عاجل
الأحد 7 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
خلط الأوراق ... حماقة الجهلاء

خلط الأوراق ... حماقة الجهلاء

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

يفقد كثير من الناس بوصلة حياته ويقع فريسة للتشتت عندما يسلم عقله وقلبه لفكرة بعينها متوافقة مع شهواته ورغباته وتخطفه فتن المحيطين به ، وتلهيه الأحداث من حوله عن التدبر والفهم فيعتاد خلط الأوراق ببعضها ويفقد قدرته النفسية على التمييز ما بين الصالح والطالح والحق والباطل ، وتجبره أنانية نفسه وشهوة الابتداع الفطرية على طمس الحقائق وخلق عالم مختلف عن واقعه بل وأحيانا عن كل ما هو منطقي وحقيقي في مجتمعه ، ليعيش فيه أوهامه وشطحاته لأقصى درجات الزور والبهتان تماما مثلما نرى البعض منا يلبس ثياب اليهود (أرباب الماسونية) ليعيش أوهام عودة موسى (مرسي الإخوان) وانتصاره على جيش فرعون الكافر (السيسي) ، دون أن يعوا أنهم قد ابتدعوا دينا جديدا يحاربون به الله ورسله وخلقه ويسعون في الأرض فسادا باسم دين الله وهو منهم براء ، ورغم أن كارثة هؤلاء الكبيرة في خسارتهم لنفوسهم التي توقن باطنا أنها كاذبة وأسيرة للباطل والبهتان ، إلا أنهم ليسوا بمشكلة مجتمعية حقيقية لأن أمثالهم يتساقطون بمرور الزمن وتتساقط معهم أوهامهم ، ولكن المشكلة الكبرى هي الخوف من تفشي عدوى التشتت الفكري والشتات المجتمعي وهذا ما دفع السيسي في خطابه الأخير أمام البرلمان ليقول .. ((علينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط  .. وإبطال مؤامرة .. ، وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ، ولا يريد لهذا البلد أن يكون استثناءً بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة، ويريد أن يعرقل مشروعنا الوطني للتنمية والاستقرار)) .



 

نعم..  صدق السيسي فقد نجحنا في إفشال وتعطيل مخطط تقسيم مصر وباقي المنطقة العربية وكسرنا الهيمنة الأمريكية الغربية واستطعنا إبطال مؤامرة تدمير الجيش المصري وما تبقى من جيوش عربية بينما نجح نفس المخطط في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن وهو مخطط الصهيونية العالمية الذي تم إعداده منذ أكثر من ثلاثة قرون ، والصهيونية ليست وصفا ولا سبا كما يعتقد البعض ولكنها مؤسسة سياسية كبرى مقرها نيويورك وهي الذراع السياسي للماسونية التي يديرها اليهود بواسطة أجهزة المخابرات المختلفة من خلف الستار وتقودها أمريكا علانية ويمارس الغرب فيها أدوارا بالتبادل على مسرح العالم ، وليس الهدف النهائي كما يحصره بعض أتباعهم وبعض المغيبين سياسيا وثقافيا في أهداف مرحلية مثل السيطرة على ثروات العرب وخطوط البترول وموازين القوى في العالم ، بل أن الهدف الرئيسي الذي نحاول دوما تجاهله والتغافل عنه هو هدف يحمل الصبغة الدينية الخالصة فالبشر جميعا بالفطرة يميلون للدين حتى وإن كانت قيمه فاسدة ومغلوطة وكاذبة ، ولكنها الحقيقة والخديعة التي تجمعهم دوما ، ويتفقون عقديا أن المسيح لن يعود لأرض الميعاد إلا بتطهير الأرض المقدسة وما حولها من جميع الكفرة المسلمين والمسيحيين الأصوليين في الشرق ، وهو ما اتفق عليه (الكاثوليك) من كل من اليهود والمسيحيون في الغرب ، ولا بد أن تكون هناك مكاسب مرحلية كنهب ثروات الشعوب وفرضه الهيمنة والسيطرة وتدمير القوى الروسية والصينية حتى ولو تم التضحية ببعض الدول الأوروبية وأمريكا في حرب عالمية ثالثة .

 

ولكن طبقا للمخطط وتمهيدا للحرب العالمية الثالثة لابد من تصفية العرب بأيديهم ، وأن يقتل بعضهم بعضا ويخربون بلادهم بحماقتهم وبما تبيعه لهم أمريكا وإسرائيل والغرب من سلاح وتحت شعارات ومسميات براقة فهي مرة تسمى ثورات الربيع العربي تحت شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتي دربوا لها الكثير من الخونة والفشلة ومعدومي الضمير لإشعالها في أوطانهم باستغلال تراكم الشحن الشعبي ، ومرة ثورة إسلامية لاستعادة مجد الإسلام المهدر ، ومرات صراع بين السنة والشيعة ، ولكنها في النهاية مخطط تم الإعداد له منذ قرون بصناعة فرق وجماعات دينية ذات أطماع سياسية متناحرة ومتنافرة فكريا ومذهبيا ويكفر بعضهم بعضا ، بل وبعضها تم توريطه في تداخل جغرافي ومشاكل حكم تاريخية صنعتها الماسونية ليسهل استثمارها وتفجير أوضاعهم كما حدث سوريا ويحدث الآن في الخليج ، ولا مانع من استخدام تركيا وإيران لتصفية العراق وسوريا مع توريط السعودية في القتال السوري مدفوعة بعداء الوهابية للشيعة الإيرانية وتوريط تركيا في القتال السوري مدفوعة بالعداء الكردي وتوريط إيران مدفوعة بأحلام وأطماع فارسية في احتلال الجزيرة من الخليج إلى اليمن ، لتكون النتيجة الحتمية والمنطقية هي يتم تصفية الجميع ومعهم إيران وتركيا ، والقاتل والمقتول هم أصحاب الأرض والعرض والتاريخ الواحد بل وتحت لواء لدين واحد ، تماما كما خططوا واعترفوا به مرارا وتكرارا بل وتبادلوا الاتهامات بشأنه علنا وكأننا لسنا سوى هراء أو بشر بلا عقول ليصدق قول الشاعر العراقي أحمد النعيمي (نحن شعب لا يستحي) .. وباتت بلادنا دون حياء (أكبر حديقة حيوان بشرية) .

 

وحتما لم و لن تنسى أمريكا والغرب ومن خلفهم ذئاب الماسونية المسعورة أن مصر قد أصبحت شوكة في حلق الماسونية بعدما أذلت كبريائها وأسقطت مخططها وأبطلت مؤامراتها وكسرت فرحتها بنجاحها في وضع جماعة الإخوان الماسونية على عرش مصر ، ولذلك تتربص قوى الشر الماسونية بمصر وتحيك المؤامرات ليل نهار وعلى مدار الساعة ، من أجل التخلص من هذا الرئيس الملقب بالسيسي لاستكمال المخطط بإسقاط وتقسيم مصر ولذلك لا تمل من تجديد مواعيد ساعة الصفر لذلك مرارا والتي تشير أحدث التسريبات أنه لابد أن يكون قبل 30 يونيو أو نهاية العام 2016م على أقصى تقدير ، ولذلك تعتمد الماسونية في مخططها لإسقاط مصر على محاور سبعة وليست ثلاثة كما يظن البعض هي (الإعلام - استغلال الأحداث وسلبيات المجتمع - الفوضى السياسية - الاقتصاد - الإرهاب والسموم والمخدرات - الخيار صفر) .

 

ولا يخفى على أحد أساليب استخدام الإعلام بشتى صوره السلبية بداية من نشر فكر الإباحية والتراخي ببرامج مسابقات الترفيه والرقص والغناء والغرام ونشر العلاقات المحرمة وإفساد النساء بالإعلانات والدراما والتركيز على الأطفال والمراهقين مستخدمين في ذلك عملائهم وخدام الماسونية بكل جرأة وتبجح والتي وصلت لابتداع برامج ترفيهية مبتذلة لبعض كهنة الماسونية المعروفين ، ومرورا بإعلام العار الذي لا يرى سوى الجرائم والحوادث والصور المحبطة وتضخيمها وكأنها ظواهر متفشية مع تجاهل متعمد لكل إنجاز أو عمل إيجابي ، وانتهاء بنخب ورموز العار في الإعلام والمتنطعين بالتحليل والتضخيم وصناعة الأزمات والفرقعة الإعلامية ، كما لا يغيب عن أي مصري تعمد استغلال العملاء والخونة وذئاب الماسونية المأجورين لسلبيات المجتمع المصري خاصة لو أدت لحادث مثل اعتداء شرطي على طبيب ، فنرى عجبا من بعض مرشحي الرئاسة الخاسرين وعناصر إخوانية مرصودة ونخب ثورية وليبرالية تناصر بل وتتزعم تمرد الأطباء وإضرابهم ، وسرعان ما تتحول مطالب الأطباء المشروعة إلى تصريحات حمقاء تخفي خلفها غايات أحلامهم المشئومة بإسقاط الدولة تحت مسمى الانقلاب ، وهدم مؤسساتها التي يرونها فاشلة ومفلسة وتسير لمصير مجهول ومشئوم كما يدعون ، وهو ما يضع الصورة في حجمها الحقيقي ويفصح بوضوح عن وجه الماسونية الخبيث .

 

ولعل أبرز ما شاهدناه في الشهور الأخيرة من هرتلة سياسية تحت قبة البرلمان تصل لحدود التهريج والعته والتخلف والتي نسميها أدبا بانعدام الخبرة السياسية أو هرتلة ما بعد الثورتين ، والتي لا تخلو من عبث متعمد تشير علاماته بوضوح لأصابع الماسونية المباشرة وغير المباشرة في الكثير من الأزمات والمشاكل المثارة ، متزامنا مع استغلال واضح ومتدني من الغرب وخاصة بريطانيا وتركيا وأمريكا بل وإسرائيل من خلف الستار لأحداث وحوادث للتأثير على الاقتصاد المصري بشتى الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة ، مع تزايد اعترافات المتهمين في قضايا الإرهاب والتقارير الأمنية لتورط أجهزة مخابرات أجنبية وغربية في تدريب وتمويل ودعم والتخطيط المستمر لدخول عناصر إرهابية من شتى اتجاهات الحدود المصرية خاصة من الشرق والغرب مع إثارة المشكلات والعراقيل الإقليمية والدولية كسد النهضة ومثلث حلايب وشلاتين ، مع تكثيف تهريب الأسلحة والمخدرات والسموم عبر الحدود مما يلقي أعباء ثقيلة ومرهقة على الدولة المصرية وجيشها وأجهزة أمنها في محاولة لتشتيتها وترهيبها وتركيعها وإسقاطها في النهاية .

 

وليبقى في النهاية ما يسمونه بـ (الخيار صفر) بتنفيذ عمل عدائي كبير ضد الدولة والشعب المصري وجيشه في مؤامرة كبرى لتحطيم قدراتها العسكرية والاقتصادية تماما ، ولكنه ليس محتملا أن يكون عملا عسكريا تقليديا كما كانوا يخططون له من قبل بسبب نجاح سياسة مصر الخارجية في إجبار العالم على احترام مقدراتها وقدورها ولو ظاهريا ، بل يخطط له باستخدام تكنولوجيا فائقة التطور مثل سلاح (الهارب) والذي تسوق تهديداته تلميحات بألسنة بعض كهنتها من المنجمين بصناعة (تسونامي أوسطي) يدمر الشواطيء الجنوبية للبحر المتوسط فيضار به ملايين البشر في مصر وليبيا وتونس والجزائر من أجل تسريع المخطط الماسوني الصهيوني وتحقيق الإنقاذ للجزيرة البريطانية من الغرق ولو على جثث المصريين والعرب في شمال أفريقيا ، أو الخيار الثاني باستخدام سلاح (الكيمتريل) لنشر وباء فتاك في منطقة شمال أفريقيا والذي تم فضح استخدامه منذ أحداث يناير 2011م ، فبات استخدامه كارثيا على أوروبا بعد تجاربه الفاشلة خلال الأعوام السابقة ، خاصة مع احتمالات فقدان قدرات السيطرة عليه واتجاهاته وتأثيراته ، ولكن .. يبقى أن محاذير الاستخدام لأي خيار منهما ما زالت أكبر من قدرات اتخاذ القرار ، لأن مصر كما يراقبونها ويرصدون خطواتها ويحذرون بعضهم بعضا منها باتت تزداد قوة يوما بعد يوم وبشكل غير مسبوق أو متوقع وقادرة على الرد الموجع والمفجع كما وعد بهذا يوما عبد الفتاح السيسي قبل أن يكون رئيسا بقوله (هتشوفوا العجب) وكرره مرارا بتعبيرات مختلفة وهو ما سوف تفصح عنه الأحداث القادمة في المستقبل .

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز