

بقلم
محمود الجمل
إلا السويس ..؟
12:00 ص - الجمعة 31 يناير 2014
بقلم : محمود الجمل
هل تستحق هذه المدينه العظيمه صاحبة التاريخ البراق والجغرافيا الباهرة كل هذا الأهمال والعنت . هل هذه هي السويس التي عرفناها قبل الهجرة عام 67 نموذجا للنظافة , شوارع الكفور مرصوفه باحجار البازلت وبالوعات المطر منتشره بكل شارع .
هل هذه هي السويس التي كتب عنها الطبيب الشهير د. نجيب محفوظ في مذكراته المنشوره , عندما حضر اليها عام 1902 لكي يمضي سنة الأمتياز في مستشفاها العام , فيحدثنا عن جمال الأبنيه وروعة الشوارع وتألق الميناء في منطقة بورتوفيق التي كانت كل شوارعها مرصوفه بنظام الخرسانه من اجل ضمان عمر اطول ولكي تحتمل سير السيارات الثقيله التي كانت تحمل بعض الصادرات او تستقبل الواردات من والي الميناء .
هل هذه هي السويس , المدينه الكوزموبوليتانيه , متعددة الثقافات , حيث يتجاور ابناء الجاليات الفرنسية والايطاليه والأنجليزيه جنبا الي جنب , دون ان يسأل احدهم صاحبه من اين انت . الاّن عاد السوايسه مره اخري لكي ينقسمون – بعد ان وحدتهم الهجره وكان يطلق علي الجميع في المهاجر المختلفه لفظ سوايسه - وعدنا مره اخري سوهاجيه وقناويه وفلاحين , وليت الأمر يقف عند حدود التصنيف طبقا للأنتماء لمحافظه ما , بل يتعداها لسؤالك من اي مركز ثم من اي قريه ثم من بيت مين . منتهي التفتت في زمن النكبه .
هل هذه هي السويس التي اشتهرت بأنها المدينة المبهجة التي ظلت مقصدا وهدفا لكل المصريين , المدينه الجاذبه الأولي في مصر , التي يؤمن كل مصري انها اذا حضر اليها فأن رزقه المقسوم سوف يحصل عليه وهو فوق ارضها , حتي باتت مصر كلها ممثله فيها , والدليل كم الجمعيات والروابط الأهليه التي تؤكد ان السويس ظلت منذ نشأتها الحديثه عقب حفر القناه , هي الحاضنه الكبري للمصريين بلا ادني تفرقه .
الاّن هل يمكن وصف السويس بشوارعها المتربه و اطنان النفايات تملئ نواصيها الا انها باتت مدينه بائسه وعابثه . المتاريس تغلق معظم شوارعها الرئيسيه حتي ظننا اننا في زمن الحرب . حتي صار السير في طرقاتها بواسطة السيارات او حتي عبر الأقدام شكلا من اشكال التعذيب .
السويس التي انصرف قادتها القابعون في الديوان العام عن اداء مهامهم الرسميه , الي مهامهم الخاصه وجني مايمكن جنيه من مكافاّت وحوافز , والأنشغال فقط وبشكل اساسي ببيع مايمكن بيعه من اراضيها عبر مزادات اشعلت اسعار الأرض والوحدات السكنيه , حتي باتت الوحدات السكنيه بالقاهرة والأسكندريه هي الأرخص , واصبح الحديث عن امكانية حصول شباب الخريجين وابناء الأسر المتوسطة علي وحدات سكنيه معقوله ضربا من ضروب الخيال .
هذه ليست مدينتي التي عرفتها وعشقتها واخترت المقام فيها . ليست مدينتي بعد ان صارت مستباحه . ليست السويس التي اعرفها .
هل تستحق هذه المدينه العظيمه صاحبة التاريخ البراق والجغرافيا الباهرة كل هذا الأهمال والعنت . هل هذه هي السويس التي عرفناها قبل الهجرة عام 67 نموذجا للنظافة , شوارع الكفور مرصوفه باحجار البازلت وبالوعات المطر منتشره بكل شارع .
هل هذه هي السويس التي كتب عنها الطبيب الشهير د. نجيب محفوظ في مذكراته المنشوره , عندما حضر اليها عام 1902 لكي يمضي سنة الأمتياز في مستشفاها العام , فيحدثنا عن جمال الأبنيه وروعة الشوارع وتألق الميناء في منطقة بورتوفيق التي كانت كل شوارعها مرصوفه بنظام الخرسانه من اجل ضمان عمر اطول ولكي تحتمل سير السيارات الثقيله التي كانت تحمل بعض الصادرات او تستقبل الواردات من والي الميناء .
هل هذه هي السويس , المدينه الكوزموبوليتانيه , متعددة الثقافات , حيث يتجاور ابناء الجاليات الفرنسية والايطاليه والأنجليزيه جنبا الي جنب , دون ان يسأل احدهم صاحبه من اين انت . الاّن عاد السوايسه مره اخري لكي ينقسمون – بعد ان وحدتهم الهجره وكان يطلق علي الجميع في المهاجر المختلفه لفظ سوايسه - وعدنا مره اخري سوهاجيه وقناويه وفلاحين , وليت الأمر يقف عند حدود التصنيف طبقا للأنتماء لمحافظه ما , بل يتعداها لسؤالك من اي مركز ثم من اي قريه ثم من بيت مين . منتهي التفتت في زمن النكبه .
هل هذه هي السويس التي اشتهرت بأنها المدينة المبهجة التي ظلت مقصدا وهدفا لكل المصريين , المدينه الجاذبه الأولي في مصر , التي يؤمن كل مصري انها اذا حضر اليها فأن رزقه المقسوم سوف يحصل عليه وهو فوق ارضها , حتي باتت مصر كلها ممثله فيها , والدليل كم الجمعيات والروابط الأهليه التي تؤكد ان السويس ظلت منذ نشأتها الحديثه عقب حفر القناه , هي الحاضنه الكبري للمصريين بلا ادني تفرقه .
الاّن هل يمكن وصف السويس بشوارعها المتربه و اطنان النفايات تملئ نواصيها الا انها باتت مدينه بائسه وعابثه . المتاريس تغلق معظم شوارعها الرئيسيه حتي ظننا اننا في زمن الحرب . حتي صار السير في طرقاتها بواسطة السيارات او حتي عبر الأقدام شكلا من اشكال التعذيب .
السويس التي انصرف قادتها القابعون في الديوان العام عن اداء مهامهم الرسميه , الي مهامهم الخاصه وجني مايمكن جنيه من مكافاّت وحوافز , والأنشغال فقط وبشكل اساسي ببيع مايمكن بيعه من اراضيها عبر مزادات اشعلت اسعار الأرض والوحدات السكنيه , حتي باتت الوحدات السكنيه بالقاهرة والأسكندريه هي الأرخص , واصبح الحديث عن امكانية حصول شباب الخريجين وابناء الأسر المتوسطة علي وحدات سكنيه معقوله ضربا من ضروب الخيال .
هذه ليست مدينتي التي عرفتها وعشقتها واخترت المقام فيها . ليست مدينتي بعد ان صارت مستباحه . ليست السويس التي اعرفها .
تابع بوابة روزا اليوسف علي