كذبة إبريل .. المأتم الذى ينعى فيه كل شخص حلمه المنشود

بقلم : هناء عبد الفتاح

لا أعرف سببا واضحا لإرتباط شهر إبريل بالكدب مع إن الكدب  يحدث حولنا 365 يوم فى السنة ولا توجد حاجة أصلا لتخصيص ماراثون له فى شهر إبريل تحديدا ، ربما يحدث ذلك على إعتبار أن كدبة إبريل توصف بأنها كدبة دمها خفيف أو مقلب كبير يدبر بدقة وعناية شديدين ليستقبله المكذوب عليهم بتفاعل كبير حتى تكتشف الحقيقة ويعم الضحك كل المكان بينما الكذب باقى شهور وأيام السنة كذب عادى بلا ضحك ولا كوميديا !!

 

لا أعرف وبغض النظر عن ذلك كنت أرى منذ سنوات ليست بعيدة أن كدبة إبريل أشبه ببرنامج الكاميرا الخفية الذى كان يقدمه الفنان الجميل إبراهيم نصر فى شهر رمضان وكان الظاهرة التى أغرت كل سخيف تطارده أوهام خفة الظل والدم أن يقلده ببرنامج كاميرا خفية مماثل ، كنت ألمس في كدبة إبريل روح البهجة والشقاوة وخفة الظل ، كنت أنتظر أن يتآمر عليا أصدقائى بها لنضحك كما لم نضحك من قبل وأعصر أنا رأسى عصرا حتى أخرج بفكرة بارعة تستحق أن تكون كدبة إبريل هذا العام ، مرت عليا مقالب كثيرة تندرج تحت مسمى كدبة إبريل وتعلمت من جميعها المعنى الحقيقى وراء جملة " ضحك حتى إستلقى على قفاه " ، وقدمت أنا كدبة إبريل أكثر من مرة وحققت منها هدفى فى نشر البهجة بنفوس من خدعتهم بها ، بإختصار شديد جدا كنت أرى فى كدبة إبريل فاكهة الكذب وزينته وهكذا أحببتها ..

 

أما الآن يحدث أن تحولت كذبة إبريل إلى مآتم يولول فيه كل على ليلاه ، تحولت إلى لهثان وراء الحلم المنشود بعيد المنال ، تحولت إلى قهر على واقع فرض نفسه وجعل الجميع معذبين بجراحات وأوجاع لا تشفى وفقدوا الأمل فى أن تشفى  ، كذبة إبريل الآن لم تعد تضحك يا سادة ، ما المضحك فى أن أجد فلان يقدم كدبة إبريل  بأنه  تولى وظيفة محترمة فى مكان محترم  وبمرتب محترم ثم ينفى ويؤكد أنه لا زال عاطلا وأن كلامه ما هو إلا كذبة إبريل ؟؟  ، ما المضحك فى أن أجد فتاة عانس _ كما يحلو للمتخلفين تسميتها _ تقدم كذبة إبريل بأنها تزوجت من  حبيبها فارس الأحلام  ثم تنفى وتؤكد  أنها لا زالت بلا زواج وأن ما قالته هو كذبة إبريل ؟؟  ما المضحك فى أن أجد مريض يكتب على الفيس بوك خبر تعافيه تماما ثم ينفى ويؤكد أنها كذبة إبريل ؟؟ ، وما المضحك فى أن أرى بوست على الفيس بوك مكتوب فيه " أنا فى جيبى 30 جنيه " ثم تنفى صاحبته وتؤكد أنهم عشرون فقط والعشرة الزيادة كانت كدبة إبريل ؟؟؟ ،  ما المضحك فى أن أجد شخص آخر كاتب على صفحته " أخيرا إستلمت شقة الجواز اللى كنت مقدم عليها من خمستاشر سنة " ثم ينفى ويؤكد أنها كدبة إبريل ؟؟!!

 

يحاصرنى الآن هذا النوع من الكذبومن كل الإتجاهات منذ أن بدأ شهر إبريل ، وأعلم أن من يطرحونه يطمحون إلى وصلة ضحك وفكاهة تنسيهم أمور كثيرة توجعهم ، لكن للأسف أنا لا أضحك ولا أعتقد أن أى متأمل فى هذا سيضحك  ، كذبة أبريل  تحولت لبرنامج سخيف جدا من برامج الكاميرا الخفية وأصبحت ثقيلة الظل جدا وموجعة جدا فى كثير من الاحيان ، كدبة إبريل تحولت إلى ماراثون نكأ الجروح ومغازلة الحلم البعيد عله يحدث ، كدبة إبريل أصبحت تبدو لى ماراثون تسول الحلم من زمن بخيل هرم الجميع من بخله .. خاصموا كذبة إبريل أو عدلوا مسارها ، أعيدو لكدبة إبريل أمجادها أو إلغوها من القاموس تماما وإن لم تفعلوا سيصبح شهر إبريل هوة شهر القهر الرسمى من كل عام .