عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أحزاب معونة الشتاء..!

أحزاب معونة الشتاء..!

بقلم : عاصم حنفى

أقول إن على الدولة أن تساعد الأحزاب كما فعلت فى الماضى عندما فعلها السادات.. وساعد على تأسيس ثلاثة أحزاب.. اليمين والوسط واليسار.. بعد انقطاع عن العمل الحزبى دام أكثر من عشرين عاما، وقد نجحت التجربة تماما.. فلماذا لا نكررها الآن؟.. فنوفر لهم المقار والدعم المادى والكوادر البشرية ونطلقهم فى الساحة.. عسى أن تنجح التجربة؟!
خطأ السادات الحقيقى أنه لم يقتصر فى تمويل الأحزاب الجديدة لمدة محدودة.. وإنما استمر الدعم لسنوات طويلة.. وهو ما أدى إلى التنازع الحزبى الداخلى وحروب المقار المسلحة.. والسبب هو الرغبة فى الاستحواذ على الدعم والمساعدة التى تتم تحت شعارات الخدمة العامة والرغبة فى المساهمة فى بناء الأركان.. مع أن حب الوطن لا يحتاج تمويلا أو دعما ومساندة.. والعمل الحزبى ليس وظيفة تتقاضى عنها أجرا.. وهو ليس مقاولة أو سبوبة تستحق عليها مكافأة.. ولكن للأمانة فإن تأسيس الحزب السياسى فى ظل الدولة العميقة يظل عملا مستحيلا.. لأن المزاج العام فى الوقت الحالى يميل لإعطاء الفرصة للنظام الجديد، ولكن من قال إن الحكم يصلح دون معارضة؟!
وهناك من القوى السياسية من يعتمد على الصوت العالى.. أو الحضور التليفزيونى.. أو إطلاق الشعارات البراقة.. ووجود هذه القوى داخل أحزاب شرعية هى وسيلة للتعرف عليها.. وطرح برامجها الواضحة للإصلاح السياسى.. فإما التف حولها الناس.. أو أعرضوا عنها تماما.. فتسقط من حسابات الجماهير.
وفى تقديرى فإنه من الواجب على الدولة أن تساعد فى تأسيس ودعم الحزب الجديد لمدة عامين أو ثلاثة أو حتى خمسة حتى يقف على قدميه ويتجاوز مرحلة الحضانة السياسية وبعدها تكف الدولة يدها وقد تجاوز الحزب مرحلة الرشد السياسى.
أقصد أنه على الدولة أن تساعد الأحزاب الجديدة حتى يمكن لنا الفرز والاختيار بين القوى السياسية التى تحتشد على الساحة الآن.. وبشرط ألا تكرر الدولة تجربة الماضى القريب.. فلا تبالغ فى مد يد المساندة.. وهناك الآن على الساحة السياسية أحزاب بلغت مرحلة الشيخوخة فعلا.. ومازالت تمد يدها طلبا للدعم والمساعدة.. بحيث صارت فلوس الدعم السياسى هى المصدر الوحيد لدخل الحزب.. مع أنه من المفترض أن يكون تمويل الحزب من اشتراكات أعضائه.. تماما كما فعل حزب الوفد مع الدولة التى سمحت له بمعاودة النشاط فى أوائل ثمانينيات القرن الماضى.. فرفض تماما أن تساعده الدولة بالمقار والفلوس!
ولكن فى المقابل هناك أحزاب سياسية عالية الصوت لم تنظم ندوة واحدة طوال تاريخها.. لم تشارك برأى معارض حتى لا تغضب الدولة صاحبة الفضل والإحسان.. لم تطرح رؤية.. لم  تفعل شيئا على الإطلاق.. ومع هذا تقف فى الطابور طلبا للحسنة القليلة!
أقصد أن مشروع الحزب السياسى قد تحول على يد هذه الأحزاب الديكورية إلى مشروع استثمارى تجارى.. تماما مثلما تشيل فلوسك فى البنك.. مستغلة المناخ الديمقراطى الذى أعلنته الدولة زورا.. وهى تقصد إفساد هذه الأحزاب بمنحها العطايا والامتيازات.
سبب أخير يدعونى للتحمس لمساندة الدولة للأحزاب الجديدة.. هو ألا تمد يدها لحكومات أو منظمات وهيئات تسعى لحشر أنفها فى الشئون المصرية.. بحيث لو فعلت لاستوجب الأمر فضحها ووضعها تحت طائلة الحساب.
لا مانع والله أن تساند الدولة الأحزاب الجديدة.. بشرط أن تخوض الانتخابات وتحصل على نسبة معقولة من الأصوات.. فإذا فشلت لدورة برلمانية أو دورتين.. فعلى السادة الأعضاء الجلوس فى القهوة والمقاعد هناك على قفا من يشيل..!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز