

هناء عبد الفتاح
محمد منير..عندما تنهار الأسطورة
بقلم : هناء عبد الفتاح
يعتبر محمد منير المطرب المصرى الوحيد الذى وصل لدرجة من النجومية وفرت له كم هائل من جمهور متعصب لا يقبل عليه النقد أو المسائلة أو حتى مجرد قول الملحوظة ، كانوا دائما يجاوبون على أى شخص يسأل مستنكرا عن أى شئ محط إستفهام يصدر منه بقول واحد لا فصال فيه " الكينج يعمل اللى هوة عاوزه " ، أى شخص يتجرأ ليحاول فهم السر وراء تصرفات غريبة تصدر منه على المسرح فى الحفلات اللايف أو السر وراء إرتداؤه لألوان غريبة وفاقعة كالأحمر والبينك أو سر زواجه وطلاقه بعد شهر واحد فقط أو حتى سر غموض موقفه من الثورة يكون الرد الجاهز " الكينج يعمل اللى هوة عاوزه " ، هذا الرد أضفى على محمد منير جانب من القداسة والسمو وبث فى نفسه رسائل مغلوطة جدا مفادها أن بإمكانه التصرف بكل المتناقضات دفعة واحدة دون أن يرفع أحد يده ليسأل ، هذا الرد طمأنة أيضا بأن قدره عند جمهوره لن يقل أبدا حتى لو غنى أغنية " فى ناس بتشير محشى وفطير " !! ، لو كان جمهوره يحبه حقا لما تركه يصل لتلك القناعة التى جعلته لا يحسب لشئ ويتصرف وكأنه مركز الأرض والكون كله يدور حوله فجنى أول ما جنى على نفسه ، لو كان جمهوره يحبه حقا لحاسبه وسأله على أمور كثيرة ليعى أن النجومية مسئولية وأن للناس عليه حق طالما وثقوا فيه وشجعوا فنه وجعلوه كينج وتأثروا بكل كلمة قالها فى أغانيه ، ولما تطورت الثقة العمياء فى النفس للدرجة التى يصدمهم فيها بتصريحات فى حفل شرم الشيخ تؤكد أن كل كلمة قالها فى أغانيه المحرضة على الثورة كانت وهم ، وتؤكد أن البانر الكبير الذى كان يضعه خلفه فى معظم حفلاته ومكتوب عليه " حرية .. ممكن ؟ " فوتوشوب ، وأن أغانى مثل " يونس " و " مرضاش تدوس البشر بعضها " و " حدوتة مصرية " و " وإزاى " ما هى إلا محض فنكوش ، نعم من حق محمد منير أن يعتقد كيفما يشاء ، من حقه أن يكون مع الثورة أو ضدها ، من حقه أن يتبنى الأيدولوجيا التى تتوافق مع قناعاته ، من حقه حتى أن ينضم لحزب النور السلفى لو أراد ، لكن ليس من حقه أن يبث فى جمهوره روح الثورة والإنتفاض ويأتى اليوم الذى يصرح فيه ضمنيا بأنه لا يعترف بها ، ليس من حقه أن يدفعنا نحو الحلم ثم يلمح بعد ذلك لأنه كابوس ، ليس من حقه أن يثنى على شخصيات بعينها ويتصور معها بكل حماسة فى حين أن الرأى العام الثورى يراها بألف وجه وآكلة على كل الموائد وهو نفسه صورهم بفنه على أنهم هم السر وراء سؤاله : بتحبى إيه فيا ؟ وده حب إيه ده اللى من غير أى حرية ؟؟؟!! .. إن هذا الذى فعله محمد منير مؤخرا صدم جمهوره _ وأنا منهم _ صدمة كانوا فى أمس الحاجة إليها ليفيقوا ويعلموا أن العلاقة بين الفنان والجمهور علاقة طردية كلما صدق معهم وإحترمهم وأعطاهم من فنه بصدق ، كلما أعطوه حبا ونجومية ، صدمة كانوا يحتاجونها ليعلموا أن جمهور النجم الكبير يحبه لكن ليس للدرجة التى يغفروا له أن ييقول لفتاة من عمر أصغر أولاده لو كان تزوج مبكرا " إنتى لوحدك مشروع " !! وأن نقد ذلك لا يمكن أبدا أن يقابل بالرد المعروف " الكينج يعمل اللى هوة عاوزه " .. توقفوا عن ترديد ذلك ، فالكينج أصبح الأن فى أمس الحاجة لرسائل تؤكد له أن نجوميته صنعوها كل من وثقوا في فنه وأنه يهدم بنفسه تلك الثقة وكأنه متآمرعلى نفسه ووضع خطة ممنهجة لأكل نفسه بنفسه ..