عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دروس مستفادة من المشاركة الأولمبية في ريو دي جانيرو

دروس مستفادة من المشاركة الأولمبية في ريو دي جانيرو

بقلم : د. أحمد فاروق

شاركت مصر في دورة الألعاب الأولمبية ريودي جانيرو 2016م في مشاركة هي الأكبر من نوعها في تاريخ الرياضة المصرية حجماً وعدداً ومصروفات وقد شاركت البعثة بكل المتأهلين إلى الأولمبياد بغض النظر عن نوعية التأهيل أو مستوي المشاركين وجدية المنافسة، وقد كان دائماً قرار المشاركة في الدورة الأولمبية كل أربع سنوات يأخذ جدلاً ما بين قرا ر المشاركة بجميع المتأهلين أو المشاركة بالمتوقع أن يحصلوا على ميداليات أو مراكز متقدمة.



 فكان القرار قبل المشاركة في دورة أثينا الأولمبية 2004م المشاركة بأفضل العناصر المتوقع تحقيقها لميداليات وكان عدد البعثة (97) رياضي وتعهدت الإتحادات بالحصول بحد أدني على ميدالية برونزية، وشاركت البعثة وحققت نتائج إيجابية عبارة عن ميدالية ذهبية، وأخري فضية، وثلاث برونزيات بمجموع خمس ميداليات ملونه، وحققت الترتيب (46) في جدول الميداليات، وكان قرار محاسبة الإتحادات التي أخفقت هو قرار وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت بحل ستة إتحادات أولمبية شاركت في الدورة، ولم تحاسب الإتحادات التي لم تؤهل من الأساس.

 وكان قرار المشاركة في الدورة الأولمبية بكين 2008م بجميع المؤهلين وشاركت مصر ببعثة مكونه من (103) رياضي ولم تحقق سوي برونزية واحده وأحتلت المركز (80) في جدول الميداليات، ودارات حوارات كثيره حول المشاركة وتكلفتها والميداليات المحققة مما دعي القيادة السياسية في ذلك الوقت إلي تشكيل لجنة تقصي حقائق حول المشاركة للوقوف علي أسباب الإخفاق للاتحادات التي تأهلت وأسباب عدم تأهل الآخرين، وعلي الرغم من اللجنة التي شكلت قد قامت بإصدار تقرير هو الأفضل في تاريخ الرياضة المصرية حيث أدرجت في صدرة ان هذا التقرير هو تشخيص لعيوب الرياضة المصرية وأمراضها وطرق مواجهتها وعلاجها، ولم يؤخذ بما جاء فيه ولم يكلفوا أصحاب القرار أنفسهم عناء الإطلاع عليه رغم عرضه علي الرأي العام.

وفي الدورة الأولمبية لندن 2008م والتي كان لي شرف المشاركة في اتخاذ القرار الفني بالمشاركة فيها من خلال عضوية اللجنة الفنية العليا بالمجلس القومي للرياضة والتي عارضت فيها قرار مشاركة جميع المتأهلين والذي نفذ بالفعل بسبب تحمل المدينة المنظمة لجميع تكاليف المشاركة حتى ملابس البعثة كانت هدية مجانية من أحدي شركات الملابس العالمية، وشاركت البعثة وحققت وقتها ميدالتين فضية والترتيب (59) في جدول الميداليات وبعدها بأربع أعوام زاد عليها فضية وبرونزية وتحسن الترتيب إلي المركز (50) في جدول الميداليات.

وفي ريو دي جانيرو 2016م أتخذ وزير الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية القرار بمشاركة جميع المتأهلين على نفقة الدولة فشاركت بأكبر بعثة في تاريخ المشاركات (122) رياضي أختصر الي (119) مشاركة بعد عدم مشاركة بعض اللاعبين قبل البداية نتيجة الإصابة، وحققت ثلاث برونزيات والترتيب (75) بجدول الميداليات.

ولن نتحدث هنا في دورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو عن مشكلات المشاركة سواء في الإعداد الذي لازال ضعيفاً طبقاً للمعدلات العالمية في الإحتكاك، أو كرم جابر أسطورة المصارعة، أو إيهاب عبد الرحمن لاعب الرمح، أو علي حمدي أو منتخب النسائية للمصارعة، أو لاعبي الريشة الطائرة ومشاركتهم، أو مشكلة ملابس البعثة، أو من يرفع العلم في طابور الافتتاح، أو إسلام الشهابي لاعب الجودو وطريقة التعامل مع الأزمة، أو لاعبي رفع الأثقال الذين لم يشاركو وعادو قبل بداية الدورة نتيجة الإصابة، أو مشكلات توفير العملة الصعبة للبعثة، أو عدد الإعلاميين، أو أعضاء مجلس النواب المرافقين والذين تمتعوا بكافة المميزات من ملابس وتذاكر مجانيه وإقامة بالقرية الأولمبية، أو سفر وزير الشباب والرياضة لمرافقة البعثة، فجميعها مشكلات عادية يمكن أن تحدث وسهل التعامل معها في ظل معايير المشاركة الموضوعة وهي ليست وظيفتنا في تقييم هذه المشكلات أو التعليق عليها.

ما نلفت إلية النظر هنا .. هو توقعات المشاركة فتوقعت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية والإتحادات الحصول على (8) ميداليات وكان التصريح علي الصفحة الشخصية لوزير الشباب والرياضة والمؤتمر الصحفي للجنه الأولمبية والإتحادات الرياضية المؤهلة وغير المؤهلة، الذي أوضح فيه رئيس اللجنة ورئيس البعثة أن هناك (8) لاعبين مرشحين بقوة لحصد ميداليات هم عزمي محيلبة في الرماية، وهداية ملاك في التايكوندو ومحمد إيهاب في رفع أثقال وعمرو الجزيري في الخماسي الحديث وإيهاب عبد الرحمن في ألعاب قوى وأحمد أكرم في السباحة وهيثم فهمي في المصارعة وحسام بكر في الملاكمة.

وبنظره سريعة على المشاركات ... كانت هناك مشاركات بلا أي نتائج محققه هم مشاركات الخماسي الحديث (3) مشاركات، ألعاب القوي (4) مشاركات، السباحة (21) مشاركة، تنس الطاولة (5) مشاركات، الملاكمة (4) مشاركات، المصارعة (10) مشاركات، السلاح (7) مشاركات، الجودو (5) مشاركات، الرماية (12) مشاركة، والشراع والدراجات والفروسية والجمباز مشاركة واحدة، والتجديف والقوس والسهم والكانوي والكياك مشاركتان، والكره الطائرة والشاطئية، وكرة اليد، وبرونزيتين لرفع الأثقال (9) مشاركات، وبرونزية للتايكوندو (3) مشاركات. ويتضح هنا أولاً: خلت التوقعات من سارة سمير لاعبة رفع الأثقال، وإيناس خورشيد لاعبة المصارعة، وعفاف الهدهد لاعبة الرماية المحققين لمراكز متقدمة كانت الأقرب لميدالية مما يعني عدم دقة التوقعات وعدم دراسة خطة الإعداد لهم ومستواهم الفني والرقمي. ثانياً: مشاركة بإنجازات محققه في رياضات رفع الأثقال والتايكوندو نتيجة طفره إعداد اللاعبين في الإتحادين. ثالثاً: تحقيق الفتيات لأكثر من المستهدف بحصولهم على ميداليتين من أصل ثلاث. رابعاً: مشاركات بنتائج شرفيه في رياضات الرماية والمصارعة والملاكمة. خامساً: مشاركات بأعداد كبيره دون أي نتائج في رياضات السباحة، والسلاح، وتنس الطاولة. سادساً: تواجد فقط دون أي أثر في رياضات تنس الطاولة والشراع والدراجات والفروسية والجمباز والتجديف والقوس والسهم والكانوي والكياك والكره الطائرة والشاطئية، وكرة اليد، والخماسي الحديث، وألعاب القوي.

هذه الكلمات لا نقصد بها إطلاقاً إلقاء اللوم أو أتهام أحد ولكنها بعضاً من الحقيقة التي يجب ان نواجهها في إطار إنطلاقنا نحو المستقبل، دستورنا أكد على أن تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء، وإكتشاف المواهب، وتنمية القدرات الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعيةً، وأن ممارسة الرياضة حق للجميع، وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع اكتشاف الموهوبين رياضياً ورعايتهم. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية رؤية إستراتيجية لمصر تستهدف أن نكون من ضمن أكبر (30) دولة بحلول عام 2030م حيث تضمنت الاستراتيجية (12) محوراً هم التنمية الاقتصادية، والطاقة، والشفافية، وكفاءة المؤسسات الحكومية، والبيئة، والتنمية العمرانية، والثقافة، والصحة، والعدالة الاجتماعية، والتعليم والتدريب، والمعرفة والابتكار والبحث العلمي، والسياسة الداخلية والسياسة الخارجية والأمن القومي. والتي تدخل الرياضة في معظمها إقتصادياً، وبيئياً، وثقافياً، وصحياً، وتعليمياً، وأمناً قومياً.

والخلاصة والدروس المستفادة من المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016م هو ضرورة أن يكون للرياضة إستراتيجية ترتكز علي استكمال خريطة المنشآت الرياضية بالدولة، وإعادة هيكلة وإدارة المشروعات الرياضية القومية وبخاصة المشروع القومي لإكتشاف الموهوبين والمشروع القومي للبطل الأولمبي، مشاركة أقوي للفتاة في البرامج الرياضية وخاصة أن ثلثي الميداليات المحققة في الدورة الأولمبية للفتاه من خلال ساره سمير وهداية ملاك، الاهتمام بنشر ثقافة الممارسة الرياضية، أفكار جديده ومتنوعة لتمويل الرياضة من أنشاء بنك متخصص، إنشاء أندية الممارسة العامة وممرات الجري والدراجات، إنشاء ميدان لسباقات السيارات فائقة السرعة والدراجات النارية، وسباقات الزوارق السريعة، والاهتمام بآليات السياحة الرياضية.

ضرورة وجود معايير قوية للمشاركة الأولمبية مثل التأهل من خلال التصنيف الدولي أو بطولات العالم أو الحاصلين على أرقام تؤهل لدخول دور الأربعة كحد أدني، التركيز على الرياضات التي تحقق فيها مصر ميداليات والتي تتمركز حول بعض الرياضات الفردية منها رفع الأثقال، التايكوندو، المصارعة، الملاكمة، السلاح، الجودو، الرماية، الرمي في العاب القوي، وكرة اليد في الرياضات الجماعية.

الإعتماد على الخبرات الآكاديمية في التخطيط الفني والإداري والاستراتيجي للرياضة والاعتماد علي بيوت الخبرة الآكاديمية في ذلك حيث وجود أبطال بدون خطط كوجودهم وسط الصحراء دون تحديد الاتجاه.

بدء الإعداد للمشاركة في دورة طوكيو الأولمبية 2020م من الآن وتطبيق المعايير الدولية في الإحتكاك والإعداد المتمثل في (120) مباراة سنوياً في الرياضات الفردية، و(60) مباراة سنوياً في الرياضات الجماعية، على أن يكون معظمهم مباريات دولية قادرة على تعظيم خبره المنافسة في الرياضة الفردية والجماعية على حد سواء، الحرص على أن يكون التأهل للدورة الأولمبية من بطولات العالم أو التصنيف الدولي، إخضاع المتوقع تأهلهم من الآن لبرنامج صحي ثقافي عن التغذية والمنشطات، وتنظيم نشاط محلي قوي لا يقل عن المنافسات الدولية إهتماماً.

*أستاذ الإدارة الرياضية

كلية التربية الرياضية للبنين جامعة حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز