مؤامرات إبليس (8) .. الحرب العالمية الثالثة
بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر
لاشك .. أننا أصبحنا اليوم مدركين لمدى نجاح مؤامرة إبليس التاريخية في خداعه وغوايته للبشر جميعا خاصة نجاحه الباهر في تمكين الفرقة وتصعيد أسباب الاختلاف والتنافر بينهم ، وتحويل العالم لساحة قتال وسفك للدماء البشرية عبر التاريخ ، بداية من قسم إبليس لله عز وجل (لأغوينهم أجمعين) ، وما تلاه من ابتداع دينه (الكابالا) في عصور البشر الأولى بخديعة الاقتراب وفهم الذات العليا لإله الخير (لوسيفر) وهو في الحقيقة (إبليس) وحروبه ضد ما أسماه إله الشر والظلام (أدوناي) وهو ما يريد به (الله .. سبحانه وتعالى) .
واستعرضنا سويا تطور (الكابالا) عبر التاريخ وظهور أتباعها في تنظيمات متباينة لمسميات فرسان المعبد وانتقالها لتنظيم الماسونية (البناءون العظماء) ودستورهم الخفي والمعلن منه حتى وصلنا لمحطة إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية وهي منظمة دينية سياسية تعتمد في مسماها على جبل صهيون في القدس وأهم وثائقها هي وثيقة براءة اليهود من دم المسيح وأعظم إنجازاتها هو إنشاء إسرائيل كوطن قومي لليهود ، وأكبر أهدافها الإستراتيجية هو تطهير الشرق الأوسط من جميع الكفرة من (المسلمين والمسيحيين غير الكاثوليك) تمهيدا لعودة (نزول المسيح) كما يدعون أو المسيخ الدجال كما نعتقد ونؤمن ، وعبر النصف الثاني من القرن الماضي وتحديدا بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك العديد من الأشخاص والأحداث التي تعتبر محطات التي يجب التوقف عندها لأهميتها القصوى في كشف المخطط الماسوني (اليهودي) كاملا خاصة لو كانت هذه المحطات ليست بعربية أو مسلمة ولا حتى من الشرق لتكون بعيدة عن شكوك التعصب والميل لفكر المؤامرة كما يحاول أذناب الماسونية طمس الحقائق بهذه الادعاءات .
ومن المحطات الهامة كانت بعد الحرب العالمية الثانية حيث اكتشف الأدميرال (وليام كار) الضابط بالاستخبارات البحرية الكندية إن أحداثا تجرى في نفس الوقت في مناطق مختلفة من العالم لا يمكن أن تكون بمحض الصدفة ولابد من البحث وراءها ، وبالفعل وبتكليف من رئاسته الحكومية بدأ فريق عمل كندى بتعقب الخيوط التي ما لبثت أن قادتهم إلى المفاجأة التي فجرها (وليام كار) في كتابة ( أحجار على رقعة الشطرنج ) والمتمثلة في اكتشافه شبكه يهودية عالمية (ماسونية) أثبت بالأدلة والوثائق أنها لم تكن فقط وراء أحداث الحربين العالمية الأولى والثانية بل وراء العديد من الأحداث العالمية كالثورة الفرنسية، واغتيال الرئيس الأمريكي (لينكولن) ، وفي بحثه تبين لوليام كار أن أصدق وصف لأطراف هذه المؤامرة هو (حكومة العالم الخفية) ، وهو الاسم الذي أطلقه (سيريب سبيروفيتش) على كتابه الذي فضح فيه دور اليهود في إشعال الفتن والثورات والحروب في العالم ثم جاء بعدة كتاب (الأخوة الزائفة ) لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي (جاك تيني) الذي أعده على أثر تكليف حكومة كاليفورنيا له لقيادة فريق عمل للتحري عن قوة خفية تسيطر على اقتصاد الولاية ، ورغم أن التقرير الذي تضمنه كتاب ( الأخوة الزائفة ) خرج إلى الأسواق ولكن اليهود سارعوا إلى إخفاء الطبعة باستثناء نسخ نادرة تسربت إلى بعض المهتمين ورغم أن المؤلف تعرض لمحاولة اغتيال خرج منها مشلولا ولكن ظلت عبارات مقدمة كتابه هي الإنذار الصريح للعالم حيث قدم كتابه قائلا { أن هذا الكتاب ليس إلا صرخة لأبناء الولايات المتحدة والغرب والعالم أجمع يحذرهم من الصهيونية التي تسعى للسيطرة على البلاد وتغيير معالمها وتدمير الأمم والقضاء على كافة الأديان ، وأن القوى الصهيونية الخفية هي التي ورطت أمريكا في الحروب العالمية والحروب الفرعية الأخرى !! والقوى الصهيونية هي التي ستكون السبب في حرب عالمية ثالثة لإخضاع الدول العربية لإسرائيل وجعلها دويلات قزمه تدور في فلكها } .
ولا عجب لو اكتشفنا أن اليهود قد تغلغلوا في الديانة المسيحية حتى جاءوا بديانة جديدة يطلق على إتباعها المسيحيون (المولودون من جديد) وهي ديانة ذات صبغة (عسكرية سياسية) أساسها الحقيقي هو الماسونية والأساس المعلن لها هو العهد القديم من الكتاب المقدس (التوراة) ، والتي بموجبها أصبح بوش الابن (السكير العربيد التافه) رئيسا لأمريكا لفترتين ، وهذه الديانة تهدف إلى تدمير العالم من ناحية ، ثم إنشاء إسرائيل الكبرى من ناحية أخري وبناء هيكل سليمان كشرط أساسي لعودة المسيح وان الملايين من الأمريكيين في الثمانينات أصبحوا على قناعة بأن كارثة نووية فقط يمكن أن تعيد المسيح إلى الأرض ، وأن هذه الرسالة تبث يوميا عبر 1400 محطة إذاعة في وعشرات المحطات التلفزيونية في أمريكا وفي أجزاء كثيرة من العالم الغربي ، وان أتباع هذه الديانة بالتحالف مع اليهود تنبئوا بتولي (ريغان) الماسوني رئاسة الولايات المتحدة ، وأما الرئيس الأمريكي (بوش الأب) فلا ريب أنه أحد كبار قادة المرتبة (33) الماسونية وممن يحظون بثقة المحفل الماسوني الأعظم والمتحكمين كليا في الانتخابات الأمريكية والذين أبدوا في أكثر من مناسبة ارتياحهم من بوش وأولاده ورغبتهم في توليهم الرئاسة ، ويذكر أنه في يوم 25 يناير 1986م مثلا أقام " فولويل " الماسوني وأحد أقطاب الديانة الجديدة حفل غداء في واشنطن علي شرف نائب الرئيس جورج بوش وقد أخبر فولويل ضيوفه الخمسين , الذين حضروا حفل الغداء السخي (بوش سيكون أفضل رئيس في 1988 وهو ما حدث بالفعل) ، وتقول الكاتبة الأمريكية جريس هالسل في كتابها النبوءة والسياسة ( أخبرني الدكتور وال فورد الماسوني عن أهم ما يؤمن به المؤمنون بالتدبيرية , وهو أن الله لا ينظر إلى جميع أبنائه بطريقة واحدة . وأن الله ينظر إلينا على إننا منقسمون إلى فئتين : اليهود والعامة ، وأن لله خطة واحدة هي خطة أرضية , من أجل اليهود ، وأن لله خطة ثانية , خطة سماوية للمسيحيين المخلصين ، وتضيف أما بقية شعوب الأرض من المسلمين والبوذيين وغيرهم من أصحاب الاعتقاد وكذلك المسيحيين غير المخلصين فأنهم لا قيمة لهم ) .
وليس هذا بجديد علينا ولكنه امتداد تاريخي لجذور المؤامرة الماسونية العالمية والتي أوضحت أن فكرة تدمير العالم ترجع إلي عام 1784م عندما اكتشفت الحكومة البافارية في ألمانيا المخطط اليهودي والذي قام (آدم وايزهايت) أستاذ علم اللاهوت في جامعة ( انجول شتات ) الألمانية في سنة 1776 م بإعداده، والذي تضمن النقاط التالية نفس النقاط تقريبا وهي .. { تدمير جميع الحكومات الشرعية والأديان السماوية - تقسيم الجويم ( غير اليهود ) من كافة الشعوب إلي معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها بشكل مستمر تغذيها المؤامرات باستمرار ملبسة أيها أثوابا مختلفة حسب الظروف (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعنصرية والدينية ) - تسليح هذه المعسكرات لتنقض بعضها على البعض - بث الشقاق والنزاع داخل البلد الواحد لتقويض مقوماته وتخريبه - التوصل إلي تحطيم الحكومات الشرعية والأنظمة الاجتماعية السائدة ونشر الفوضى والإلحاد والإرهاب } ، وتلا إعداد هذا المخطط قيام (وايزهوايت) بالترويج لفكرة ( تكوين حكومة عالمية واحدة مؤلفة من الأشخاص ذوي الطاقات الفكرية الكبرى ) ثم أعقبها تأسيس ( المحفل الماسوني الرئيسي ) والذي تطور إلى (محفل الشرق الأكبر ) .
ويعد المحفل الماسوني الرئيسي (الكوني) هو الحكومة الخفية للعالم والتي يديرها ثلاثمائة يهودي أطلق عليهم حكماء صهيون ينتخبون شخصا ملكا عليهم ويعتبرونه وريث لملك سليمان وداود ولا يعلنون اسمه وكلما مات اختاروا بدلا عنه من أحبار اليهود وهم لا يخفون ذلك . فقد ذكر المليونير اليهودي والتر راثنيو walter rathenau في جريدة نمساويةThe Wiener Press بتاريخ 25/12/1909 ( هنالك 300 رجل كل منهم يعرف جميع زملائه الآخرين، يتحكمون في مصير العالم وأنهم ينتخبون خلفائهم من الأشخاص المحيطين بهم وهؤلاء اليهود يملكون الوسائل التي تمكنهم من القضاء على أية حكومة لا يرضون عنها)، لقد شبة اليهود حكومتهم الخفية بالأفعى السامة التي زيلها في فلسطين وتحرك رأسها لتخرب العالم منذ خراب هيكل سليمان عام 70 م ولا يعود الرأس للالتقاء بالذنب إلا بعد تدمير العالم والتربع على أنقاضه تحت حكم ملك يهودي يحكم العالم من القدس ، ولما كانت الحكومة الماسونية مخفية فهي غير قادرة على التحكم في مصائر الشعوب والحكومات تماما وكما تهدف ما دام هناك دين وأخلاق , فقد كان من أهم أعمال تلك الحكومة القضاء على الدين والأخلاق عند شعوب العالم .
ثم نتوقف طويلا عن خطاب الحاخام (عمانويل إيفانوفيتش) في اجتماع لحاخامات وزعماء يهود أوروبا في بودابست عاصمة المجر عام 1954م يقول فيه .. { كنا نرجو أن تنقضي فترة طويلة أكثر من عشرين عاما على الحرب العالمية الثانية قبل نشر الصراع المقبل ( الحرب العالمية الثالثة) .. إلا أن الحركات العدوانية التي ظهرت ضد اليهود في أقطار متفرقة من العالم توجب علينا العمل على إشعال حرب عالمية ثالثة في غضون السنوات المقبلة ، ولقد شرعنا بالفعل في شن حملات مماثلة لحملاتنا التي أشعلت الحرب العالمية الثانية في جميع أنحاء العالم حتى نرسم ملامح المواجهة بين أمريكا وروسيا ، ولكن لابد من توريط المسلمين والمسيحيين في الشرق العربي في هذه الحرب وتكون ساحتها على أراضيهم مع إسقاطهم في الإلحاد والفسق والفجور ، وحين تنشب الحرب العالمية الثالثة ستقف إسرائيل على الحياد لكي تتمكن من إرسال وفود إلي هذه البلاد للسيطرة عليها بعد دمارها ، وسوف تنهار روسيا وتدمر أمريكا ولابد لهما هذا المصير ليخلو العالم لسيطرتنا ، وعندئذ تبدأ فترة سلام تستمر لألف سنة يتمكن لليهود خلالها من السيطرة علي العالم وسوف يساعدنا ذكاؤنا ونشاطنا على ذلك ، ولن تكون هناك أديان أخرى لأن وجود الأديان خطر على سيطرتنا وسوف تنتشر اليهودية التي صنعناها في جميع أرجاء العالم ، وقد تدفعنا الظروف بالتضحية بجزء من شعبنا إلا إننا سنتخذ من ذلك ذريعة لمحاكمة الزعماء النازيين الجدد وأن موت بضعة آلاف من شعبنا ليس ثمنا باهظا للسيطرة على العالم .
حتى هنا .. وقبل الخوض في أحداث وأشخاص بعينها لابد من سؤال ملح .. هل نحن اليوم نسير وفق المخطط الماسوني نحو الحرب العالمية الثالثة .. وما هي دوافعها .. ورجالها .. وأسلحتها .. ومتى البداية .. وكيفية إيقافها .. وما هي النبوءات ... وما هي النتائج المخططة .. والمتوقعة .. وهو ما سوف نستكمله لاحقا ..
















