محمد يوسف العزيزى
كده.. إحنا بنتكهرب !!
بقلم : محمد يوسف العزيزى
من الواضح أن عمليات التغيير الوزاري في بلدنا هي لغز الألغاز ، ومتاهة الفار ، وسر الأسرار ، وربنا علي العباد ستار ، ولا أعرف كما لا يعرف غيري سبب خروج وزير ودخول وزير غيره ، ولا سبب تغيير وزير شغال والبقاء علي وزير غير شغال ، ولا سبب عودة وزير سابق إلي وزارته مرة أخري في أقل من عام ، ولا الحكمة من عودة وزير إلي وزارة كان مستوزرا فيها من قبل ولم يترك بصمة أو إنجاز !
الخلاصة.. يمكن والله أعلم أن هذه العمليات هي من الأسرار الحربية أو مقتضيات الأمن القومي ، وربما تكون أحد أشكال سياسة الصدمات الكهربائية التي تعالج أمثالنا ممن يتصورون أن لهم رأيا في أداء الوزراء فيطالبون بتغييرهم لفشلهم في مهمتهم ، وأن لهم رأيا في ترشيح أسماء للتعيين بدلا منهم .. في كل الحالات تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالوزراء الذين طالب الرأي العام بتغييرهم بقوا في وزاراتهم ، ومن رشحهم الرأي العام لم يأت منهم أحد .. ! حكاية كده فيها شوية عناد غير مفهوم سببه .. لكن ما علينا هذا عملهم وهم مسئولين عنه وعن نتائجه !
أما بمناسبة الصدمات الكهربائية والكهرباء تقول مصادر مسئولة بوزارة النقل أن وزير النقل الجديد الدكتور جلال السعيد يدرس استئناف المفاوضات مع الصين لتنفيذ مشروع القطار المكهرب "السلام/ العاشر" بعدما ألغاه الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل السابق في شهر يناير الماضي قبل ساعات من توقيع العقد النهائي و أن الوزير الجديد اطلع على ملف مشروع القطار المكهرب الذي تعرض شركة أفيك الصينية تنفيذه بطول 72 كم وتكلفة 1.5 مليار دولار من خلال قرض صينى ميسر تصل فائدته إلى 2%. وأنه – الوزير – بصدد استئناف المفاوضات مع الشركة الصينية لتتولي تنفيذ المشروع خاصة أن الوزارة مضت أكثر من عامين في المفاوضات والتصميمات !
بالشكل ده .. يبقي إحنا بنتكهرب ، وهذا يدعونا إلي طرح بعض الأسئلة .. من المسئول عن ضياع الوقت والسفر للمفاوضات وعمل التصميمات ثم بجرة قلم يخرج الوزير السابق ويعلن إيقاف المشروع.. وما هي الأسباب التي استند إليها واكتشفها فجأة بعد كل المفاوضات دعته إلي الإعلان عن توقف المشروع ؟ ثم ما هو السبب الذي يجعل وزير النقل الجديد يري ضرورة استئناف المفاوضات واستكمال المشروع بعد أسبوع من تولي العمل في الوزارة ؟ ما هي الجدوى الاقتصادية التي تعود علي مصر من هذا المشروع وهذا القطار بين السلام / العاشر وهل كان من الأولي استثمار هذا التمويل في السكك الحديدية ورفع كفاءتها الاقتصادية مع الجانب الصيني .. أم أن هذا المشروع من قبيل المشروعات التي لم تكتمل دراستها وقدمها الوزير الأسبق هاني ضاحي في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لتبييض وجهه في المؤتمر وأمام الرئيس ؟ لماذا لم تتم مساءلة الوزير السابق سعد الجيوشي عن وقف المفاوضات في هذا المشروع لنعرف - علي الأقل – السبب الذي ربما كان من أسباب تغييره ؟
المشكلة أن الوزير الجديد الدكتور جلال السعيد لم يقدم إنجازا في وزارة النقل في المرة السابقة كما لم يقدم وزراء النقل السابقون أي إنجازات في هذه الوزارة ، ومع ذلك عاد وزيرا للنقل مرة ثانية .. هل لأن الذين عرضت عليهم الوزارة رفضوا تولي مسئوليتها أم أنه لا يوجد في البلد كفاءات لهذه الوزارة.. أم أن منصب الوزير لم يعد مغريا.. أم أن هاجس النقد والمحاسبة والخروج التعيس من الوزارة بالإقالة أو التغيير المفاجئ.. الله أعلم .. فزوره أعجز عن فك طلاسمها !
في كل الأحوال وخصوصا في محاولة فهم كيف يحدث التغيير وكيف يكون الاختيار .. إحنا نتكهرب وبس
















