عاجل
الإثنين 15 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
بل عماد الوطن وثروته يا مصطفي !

بل عماد الوطن وثروته يا مصطفي !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

أظن – وليس كل الظن إثم – أن مصطفي النجار قرر أن يتنازل عن لقبه الأشهر كناشط سياسي ومؤرخ لثورة يناير باعتباره صاحب دور كبير فيها حسب زعمه وكتب مقالا بعنوان ( الشباب أعداء الوطن أم ثروته ؟ ) نشره في أحد الصحف الخاصة التي لا يكتب في غيرها مع مجموعة من هؤلاء الذين احتكروا حقيقة يناير 2011 ولا يرون غيرها ثورة وذيل مقاله بتوقيع عضو مجلس شعب سابق ليضفي خبره سياسية علي ما يقول ويزعم .. ما علينا !



النجار نقل ما غرد به الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى على حسابه على تويتر وعلق عليه قائلا ( لعل أهم ما جاء فيما كتبه هو الاعتراف كحاكم عربى أن الاهتمام بالشباب وتمكينهم لا يناسب حجمهم المتزايد فى بلادنا العربية، كما لفت النظر إلى أن الشباب قد يكونون مصدر الإنجازات أو مصدر الإخفاقات إذا لم يتم استيعابهم واحتواؤهم وتوظفيهم فى المسارات الصحيحة لخدمة أوطانهم ) .. إلي هذا الحد يبدو الأمر طبيعيا وعاديا.. لكن النجار اندفع وراء غله  الشخصي من نظام ودولة 3 يوليو ليستدعي صورة شباب الأولتراس وهم يزأرون – حسب تعبيره – بالهتاف ضد السلطة بسبب ما يرونه من ضياع الحقوق وإهدار الدماء التي كست وجه مصر علي مدي السنوات الماضية ، والحقيقة أن النجار مثله مثل غيره من نفس العينة لا يعرفون شبابا غير شباب الأولتراس ، ولا ثوارا غير ثوار يناير في عقده لن تزول عنهم إلا بزوال العمر الذي هو في علم الخالق !

النجار في مقاله استدعي شخوصا يري أنها ضحايا حرية الرأي قال أنها معتقلة وفي غياهب السجون ، وينصب نفسه قاضيا فيقول أنهم متهمون بتهم غبر مقنعة ، ويتم تجديد حبسهم بلا مبررات مقنعة .. النجار له قناعاته الخاصة .. هو حر فيما يعتقد ، وحر فيما يراه .. لكن ليس من حقه أن يسقط قناعاته الخاصة علي كل شيء ويطلب تعميمها كأنها حقائق مسلم بها !

النجار في مقاله يري أن الانتماء لجماعة أسست خلافا للقانون تهمة مضحكة ! .. طبعا عنده حق فجماعة الإخوان جماعة مسالمة كانت تحمل الخير لمصر لكن الشعب المصري كفر بهذه النعمة وقرر خلعها من الحكم..!! النجار كان في برلمان الإخوان ، وكان من هؤلاء الذين اقتحموا أمن الدولة وعبثوا في محتوياتها بحثا عن شيء كانوا يخافون منه علي أنفسهم .. لم ينكر النجار المكالمة الشهيرة بينه وبين عبد الرحمن القرضاوي ( يا كبير .. إحنا خدنا ملفات من أمن الدولة  كان فيها بلاوى .. ولما أشوفك حقولك يا كبير ) .. لكنه اعترض علي تناول الإعلام للمكالمة باعتبارها شأن خاص.. العبث بالوطن وأمنه ليس وجهة نظر !

النجار يقول : نسمع كلاما من السلطة رائعا عن الشباب ودورهم وحرص الدولة علي رعايتهم لكن الواقع تصدمه أفعال تناقض الأقوال .. النجار لايري الشباب الذي يعمل ويحمي الوطن في كل المواقع ، ولا يري الشباب من الضباط والجنود في الجيش والشرطة الذين يسقطون ضحايا الإرهاب دفاعا عن الوطن  .. النجار يعلم أن فصيلا ليس قليلا من الأولتراس يعمل لحساب الجماعة ولحساب من يدفع .. النجار اعترف في برامج تليفزيونية وكان فخورا باعترافاته أنه سافر وتعلم كيف يسقط الأنظمة من الداخل ، وكيف يستفز الأمن ويجره إلي الاشتباك معه ، وكيف يجند الشباب للحراك الثوري بهدف إسقاط الدولة لبنائها من جديد !

النجار يسوق الأمثلة علي كبت الحريات ومنع التعبير وتكميم الأفواه والاعتقال وهو يقول ما يقول ويعبر كما يحب وينام في بيته قرير العين ويدير مركزه الطبي للأسنان باطمئنان وبلا خوف، وكأنه يعيش في بلد آخر !

النجار لا يمل من ترديد شعارات تجاوزها الوقت بكثير عن تأميم للعمل العام داخل الجامعات بدعوى حمايتها من الإرهاب، العمل المدني والنشاط الأهلي التطوعي صار مقيدا بالهواجس الأمنية غير المنطقية التي تؤسس لدولة الخوف التي تخاف من كل شيء فتسعى لتجميده أو منعه أو اتهامه وتشويهه .. النجار يري كل الأشياء غير منطقية طالما لا تخضع لمنطقه ورؤية أساتذته ..

في النهاية النجار يتحدث عن إنقاذ الوطن الذي يغرق ويطرح السؤال : الشباب هم أعداء الوطن أم ثروته ؟ والجواب .. الشباب ثروته لكنك لا تراهم ولا تعرفهم رغم وجودهم الطاغي في كل الأماكن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز