التجديد الدينى من المنيا إلى المغرب!

بقلم : جورج أنسي

لم يشكل قرار العاهل المغربى الملك محمد السادس ، بتجديد مناهج التعليم الدينى وحذف كل ما يحض على الكراهية والتنافر والعنف بين فئات المجتمع المغربى ، مفاجأة لى باعتباره من أوائل الحكام العرب - ان لم يكن الوحيد - الذى بدأ عهده - قبل اكثر من ١٦ سنة - بفكرة العدالة الانتقالية وجبر الضرر لضحايا التعذيب والانتهاك والاعتقال او ما يعرف فى الادبيات المغربية ب (سنوات الرصاص) فى عهد والده الراحل الحسن الثانى .

ولكن المفاجأة تأتينا دائمًا من وطننا ..مهد الحضارة الفرعونية وأحد ابرز مراكز الإشعاع الثقافى والدينى فى المنطقة والذى يجاهد دائمًا بالكلمات والشعارات والقرارات التى تظل دائمًا حبرًا على ورق ، وربما تكون فكرة ( تجديد الخطاب الدينى ) وتنقية مناهج التعليم الازهرى .. خير مثال على العبث والاستهانة بعقولنا لتستمر منابر تفريخ الإرهابيين بكفاءة واقتدار !

ومع تخاذل الدولة الواضح  بكل مؤسساتها تجاه ما يحدث فى محافظة المنيا تتكون حلقة جديد فى سلسلة الرخاوة وعدم اعمال القانون، ولتذهب دولة بحجم مصر الى الجحيم .. فما يحدث فى الصعيد من انتهاكات وتوترات وتغييب للقانون لايشكل أية قيمة للمسئولين ..ليعتلي المتشددين والسلفيين قمة السلطة بالتحكم  فى أقاليم مصر الجنوبية مع احتفاظ الحكومة بحقها كمراقب ...تعرب عن قلقها العميق بأسلوب ودور الأمين العام للأمم المتحدة !!

إن ما يحدث فى المنيا على مدى الأسابيع الماضية - وحتى الآن - واستمرار محافظها فى منصبه ، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه ليس هناك رغبة حقيقية من جانب الدولة بكل مسئوليها فى إعمال القانون والإعلان عن نفسها تجاه حفنة من المتشددين لوضع حد لهذة المهازل وتلك المآسى التى تسىء اولا للدولة ككل قبل ان تطول مواطنين أبرياء كل جريمتهم أنهم أقباط!

إنه أمر يثير فى نفس أى وطنى غيور - مسلم ، مسيحى او اى ملة أخرى - مشاعر الحزن والاسى والإحباط لضياع أمل ظننا جميعًا أن مصر تقترب منه بإشراقة شمس العدل والمساواة والمواطنة الحقيقية الكاملة ، لنفاجىء أننا محلك سر - هذا ان لم نكن قد عدنا فعلًا للوراء بأميال - فهل تتحرك الدولة لإنقاذ ماء وجهها من أجل وطن يستحق أن يبقى ..؟! ذلك هو السؤال وتلك هى المعضلة.