

بقلم
جورج أنسي
المنتج السياحى المصرى!
12:00 ص - الثلاثاء 13 سبتمبر 2016
بقلم : جورج أنسي
كم هو محزن جدًا أن تجد منتجعًا كاملًا فى واحدة من أجمل شواطىء البحر الأحمر وهو خاويًا من السائحين ، وقد تقلص عدد العاملين للنصف وساءت الخدمات بفعل الاهمال وضعف الموارد المالية !
وربما نلتمس العذر لملاك هذة المنتجعات فى تقليص النفقات وتقليل أعداد العاملين بفعل الضربات التى تلقتها السياحة المصرية سواء بأيدى داخلية أو بفعل قوى خارجية تبذل جهودًا مضنية لمحاصرة مصر من جميع النواحى ، ولكننا فى نفس الوقت لا نستطيع أن نكتم دهشتنا ازاء عدم الأمانة فى تقديم الخدمات الطبيعية التى يقدمها أى منتجع فى جميع أنحاء المعمورة خاصة فى المنتجعات من فصيلة ( الخمسة نجوم ) ، وهو ما لمسته بنفسى فى زيارة لإحدى المنتجعات بالقرب من مدينة سفاجا، حيث الإصرار على تكدير السائح ( الداخلي ) من المصريين بتقديم (بواقى ) بعض الوجبات اليومية بصورة متكررة مما نتج عنه حدوث حالات قىء وإسهال بسبب فساد بعض هذة الوجبات ، ناهيك عن قيام ادارة الفندق بتغريم النزلاء قيمة اى اوانى طعام تتعرض للكسر - بصورة غير مقصودة - من جانب الأطفال واستخراج إيصال بقيمة الغرامة !!
أيضًا.. ولأول مرة فى حياتى اجد منتجعًا يوقف شبكة الانترنت كخدمة مجانية ويجعلها بمقابل - لاحظ اننا نجد فى القاهرة مثلًا مقاهى بسيطة تحرص على تقديم خدمة الانترنت ( الواى فاى ) لجذب الشباب اليها - وهو ما يتنافى مع ابسط قواعد الخدمات التى تسعى اقل الفنادق ( نجومًا ) فى توفيرها للنزلاء لجذب المزيد منهم .
ربما يكون السائح المصرى غير مجد لإدارة هذة المنتجعات ، ولكن فى مثل هذة الظروف الصعبة وانحسار عدد السياح الأجانب الوافدين لمصر ، فإن الافضل هو العمل على تنشيط السياحة الداخلية بكل الوسائل مع عدم النزول بمستوى الأداء حتى لانخسر أنفسنا - على الاقل - والبحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتج السياحى المصرى فى دول أخرى مثل الهند والصين وبعض دول جنوب شرق آسيا بدلًا من التركيز على السياحة الروسية فقط !
ان مصر تمتلك تنوعًا فى المنتج السياحى ما بين علاجية وثقافية وتاريخية وترفيهية ...الخ وهناك دولًا لاتمتلك ربع ما نمتلكه فى مصر من هذا التنوع ، ومع ذلك فان دخل هذة الدول من السياحة يفوقنا بمراحل بسبب الالتزام والامانة والإيمان بأنها مصدر مهم للدخل الوطنى وصناعة أساسية لايمكن إغفالها ، والامل فى تربية أجيالًا جديدة تؤمن بقيمة السياحة ولا تكفرها .
تابع بوابة روزا اليوسف علي