الرئيس المخلوع .. لم يتعلم الدرس بعد

بقلم : أحمد قنديل

حالة من الضباب السياسى يعيشها الواقع اليمنى الآن ما بين جرائم وانتهاكات جماعة الاخوان المسلمين تحت ستار حزب الاصلاح اليمنى ومابين التجاذبات السياسية لاكثر من فصيل سياسى مابين حراك جنوبى وأحزاب وحركات لها تواجد على المشهد السياسى ومابين رئيس مخلوع سابق لم يتعلم الدرس بعد ألا وهو المخلوع على عبد الله صالح حيث نجد بعد أن أجبر على تركه السلطة والتى سيطر عليها تتعدى الثلاثين عاما  ليصبح أول رئيس للجمهورية اليمنية. تعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتي تسليمه للسلطة  في 25 فبراير 2012، يحمل رتبة المشير العسكرية، وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب - الذين هم على قيد الحياة حاليا.

وصل علي إلى رأس السلطة في البلاد عقب مقتل الرئيس أحمد الغشمي بفترة قصيرة إذ تنحى عبد الكريم العرشي واستلم صالح رئاسة البلاد في فترة صعبة تم وصف نظامه بانه كليبتوقراطية وتذيلت البلاد قائمة منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد  وقامت احتجاجات ضد حكمه عام 2011 (ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب "المبادرة الخليجية" الموقعة بين المؤتمر الشعبي العام و أحزاب اللقاء المشترك والتي أقرت ضمن بنودها تسليم صالح للسلطة بعد إجراء انتخابات عامة كما أقرت لصالح حصانة من الملاحقة القانونية وتم إقرار قانون الحصانة في مجلس النواب اليمني واعتباره قانونا سياديا لا يجوز الطعن فيه تولى نائبه عبد ربه منصور هادي رئاسة المرحلة الانتقالية. ولكن لماذا لم يتعلم الدرس من سابقيه من رؤساء أختتموا حياتهم مابين القتل والعزل أو الهروب  ولكن عندما قبل صالح بالمبادرة الخليجية مجبرا خرج بتصريحات أنه سلم السلطة سلميا دون أراقة دماء وهذا غير صحيح حيث أريقت دماء قبل أن يجبره الشعب اليمنى على عزله ولكن طال لم يتعلم الدرس ليس فقط من رؤساء سابقين بل لم يتعلم الدرس من بطانته الفاسدة والتى تغرقه يوما بعد يوم فى أزمات متعددة وتقول له أنك الرئيس الفعلى للبلاد وأنك صاحب القرار وان الرئيس المنى الحالى ليس سوى (طرطور) أو دمية تتلاعب بها لانه عضوا فى حزب صالح وهو المؤتمر قبل أن يصدر قرار بعزله ولكن هناك قيادات تابعة لصالح تمردت على قراره وأعلنت انها مستمرة فى التواصل مع الرئيس هادى وبمعنى اصح فى رسالة موجه للمخلوع (أخبط راسك فى الحيطة ) وتستمر بطانته الفاسدة فى أغراقه وتقول لها أن اليمن بدونك سوف يصبح سوريا جديدة والحقيقة أن اليمن الان اصبحت كتلة مشتعلة سوف تحرق الجميع وأولهم صالح نفسه فهو لم يترك الرئاسة طواعية على الساحة السياسية ولكن مالايعلمه صالح من بطانته الفاسدة والتى اصيبت بالعمى واصبحت تعيش فى جزر منعزلة وتحركه بأن المخلوع صالح فى اليمن ويكون له تواجد سياسى أو مابعدى الطوفان ولكن المفاجاة أن صالح لن يستفيق الا وعلى انشقاق داخل حزبه (المؤتمر الشعبى ) هذا بالاضافة الى تحول الجيش الى صراعات قبلية مابين الاخوان ومابين صالح وغيرهم لان نزعة القبلية هنا هى التى تستدعى وطنيتهم وبعد انشقاق المؤتمر وانشقاق الجيش يأتى الى ثورة  الجنوبيين  والذين يخططون خلال الأسابيع القادمة لبدء تحركاتهم إن لم يستجب صالح ويدعو لمؤتمر ينتخب على ضوئه الرئيس هادي أو الدكتور عبدالكريم الإرياني رئيسا للحزب بدلا من صالح ولكن  صالح مازال يرفض ويتحصن بعدد من مستشاريه الذين تربطهم علاقة المصلحة مما سيدفعهم الى القيام  بتأسيس حزب المؤتمر الجنوبي اليمني فإنه سيلقى قبول الكثير من المتضررين من سياسة الرئيس المخلوع  وبعيدا عن جماعة الاخوان الارهابية والتى ألحقت باليمن الوباء حيث بدأ الشعب اليمنى يتعافى منهم رويدا رويدا نجد أن صالح يسعى الى هدم المعبد على نفسه كما (شمشون ) وعندما يجد صالح نفسه يغرق سوف يتقدم بطلب الى واشنطن لايوائه  على الرغم من فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه مؤخرا بعد أن وجدته يعمل مالسرطان فى هدم الدولة  بعد ان خسر العرب بغبائه السياسى وخاصة السعودية والتى حافظت على رقبته من الاعدام ولكنه لم يدرك هذا الامر بل يسعى الى اعدام نفسه على طريقة القذافى وأخيرا أوجه له رسالة أرجو ان يحملها له  ناصحيه ابتعد  عن بطانتك الفاسدة  ولاتسعى وراء شهوة السلطة حتى لايشتهيك الاعدام .