طارق رضوان
الجنرال الثائر.. وسر الله أكبر
بقلم : طارق رضوان
.jpg)
طارق رضوان
صديقى الأستاذ خالد أبو بكر صحفى من طراز فريد، مفتون بالحياة العسكرية منذ نعومة أظافره، وهو كاتب ومحقق من طراز فريد، ومهموم بالوطن وبتاريخه العسكرى المشرف، لا يحب النقاش أبدا فى خلافات قد تنفجر بيننا على الأداء العسكرى فى الفترة الانتقالية، وهو ما يزيد إعجابى بحبه الشديد لقادته فى الجيش، ولاؤه الوحيد والأوحد للمؤسسة العسكرية، صدر لصديقى منذ أيام كتاب فخم ضخم ومن طراز فريد بعنوان «الجنرال الثائر سعد الدين الشاذلى» الكتاب صدر عن دار الكتب والوثائق القومية، فن فى التحقيق عن الشخصية دون انحياز ودون هجوم غير مبرر، يعرض جميع وجهات النظر، تجعلك تشعر أنك أمام كاتب كبير من كتاب السيرة الذاتية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بوب ورد وكيتى كيلى، عرض جميع الآراء وكل وجهات النظر، الفريق أول سعد الشاذلى من أهم قواد حرب أكتوبر بل من أمهر القيادات العسكرية المنضبطة فى تارخ المؤسسة العسكرية الحديثة وأحد المخططين لحرب أكتوبر وهناك جدل كبير وواسع حول الرجل ودوره وخلافه مع السادات فى أتون الحرب، لكن ما جذب انتباهى دور الرجل فى الهتاف الشهير الله أكبر، الذى كان يردده الجنود وقت الحرب، حيث يقول الشاذلى فى الكتاب المبدع : 42 ساعة فقط باقية على ساعة الصفر لبدء المعركة فى صباح يوم الجمعة تحركت إلى الجبهة لكى أتأكد بنفسى من أن كل شىء كان يسير على ما يرام دخلت على اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث فى مركز قيادته فوجدته يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنوده عند بدء القتال فعرضها علىَّ وطلب رأيى فيها كانت كلمة قوية ومشجعة حقا، قلت له لا إنها ممتازة ولكنى لا أتصور أن أحدا سوف يسمعها إن هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى لن تسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت لأحد فما بالك بهذه الخطبة الطويلة، ثم لمعت فى ذهنى فكرة بعثها الله تعالى لتوها ولحظتها أن أفضل شىء يمكن أن يبعث الهمم فى النفوس هو نداء الله أكبر لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات للصوت على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر الله أكبر، سوف يردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء وسوف تشتعل الجبهة كلها به إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها وافق على الفور ولكنه أخبرنى بأنه ليس لديه العدد الكافى من مكبرات الصوت التى يستطيع بها أن يغطى مواجهة الجيش الثالث ومن مكتب اللواء عبد المنعم واصل اتصلت بمدير إدارة الشئون العامة وقلت له: أريد منك أن تدبر 05 مكبر صوت ترانزيستور وأن تسلم 20 منها إلى الجيش الثالث و30 إلى الجيش الثانى على أن يتم ذلك قبل الساعة العاشرة صباح الغد حتى لو تطلب ذلك تنفيذ هذا الأمر سحب مكبرات الصوت جميعها من وحدات القوات المسلحة التى ليست ضمن تنظيم الجيشين وتحقق ما أراد الشاذلى، تلك هى أهم مفاجأة لفتت نظرى فى هذا الكتاب البديع بجانب سرده الأدبى لوقائع أكثر سخونة. من هذا الذى فكر فى تلك الفكرة العبقرية التى ألهمت وألهبت الجنود فى المعركة الأسمى فى تاريخ مصر للنصر رجال وقيادات وفكر وروح وإيمان لكى تكون منظومة النصر مكتملة رحم الله القائد العظيم سعد الشاذلى وكل الشكر لصديقى خالد أبو بكر الكاتب المبدع والمبشر بكاتب كبير ومحلل عسكرى فخم قادم.
















