عاجل
الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
حكومة "محلب- فودة"

حكومة "محلب- فودة"

بقلم : ابراهيم رمضان
إقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب لم تكن مفاجَأةً (على الأقل بالنسبة لي)، فكل الشواهد كانت تؤدي لحتمية القرار.

حكومة فرّطت في ثقة "المواطن والرئيس" وهي أعز ما تملك، سمحت للفاسدين والمرتشين (أمثال محمد فودة) باستغلالها، واستباحتها، جهارًا نهارًا، فكانت الإقالة مصيرها.

حكومة ترأّسها "مقاول" تعامَل مع شعبها على أنه مشروع، وعليه أن يحقق منه أعلى المكاسب، غير عابئ بآلام 15 مليون مصري نهَش كبده الفيروس وغيرُه من الأمراض التي لا حصر لها.. فلم يكن لدى وزير صحته الوقت الكافي للبحث عن حلول، فالرجل ربما كانت لديه تكليفات بمرافقة "فتى الحكومة المدلل" "فودة" في مؤتمراته بدائرته الانتخابية زفتى، فيما لم يكن لدى وزير الأوقاف وقت لمقابلة صغار الأئمة للتواصل معهم، فموعد لقاء "فودة" أهم من كل المواعيد، ولم ينسَ وزير الري أن يضم ذلك "الفودة" للجنة حماية نهر النيل؛ نظرًا لدوره العظيم في ري الجميع بمنقوع مياه "الرشوة".

وربما يعود الفضل لـ"فودة" في اكتشاف بئر الغاز "شروق" الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا، في أعقاب زيارة وزير البترول شريف إسماعيل "رئيس الحكومة الجديد" للدائرة الانتخابية للمرتشي" فودة"!

ما اجتمع "فودة" والحكومة إلا وكان "الفساد" ثالثهما، دخل الرجل دواوين الوزارات، فوصم بعضها بعار الرشوة، وأساء لسُمعة أخواتها، بعد أن فاحت رائحة الفساد منها، وأزكمت أنوف الجميع.

 أُقيل "محلب" ربما لأسباب نعرف القليل منها، ولكننا توقعنا أن تُحترم عقولنا، ويصدر بيان رسمي بأسباب الإقالة، فالرجل وإن كان سيدخل موسوعة "جينيس.. باب الفساد الحكومي" بواقعة وزير الزراعة المتهم في قضية الرشوة 673 لسنة 2015، بعد أن تمت إقالته، والقبض عليه بعد خروجه من مجلس الوزراء، إلا أنه ربما تكون هناك أسباب أخرى تحتاج للتوضيح.
 
اختيار خليفة "محلب"، وهو الدكتور شريف إسماعيل، رغم أن الأجهزة كافة تعرف علاقة الرجل بالمرتشي "فودة" لغزٌ كبير، يحتاج للتفسير، فمِن غير المقنع استمرار اختيار القيادات لأسباب لا نعرفها، وإقالتهم أيضا لأسباب لا نعرفها.

ربما لدى رئيس الوزراء مزايا وقدرات لا يعرفها العامة أمثالنا، فلماذا لا تتطوع الأجهزة المعنية، التي تعمل ليلَ نهار، على تشويه "ثورة يناير" بأن توضح لنا بعضًا مما يملكه الرجل من مواهب وقدرات لم يأت بها أحد من قبله، وأوجه الاختلاف بينه وبين رئيسه السابق محلب.. أم أنها أمور ترقى لمستوى العورة غير مسموح بكشفها للعامة، حتى لا يُصابوا بصدمة؟!

الشفافية وتعزيز مبدأ ثقة المواطن في دولته وحكومته، عواملُ ترفع لديه درجات الانتماء، وتدفعه للمشاركة بإيجابية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي نعوّل عليها كثيرًا في رسم الخريطة التشريعية للبلاد، وتفسير الدستور الطموح الذي حاز ثقة هذا المواطن.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز