المطارد القدرة علي المقاومة , ثم انتهي الأمر بوفاته ودفنه بمسجد الرفاعي  , حيث يرقد بالقرب منه جثمان الملك فاروق ..
 
في كوريا الشماليه , لم يتورع زعيمها الشاب , عن تنفيذ عقوبة الأعدام رميا للكلاب المفترسه الجائعه في حق زوج عمته , بل ونائبه ,  ومعه خمسه اخرين من معاوني زوج العمه , اتهموا بالخروج علي تقاليد الدوله الكوريه  فيما يخص  التقشف , قيل ان  الجنرال الذي القي الي الكلاب الجائعه عاريا ومرتعدا , عثر في مسكنه الخاص علي زجاجات ويسكي مهربه , وانه ارتاد مطعما فاخرا مخصص للسائحين الأجانب فقط ,  فكان القرار باعدامه رميا للكلاب , وهي عقوبه  لو تم تنفيذها ولو جزئيا مع لصوص عصر مبارك , فقط مجرد التلويح بأن عددا من الكلاب المصريه الجائعه , فقط  سوف تكتفي بنهش لحوم هؤلاء اللصوص الذين استباحوا  الأرض والماء والكلأ , وتقاسموا مع رجال قصر الأتحاديه في زمن مبارك وباسم زوجاتهم , كل ثروات مصر , فزادوها فقرا , اكثر من " ترليون " جنيه دين داخلي  , الف مليار  ايها الساده لكي تعرفوا ماذا فعل فينا هذا الزعيم الملهم الذي – اّل  أيه – ترك الحكم طواعية حقنا للدماء .!
 
كان  يمكن للرئيس مرسي  ان يظل حاكما حتي هذه اللحظه لو كان مدركا للوقت مستدعيا لتقاليد الثورات ,  وقام بواسطة  محاكم خاصة بالعداله الانتقاليه , بمراجعة كافة مخالفات وخطايا وجرائم عصر مبارك بواسطة قادة لهم كافة الصلاحيات , الا  انه لم يمتلك الشجاعه  وكان خائفا من اتهامه بالأستبداد . يكفي ان  " حسين سالم "  الهارب في اسبانيا  الاّن  والذي كان واجهة مبارك في  نهب اموال واراضي مصر  , كان راضيا  اثناء فترة حكم الرئيس مرسي علي التنازل عن نصف ثروته  وهو رقم تم تقديره بالمليارات , فقط مقابل عدم محاكمته واسقاط كافة التهم عنه . الا انه سرعان ماتراجع بعد رحيل مرسي واعلن في  مداخله تلفزيونيه  مع قناة التحرير   اجراها معه " محمد الغيطي " صاحب  المقوله التاريخيه , وهي ان الأخوان كانوا سببا في سقوط الدوله الأسلاميه في الأندلس .!  انه لن يدفع اكثر من 30 مليون جنيه  تخصص لترميم الكنائس واقسام الشرطه المحترقه .
 
 يستطيع الفرق اول عبدالفتاح السيسي  ان يكون رئيسا منتخبا لمصر , شريطة ان يتخلي عن  زيه العسكري , وان ينخرط في الحياة المدنيه ,  مقدما المثل في الألتزام بالقوانين المنظمة  لعمليات انخراط العسكريين القدامي في العملية السياسية , وبالتالي يحتاج الفريق السيسي الي فترة ستة شهور كامله تفصل مابين تخليه عن منصبه  العسكري وبين  امكانية تقديم اوراقه كمرشح مدني  يتنافس هو وغيره علي مقعد فرعون مصر . فرعون هو اسم الحاكم في مصر القديمه , وكل من كان يحكم كان يسمي فرعونا  , تسميه علي غرار الوالي  في الدوله  الأسلاميه ,  تسميه لاتحمل في طياتها وصفا جارحا  , او تنبيطا او تنميطا . !
 
والي ان تنتهي فترة الستة شهور ,  يكون قد تم الألتزام بخارطة الطريق التي تحدثت عن اجراء انتخابات نيابيه اولا ,  لأنه الحل المنطقي لأعادة ادخال  المصريين باختلاف توجهاتهم للعبة الحكم دون  تقييد او وصايه . انتخابات  حره تماما لاتعيدنا الي اجواء عصر مبارك , والذي تسببت اخر انتخابات نيابيه اجريت به عام 2010 وتم تزويرها بالكامل الي سقوط عصره  بالكامل .  وبالتالي فأن  النتائج  المعلنه لهذه الانتخابات  يجب ان تكون هي  الفاصله  , ويجب احترامها ايا كانت  ,  ويجب من الاّن التوقف عن اطلاق الأحاديث الهزليه عن ان الأنتخابات سوف تعيد مره اخري مرشحي جماعة الأخوان المسلمين والسلفيين , لأن هذه التخوفات  تشكك وبقوه في رقم  ال 33 مليون الذين خرجوا يهتفون ضد نظام الأخوان في 30 يونيو وفي رقم ال 20 مليون الذين خرجوا في 14 و15 يناير  يقولون نعم للدستور .  ان هذا الرقم الأخير بمفرده قادر علي ان يأتي بأغلبيه تنتمي للقوي المدنيه وشباب الثوره , فقط يجب الأتفاق علي  اشكال الترشح , هل هي عبر القوائم ام عبر العودة مره اخري للدوائر الفرديه الصغيرة , وهي التي يفضلها معظم من ينتمون للأحزاب المدنيه , رغم انه بمراجعة نتائج اخر انتخابات نيابيه حره جرت في عام 2011 كشفت عن ان هذه الأحزاب لم تستطع التمثيل المعقول بالبرلمان الا عبر القوائم , ولم ينجح في الانتخابات الفرديه الا عدد قليل من مرشحيها وبتكلفه باهظه .
 
يستطيع الفريق السيسي ان يكون رئيسا للدوله المصريه  بالأقتراع الحر المباشر متنافسا مع اخرين لهم جميعا  كامل الحق في التنقل والترويج لبرامجهم , دون خوف من مصادره او اعتقال , مثلما حدث مع بعض  المنتمين لحزب مصر القويه , الذين تم حبسهم , فقط لمجرد رفعهم للافتات تدعو المواطنين للتصويت بلا ضد الدستور .
 
  يستطيع ان يكون رئيسا  يخطأ ويصيب  , بشرا مجتهدا , لانبيا يوحي اليه , او مخلصا  بعثته السماء لكي يحمل اوزار البشر , ثم ينتهي به الأمر مصلوبا علي حذع شجره .  يستطيع ان يكون " تيتو " موحد الجمهوريه اليوغسلافيه ,  والذي تحولت بعد رحيله الي سبع جمهوريات .  لكنه بالتأكيد لن يكون " شاوشيسكو " ديكتاتور رومانيا , الذي انتهي به الأمر صريعا  بعد ان اعدمه الثوار في حديقة قصره .  يستطيع ان يكون  الخليفه الراشد السابع , لكن عليه ان  يعلم   ان عمر وعثمان وعلي – المبشرين بالجنه – ماتوا مقتولين , وان الحسن بن علي وعمر بن عبدالعزيز , ماتوا متأثرين بالسم , وكذلك عبدالناصر , والسادات لقي مصرعه وسط حراسه , ومبارك بات سجينا .  ويستطيع ايضا ان يظل زعيما مهابا محبوبا حاميا للدوله الديمقراطيه المدنيه , وان يظل في موقعه  الي اخر لحظه في عمره , في الوقت الذي  يتبدل فيه الرؤساء .  عليه هو ان يختار  مابين ان يكون معاويه بن ابي سفيان  او علي بن ابي طالب  .. ؟

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز