عاجل
الجمعة 10 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
طبخة "البريد" ناقصة ملح!

طبخة "البريد" ناقصة ملح!

بقلم : جورج أنسي

لا اعرف حتى الآن لماذا نصر على إفساد أى طبخة على قليل من الملح ، هل لأننا تعودنا على عدم إكمال أى عمل على الوجه الأكمل ، او بسبب غياب الضمير لعدم وجود حافز على العمل والنجاح لافتقادنا وجود الادارة الحاسمة العادلة التى تكافىء المجد وتعاقب المخطيء .



تلك هى المعادلة الصعبة التى نفشل جميعًا فى حلها والتى أراها متجسدة فى الهيئة القومية للبريد باعتبارها صرح مهم من صروحنا العملاقة والتى تؤكد أننا نحتاج تطويرًا فى العقول الإدارية قبل النواحى المعمارية!

مناسبة هذا الكلام تلك الوقفة الاحتجاجية التى نظمها أخيرًا عدد من العاملين بالبريد  أمام مكتب العتبة - ظهر الخميس الماضى - احتجاجاً على إعادة الهيكلة فى الأجور والتى تضمنت كبار الموظفين وتجاهلت أولئك العاملين مع الجمهور، مع تعيين بعض الأشخاص بالأمر المباشر دون إجراء مسابقات - كما هو متبع- اضافة الى المطالبة  بالمساواة والعدل بين الموظفين فى صرف الأرباح ..وهى كلها مطالب تؤكد ان التطوير يتم كما هو معتاد على مستوى الشكل والمبانى دون الاهتمام بالمضمون ليبقى الامر فى النهاية محلك سر او بسرعة تزيد عن صفر قليلًا!

واحقاقا للحق فان البريد المصرى يخطو خطوات جادة نحو التغيير وتقديم خدمات شاملة لجمهور يمثل القطاع الأكبر من المجتمع خاصة اصحاب حسابات ودفاتر التوفير ، مما يجعل الهيئة على قمة المؤسسات التى تحتفظ بودائع تقارب بنوك وطنية عريقة ان لم تفوقها ، ولكن بطبيعة الحال ( الحلو ما يكملشى ) فها هم أبناء الهيئة يعانون،  والعملاء يكتشفون ان التطوير ناقصًا ..فمثلًا تم تطوير بعض المكاتب ( مكتب مصر الجديدة امام نادى الجلاء للقوات المسلحة نموذجًا ) من ناحية التنظيم والفخامة المعمارية لكنك تكتشف عدم وجود ماكينة سحب ( ATM) وهناك مكاتب اخرى ماكيناتها معطلة منذ زمن ولا مجيب او مهتم ، ناهيك عن عدم استيعاب غالبية العاملين للتطور بسبب نقص التدريب ، أيضًا فان غياب العقلية الاستثمارية التى توظف الارصدة الضخمة لدى الهيئة ، أدى الى خفض الفائدة بصورة رهيبة وهى التى كان يعتمد عليها القطاع الأكبر من الشعب فى تدبير احتياجاته لعام كامل، وهو ما يعد فشلًا بكل المقاييس .

إن ما يحدث فى البريد - كمثال حى - يؤكد أننا لازلنا نسير ببطء وإى تطوير لابد أن يكون متكاملًا مدروسًا وليس مجرد مظهرية  لأتغنى ولاتسمن من جوع!
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز