عاجل
الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
العدل لا يليق بك ..

العدل لا يليق بك ..

بقلم : هناء عبد الفتاح

كان عقارب الساعة تشير إلى توقيت آذان الفجر عندما جاءنى خبر تولى الزند منصب وزير العدل ، إعتقدت فى البداية إنها إشاعة تروجها لجان الإخوان الإليكترونية على الفيس بوك بهدف خلق حالة من السخط والبلبلة كما هى عادتهم ، لكن بقليل من البحث وجدت قضاه عندى فى قائمة الأصدقاء منتشيين جدا بالخبر وينشرون له التهانى على صفحاتهم ، سارعت إلى اليوتيوب ونقرت على محرك البحث لأستدعى مقولته الشهيرة  " نحن فى هذا الوطن أسياد وغيرنا عبيد " ،  قالها عندما كان رئيسا لنادى القضاه فى مداخلة على الهواء مباشرة مع الإعلامى توفيق عكاشة الذى لم يفكر لحظة أن يقاطعه ليسأله عن أى عبيد يتحدث ؟ وكيف يرى الناس خارج مؤسسة القضاء عبيد فى حين أن والده مصفف شعر رجالى أو بالعامية الفصحى " حلاق "  ؟؟ ، سمعت المقطع ما يقرب من عشر مرات ليس لضعفا فى سمعى ، وإنما لذهولا فى حواسى ، كنت مذهولة من حجم الفجوة الفكرية بين صانع القرار وبين الناس فى الشارع ، لو كان صانع القرار سأل حجر ملقى على جنب الشارع عن رأيه فى تعيين الزند وزيرا للعدل لأجابه بالرفض التام والأسباب لا تتسع السطور لسردها لكن يعلمها القاصى والدانى وسيعلمها أيضا أى شخص يكتب على محرك البحث جوجل " المستشار أحمد الزند "  وينقر ! ، لو كان صانع القرار الذى طلب من وزير العدل السابق محفوظ صابر تقديم إستقالته بسبب تصريحاته التى إحتقرت إبن عامل النظافة ، لو كان سأل عن الزند لو جده يحتقر الشعب بأكلمه ويرى الكل عبيد والقضاه فقط هم الأسياد ، ولوجد العنصرية فى أبشع صورها تتجسد فى حديثه عن الزحف المقدس الذى يؤكد فيه الرفض التام لتعيين أى شاب فى القضاء وهو ليس إبن قاضى ، يقول بعض من تطوعوا بتحليل الموقف ، أن القيادة تعلم جيدا أن الزند مغضوب عليه شعبيا ولا أحد سيرحب بتوليه حقيبة القضاء إلا نفر ممن حوله لكنها أقدمت على الخطوة لإقتلاعه من رئاسة نادى القضاه وتجريده من الحصانة التى طالما حالت بينه وبين كثير ممن يطالبون بمحاسبته ، وأنا أراه تحليل غير صحيح يتوازى مع واقع صحيح .. نعم يا سيادة الوزير ، أنت الأن موظف عام بلا حصانة ولا قداسة ولا هيلمان ، وستكون محط نظر جميع  العبيد الذين طالتهم إهانتك ولن ينسوا لك ذلك مهما حييت ، إعلم أنهم لن يترددوا لحظة فى كشف أى تجاوز مهما كان بسيط يصدر بعد توليك الوزارة ، وإعلم أن الكرسى لن يدوم ولو كان دام لأحد ما جاءك وبعد قيامك من عليه  _ وأظن أن ذلك سيحدث فى ظروف أسرع من ظروف جلوسك _ ستكون خارج كل هذا ، سيكون أقصى لقب ينادوك به هوة وزير سابق أو قاضى متقاعد ، أما العبيد وأولادهم فغدا سيكون لهم ، لأن حتما سيأتى على كرسى هذه الوزارة من يؤمن بمفهوم العدل والعدالة حقا ، سيأتى لأن ليس كل القضاه محفوظ صابر وأحمد الزند ، سيأتى لأن العبيد وأولادهم سيظلو يلاحقوك حتى تغيب تماما عن المشهد ليتصدره من يستحق !



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز