عاجل
الأحد 7 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
مؤامرات إبليس (10) .. الحرب العالمية الثالثة

مؤامرات إبليس (10) .. الحرب العالمية الثالثة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

عبر المقالات السابقة استعرضنا مؤامرات إبليس بداية من قسمه لله عز وجل (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) وما تلا هذا القسم من غوايته لبعض البشر وجعلهم عبيدا له وأتباعا مستغلا شهوات نفوسهم وأطماعهم للسيطرة على غيرهم من البشر والتي تطورت لأطماع بحكم العالم ، واستعرضنا صناعته لدينه الخاص المسمى بالكابالا ، ومحاولاتهم إلصاق تهمة اتباع الكابالا لأبو الأنبياء إبراهيم ، ثم تطور مسمى أتباع الكابالا لفرسان الهيكل (المعبد) بداية من القرن الخامس الميلادي واختفاءهم لقرون هربا من مطاردة الأوربيون لهم حتى انتهى بهم المطاف بظهورهم باسم تنظيم الماسونية في القرن الثامن عشر بقيادة يهودية خالصة سيطرت على قصور الحكم بالمال والنساء ثم توغلها بجماعات وفرق متنوعة ومتباينة في كل بلد تسيطر على المال والاقتصاد والإعلام والفن والتعليم وحتى دور العبادة لكل دين ولكن بانتماءات تشددية حريصة في مظهرها على الدين لتخفي خلفها وبين قياداتها مراسم التبعية لإبليس ودينه الأصلي (الكابالا) حتى وصلنا في النهاية لإنشاء التنظيم الصهيوني العالمي كأحدث تنظيم سياسي الشكل يجمع بين الكاثوليك من اليهود والمسيحيين بقيادة ماسونية عليا وبمباركة من الفاتيكان كأحد أهم وأخطر المنشآت الماسونية القديمة الحديثة والراعي الديني للواجهة المسيحية في العصر الحديث ، والتي رأينا آخر أدلتها الفجة في تقبيل بابا الفاتيكان ليد كبير عائلة روكفلر منذ أيام قليلة ، ثم استعرضنا اختراق إبليس للإسلام كدين سماوي جامع ومكمل لما قبله بداية من تكذيبه بزعامة اليهود وابتداعهم لأول شق للصف المسلم بالخوارج والذين ساهموا في صناعة الفتنة الكبرى ومقتل الحسين بن علي على أيديهم وبتدبيرهم ليصنعوا من مقتله مذهبا جديدا يشق الإسلام نصفين وهو المذهب الشيعي ، والذي ترتب عليه انزلاق بالجهل لتسمية المخالفين له بالسنية ، ورأينا كيف اخترق علماء الشيعة المذهب السني حتى أصبحت كتب المراجع الدينية السنية كاملة لرجال من الشيعة ، وكيف زوروا المفاهيم الأساسية للإسلام وفرغوه من مضمونه وأهمه هو مراد الله من خلقه للبشر ، وما تلا هذا من انقسامات داخلية في كلا المذهبين ليصبح الإسلام بضعا وسبعين فرقة وجماعة يخالف بعضها بعضا بل ويكفر بعضها بعضا لتكون نويات نشطة لكل اختلاف وعداء ترويه الماسونية بدماء المسلمين حتى اليوم .



ولعل أقرب المعروفين الذين اخترقتهم الماسونية في الإسلام بعمق هم محمد بن عبد الوهاب وجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وهم من تركوا ميراثا تاريخيا دينيا وثقافيا مهد بعمق واحتراف لقبول المجتمعات لتوغل نوعين من أخطر فرق الماسونية وهما (إخوان المسلمين – الوهابية وتابعتها السلفية) ، فالأفغاني كان أستاذا لمحمد عبده والذي تم اختراقه وتجنيده لصالح الماسونية في باريس ويعد من أكبر المروجين لفشل الإسلام كدين بقولته المشهورة عن باريس وأوروبا ( وجدت في بلاد الفرنجة إسلاما بلا مسلمين وعدت لبلادنا لأجد مسلمين بلا إسلام) والتي رغم صدقها عن الواقع الذي وصل إليه المسلمين في حينها ظاهريا ، إلا أنها حفرت في قلوب وعقول الملايين معان فشل المسلمين بل والإسلام نفسه لتحقيق أحلامهم ، ولذلك يعتبره الإخوان المسلمين هو رائد النهضة والممهد لنبي الإخوان (حسن البنا) حتى قالوا عنه في الموسوعة التاريخية الرسمية للإخوان المسلمين {محمد عبده هو واحد ممن حفر التاريخ أسماءهم من المصلحين الذين صنعوا مشروعا فكريا حضاريا مصبوغا بالصبغة الإسلامية ، ومستندا إلي حضارة إسلامية عريقة ، وكان هو –ومدرسته- عقل الصحوة الإسلامية المعاصرة بعبارة المفكر الإسلامي محمد عمارة ، حيث اعتبر أن مدرسة المنار كانت عقلا للصحوة ، لكن الصحوة لابد لها من الجسد ذي العضلات ومن العقل ، فأنشأت المنار عقلها ، وجاء الإمام البنا فهذب العقل وصاغه صياغة محكمة ، وسبكه سبكا متينا ، ثم كَوّن عضلات الصحوة المعاصرة والمشروع النهضوي بالجماهيرية والأمواج الجارفة لجماعة الإخوان المسلمين} .

فحسن البنا المجهول الهوية لم يأتي دون تمهيد فكري للمجتمع المصري بل سبقه الكثيرون على رأسهم محمد عبده وهم من تم اختراقهم ليشوهوا المطروح من واقع أحوال المسلمين ليكونوا أكثر تشوقا وقبولا لمن يصنع لهم الآمال في عودة مجد الإسلام على إيديهم فتتسابق العامة على تأييدهم وشرف الانتماء لهم ، وقد بدأ ظهور حسن البنا عجبا من أروقة القصر الملكي المصري بصحبة المندوب السامي البريطاني الذي قدمه للملك فؤاد على أنه أحد أهم رعايا الاحتلال الإنجليزي في مصر رغم أنه لا يحمل سوى دبلوم المعلمين إضافة لسنوات تدريبه في المخابرات البريطانية التي تجاوزت العشر سنوات بعد حصوله على الدبلوم من الإسماعيلية حيث كان يعمل والده في إصلاح ساعات القطارات وهي مهنة يهودية بحتة في حينها ، ليعود حسن البنا لمصر على نفس السفينة التي حملت المندوب السامي البريطاني (لورد لويد) وينشئ جماعة (إخوان المسلمين) في أول مقر لها داخل المعسكر الإنجليزي بالإسماعيلية ومكونا من ستة عمال من المصريين العاملين بالمعسكر الإنجليزي والموصومين من المصريين بالخيانة لعملهم لصالح المحتل الإنجليزي ، وتتصاعد الأحداث وتسوء العلاقة بين الإنجليز والشعب وكذلك القصر الملكي وتصبح جماعة الإخوان ظاهريا مؤيدة بل ورائدة لكفاح المصريين ضد الاحتلال وهي في الحقيقة كانت شوكة في ظهر المصريين وتعمل لصالح الإنجليز قلبا وقالبا ومهمتها الأساسية هي التجسس لصالح الإنجليز والتصفية الجسدية والاغتيالات بواسطة تنظيمها الخاص لكل من يعادي المصالح الإنجليزية مثل رئيس الوزراء النقراشي باشا وأحمد ماهر باشا والقاضي أحمد الخازندار والإمام يحي بن حميد حاكم اليمن فضلا عن محاولاتهم المتكررة لقتل جمال عبد الناصر ، وليس عجيبا أنهم لم يعادوا يوما رجال الإنجليز في مصر مثل النحاس باشا ومن تولى الوزارة مرتين بأوامر مباشرة للملك من المندوب السامي ، وتنامي واستفحل التنظيم الخاص للإخوان عندما ترأسه عبد الرحمن السندي والذي كان يشعر أنه فوق الجماعة وأقوى من مرشدها حسن البنا لتلقيه أوامر الاغتيالات مباشرة من المندوب السامي البريطاني والملك أحيانا ، وهو من قتل زميله سيد فايز المرشح لخلافته في قيادة التنظيم الخاص وهو كذلك من يتهمه نجل البنا شخصيا وبعض أعضاء التنظيم الخاص المقربين له بقتل البنا لخيانته للجماعة وفقا لخطاب حسن البنا للبوليس المصري بأن الجماعة (ليسوا إخوان وليسوا مسلمين) ، وهو ما اعتبرته الماسونية خيانة لها تستوجب التصفية الجسدية ، ويسير خلف جنازة حسن البنا ثلاثة أشخاص فقط هم رجل واحد هو كبير المحفل الماسوني المصري (مكرم عبيد) ، وامرأتان هما أخته وصديقته .

والغريب أن يتم تعيين القاضي مأمون الهضيبي عضو المحفل الماسوني المصري صاحب السهرات الخاصة وأكبر رواد كازينو الراقصة سامية جمال مرشدا عاما للإخوان المسلمين ، ويسافر سيد قطب الماسوني وصاحب المقال الافتتاحي لمجلة التاج الماسونية وصاحب أشهر مقولة (لقد صرت ماسونيا لأنني كنت ماسونيا ولكن في حاجة لصقل وتهذيب) إلى أمريكا مطلوبا بالاسم من السفارة الأمريكية ضمن منحة المدرسين المصريين الشبان وهو فوق الخمسين ويتخلف عن العودة معهم لثلاثة شهور ليعود نائبا للمرشد العام للإخوان وقائدا للتنظيم الخاص ، ليدعي البعض كذبا أن الماسونية اخترقت الجماعة في عهد المرشد الثاني وينسون أن حسن البنا كان أول وأكبر رجال الماسونية باعترافه وبخط يده للبوليس المصري قبل اغتياله ، وتتوالى فضائح الجماعة خاصة في ظروف قيام ثورة يوليو 1952م وما سبقها من قيامهم بحريق القاهرة ومحاولاتهم خيانة الثورة والشعب والاتفاق مع الإنجليز ثم محاولاتهم اغتيال عبد الناصر عامي 1954م ، عام 1964م والتي انتهت بتصفية الجماعة ودخول قادتها للسجون وهروب آخرين ، والذين عادوا للظهور على يد أنور السادات والذي قتلوه في حادث المنصة الشهير لمنعه من إعادتهم للسجون ، ليعودوا للأضواء وممارسة الحياة السياسية والتوغل الاقتصادي والمالي والديني في المجتمع المصري على يد مبارك رفيق الماسونية ورجلها الجديد على حكم مصر ، وكان من المقرر قيامه بتسليم الحكم للإخوان المسلمين بعد تمام تدريبهم سياسيا وقبل نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين .

جاء مبارك للحكم وهو محمل بخبرة مقتل زعيمين سبقاه كنتيجة مباشرة لاختراق الأجهزة الأمنية واختلال قدراتها الاستخباراتية ، ولذلك كان حريصا منذ اليوم الأول على أمنه وتثبيت دعائم بقائه في السلطة لأكبر فترة ممكنة ، بإطلاق العنان للأجهزة الأمنية والاستخباراتية لتتنامى قدراتها وتتفوق على غيرها إقليميا وعالميا ، مع تثبيت أشخاص بعينها في وظائف محددة يضمن ولائها التام له ولاستقرار حكمه كوزراء الدفاع والداخلية ومديرا المخابرات العامة والحربية ، وهو إجراء وإن كان لأغراض شخصية بحتة ، ولكنه لا شك كان حاسما وضامنا لصلابة الدولة في لحظات حرجة من تاريخ مصر ، وقد خدمته الظروف الإقليمية والدولية كثيرا لرغبة الماسونية والصهيونية العالمية في تثبيت الظروف التالية لانتصار أكتوبر 1973م وتهدئة العلاقات مع مصر خاصة ، وتحييدها من المعادلة الإقليمية وهو ما نجحوا فيه بامتياز حتى أصبحت مصر مندوبا أمريكيا في المنطقة وتابعا أمينا لفترة تخطت العقدين بسنوات ، حتى حان دورها في مخطط المرحلة الأخيرة من التقسيم ومحوها من سجل القوى العسكرية والاقتصادية عالميا وإقليميا ، وذلك طبقا لموافقة الكونجرس الأمريكي بالإجماع في عام 1983م على تنفيذ مشروع المستشرق البريطاني الأصل اليهودي الديانة الصهيوني الانتماء والأمريكي الجنسية (برنارد لويس) والذي يقضي بتقسيم الدول العربية لدويلات وكيانات على أساس ديني وعرقي في إطار الفوضى الخلاقة أو ما يسمى بثورات الربيع العربي ، والتي بدأت بتدريب الكوادر الشابة من النشطاء والعملاء والإخوان والسلفيين على صناعة الثورة في إطار الفوضى الخلاقة والتي أعلنتها وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندليزا رايس) صراحة في كلمتها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في يونيو 2005م ، وأكدته قبلها بحديث صحفي لجريده الواشنطن بوست الأمريكية أعلنت فيه رسميا ً نية الإدارة الأمريكية نشر الديمقراطية في العالم العربي و التدخل لحقوق المرأة و غيرها لتشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد ، والغريب أن (كوندليزا رايس) استخدمت أحد  نصوص الماسونية وهو أحد نصوص بروتوكولات حكماء صهيون لتشرح للعالم كيفيه انتقال الدول العربية و الإسلامية من العهد الديكتاتوري إلى العصر الديمقراطي ، حيث أعلنت أن أمريكا ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقة (Creative Chaos) في منطقه الشرق الأوسط لنشر الديمقراطية و الحرية في هذه الدول والجدير بالذكر أن الفوضى الخلاقة (Creative Chaos) هو مصطلح شهير في الماسونية وعقائد الإلحاد والشرك انتشر بعد غزو العراق, ويُقصد به إحداث حاله اجتماعية و اقتصادية مواتية لسيطرة الماسونية بعد إحداث فوضى مقصودة وهو ما سوف نستكمله لاحقا ...

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز