شيزوفيرنيا رياضية !

بقلم : جورج أنسي

اعتادت الأندية المصرية - خاصة فرق القمة فى كرة القدم - على المبالغة فى تقدير القيمة المادية للاعبين المحليين ؛ مما تسبب فى رفع المقابل المادى لبعض اللاعبين ليصل الى عدة ملايين من الجنيهات ، رغم أن بعضهم لم يلعب للمنتخب الوطنى ولا تتعدى خبرته سوى أنه جزء من الصراع الأزلي بين قطبى الكرة المصرية - الأهلى  والزمالك - على خطف اللاعبين حتى لو كان المصير النهائي هو الجلوس على دكة البدلاء .. والأمثلة لدينا كثيرة فى هذا الموسم الطويل .

الغريب فى الامر ان جميع الأندية - ربما باستثناء الأهلى - يشكون من الضائقة المالية الناتجة عن الظروف الاقتصادية الصعبة ، ومع ذلك فهناك استمرارية فى التكالب على رفع أسعار اللاعبين نتيجة المزايدات وبأرقام فلكية وهو ما يثير حفيظة المتابعين، خاصة مع تدنى حال الكرة المصرية وعدم تحقيق الناتج المرجوة على جميع المستويات القارية والأوليمبية والدولية  !

ولعل صفقة بيع الأهلى أخيرًا للاعبيه ماليك أيفونا ورمضان صبحى لناديين من الصين وإنجلترا ، هى نموذج للاستثمار الرياضى المتميز ، ولكن فى نفس الوقت فإنه ليس من المنطقى أن تبدد المبالغ المالية الكبيرة المتحققة من هاتين الصفقتين فى شراء لاعبين أقل مستوى وحرّفنه أو شراء آخرين لا يتم الاستفادة بهم طوال موسم كامل رغم الزوابع التى أحاطت ببعض تلك الصفقات وتسببت فى أزمات وصراعات رهيبة.

هذا الانفصام او الشيزوفرينيا التى تجتاح الوسط الرياضى الكروي هى نتاج العشوائية التى نعيشها فى جميع المجالات ، وطالما لاتوجد معايير محددة للتقييم والتسعير خاصة بالنسبة للاعب المحلى ، فإن الانفلات المادى هو سيد الموقف ، واعتقد انه من الاجدى الآن هو العمل على التوسع فى تسويق اللاعبين المصريين فى الخارج - خاصة فى سن مبكرة - حتى ولو كان بمبالغ متواضعة أسوة بما تقوم به غالبية دول قارتنا السمراء وبذلك نحقق فائدة مزدوجة مادية وحرفية تعود بالنفع  على منتخباتنا الوطنية .