عاجل
الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لم أكن أدرك أني كتبت شيئاً جيداً

لم أكن أدرك أني كتبت شيئاً جيداً

بقلم : محمد عبد السلام


"جائزة نوبل.. لجان الفشل الأخلاقي".. هل تصدق أن من أطلق تلك العبارة المثيرة للجدل الرئيس الأسبق لمجلس السلام النرويجي، والذي يختار الفائزين بجائزة نوبل للسلام كل عام، الكاتب والمحامي والفقية والمترجم "فريدريك ستانغ هيفرميهل"، في كتابة الذي صُدر عام 2008 تحت عنوان "جائزة نوبل.. ما كان يريدة نوبل في الحقيقة"، ومنها إنطلق ليعبر عن أن الجميع فشل ولم يحققوا إرادة ألفريد نوبل.



بمجرد أن تلقيت نبأ فوز المغني وكاتب الكلمات الأمريكي "بوب دايلان" بجائزة نوبل في الأدب لعام 2016، تذكرت تلك العبارة الخطيرة لرجل كان يُعد المسئول الأول في مؤسسات جائزة نوبل حتي وقت قريب، وتكاد تكون أكثر خطورة من عبارات نقدية أخري، كالعبارة التي أطلقها الأديب الكولومبي العالمي "غابرييل غاريثا ماركيز" الحائز علي جائزة نوبل في الأدب عام 1982، "العظماء الذين لم يكونوا كذلك أبداً".

في كتابة "تأملات حول الفن والأدب والتاريخ" لخص الكاتب الروسي "فاديم فالريانوفيتش كوجينوف" عبارتي "ماركيز" و "هيفرميهل"، في عبارة أكثر دقة، عندما وصف جائزة نوبل بأنها "خرافة" القرن العشرين، ففي الوقت الذي كان يستعد فيه العالم للإحتفال بمئوية جائزة نوبل عام 2000 خرج هذا الأديب الروسي قبل وفاتة بأشهر قليلة ليطعن تلك الجائزة بخنجر مسموم، خرج ليقوم بتعرية تلك الجائزة أمام علماء ومفكري العالم، خرج ليقول لهم لا تستعجلوا الإحتفال بتلك الخدعة، فما تحتفلون به ليس حدثا فريدا من نوعه، ولكنه حدثا مخادعا، وأكبر خدعة عرفها العالم طوال تاريخة، فلا يكفي أن يكون حدثاً رائعاً لمجرد إنه إبتكاراً غربياً.

 

دعونا نعترف أن تاريخ نوبل في الأدب شهد الكثير من الجوائز المثيرة للجدل وحصل عليها أشخاص وصفهم البعض بسيئي السمعة، فقد تجاهلت "لجنة نوبل" أكثر الأدباء إبداعا في العالم من أمثال مارسيل بروست وعزرا باوند وجيمس جويس وفلاديمير نابوكوف وفرجينيا وولف وخورخي لويس بورخيس وجيرترود شتاين، وجون ابدايك وآرثر ميلر وبرتولت بريشت ويانيس ريتسوس، ولم يحصلوا علي جائزة نوبل في الأدب غالبا لأسباب سياسية أو عنصرية.

 

ورغم ان الجائزة في الأدب إلا انها لم تراعي علي حد وصف الكثير من الكتاب حدود الأدب، فخرجت جائزة تحيط بها جميع اشكال الجدل والرفض، حتي ان سته جوائز من اصل 114 جائزة تم توزيعها في الفترة من 1901 حتي عام 2014 شهدت حالة من الجدل والرفض الشديد، فهناك حوالي 109 فائز بالجائزة كان لسبعة منهم علامة إستفهام، بنسبة بلغت 6.5%.

 

ورغم ان الجائزة تكريما للروائيين والشعراء والكتاب المسرحيين، الا ان القائمة ضمت ثلاثة فلاسفة ليس لهم علاقة بالأدب وهم، الفيلسوف الألماني رودلف كريستوف أويكن في 1908، والفيلسوف الفرنسي هنري برغسون في 1927، والفيلسوف البريطاني برتراند أرثر ويليام راسل في 1950، بالإضافة الي المؤرخ الألماني تيودور مومسن عام 1902، ورئيس وزراء بريطانيا السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل لخطاباتة السياسية وكتاباتة التاريخية، والذي صرخ بمجرد الإعلان "أوووو لم أكن أدرك إنني كتبت شيئا جيدا.

قائمة التجاهل ضمت الأديب الفرنسي إميل فرانسوا زولا الذي تم ترشيحة لجائزة نوبل في سنه وفاتة 1902، والكاتب المسرحي السويدي أغسطس سترندبرغ، والأديب البريطاني هنري جيمس، والروائي الإنجليزي توماس هاردي، والكاتب المسرحي النرويجي هنريك يوهان إبسن.

والغريبة ان الكراهية الشديدة بين السويد والإتحاد السوفيتي في الفترة بين عامي 1901 و1912 حرمت الروس من جوائز نوبل وحرمت أديب عالمي مثل "ليو تولستوي" عملاق الأدب الروسي، صاحب "الحرب والسلام وآنا كارنينا" الذي حُرم هذه الجائزة رغم قامته الأدبية التي تجعله أعظم الروائيين على الإطلاق في نظر الكثيرين، كما حُرم مُواطِنه الأديب "أنطون تشيخوف" الذي يُعد أفضل كاتب قصص قصيرة عبر التاريخ، فقط نظرا للعداء التاريخي بين السويد وروسيا، وقد عبر تولستوي عن موقفِه الرافض لهذه الجائزة مِن خلال رأيه: "إن النقد الأدبي المُجامِل مثله مثل الجوائز والمكافآت الكبيرة، تؤدي إلى فساد الخلُق الفني والأدبي للمُبدع، وابتِذالِه".

 

في اكتوبر 2008 وبعد الإعلان عن فوز الأديب الفرنسي "جان ماري غوستاف لو كليزيو"، سالت وكالة أسوشيتد برس السكرتير الدائم فى الأكاديمية "هوراس انجدال" عن السبب الحقيقي في تفوق الأدباء الأوروبيين واختيار لجنة المحكمين للأدب الأوروبي، فقال نصا: "بالطبع هناك كتاب أقوياء في جميع الثقافات الكبرى، ولكن لا يمكنك أن تنكر حقيقة أن أوروبا لا تزال هي مركز العالم الأدبي، وأن الولايات المتحدة معزولة جداً.. وأعمالهم لا تترجم او تقارن ما يقدمه الأديب الأوروبي.

 

الكاتب والمؤرخ السويدي بيتر أنجلند ميكائيل بصفتة سكرتيراً دائما للأكاديمية السويدية منذ يونيو 2009 اعترف بالتحيز الأوروبي وانتقد لجنة نوبل "الأوروبي" وقال لوكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس، تصريحات تقول نصا "كان من الأسهل علي لجنة نوبل الأوربية ان تمنح جائزتها للأدب الأوروبي"، كما نشرت النيويورك تايمز تصريحة في مقالها المنشور في 8 أكتوبر 2009 تحت عنوان "هيرتا مولر تفوز بجائزة نوبل في الأدب" باسم الكاتبين موتوكو ثري، ونيكولاس كوليش.

 

وبالإضافة إلى العملاق "برنارد شو" الذي رفض هذه الجائزة، رفَض الشاعر الروسي "بوريس باسترناك" مؤلف رواية "الدكتور زيفاجو" جائزة نوبل عام 1958 والذي مُنِح الجائزة رغم استحقاقه لها برأي البعض فقط بناء على مواقفه المُعادية للشيوعية في الاتحاد السوفيتي، التي منعت طباعة روايته ولاحقته، وقد رفض هذه الجائزة، لأنه رأى أن نوبل مُجرِم في حق البشرية باختراعه للديناميت، ومثله فعل الأب الروحي للوجودية الفيلسوف والأديب الفرنسي "جان بول سارتر" حيث منُح جائزة نوبل عام 1964 ولكنه رفَضها وتمرد على فكرتها، مُعللاً ذلك بقوله "إن حُكم الآخرين علينا ما هو إلا مُحاولة لتحويلنا إلى موضوع ومجرد شيء بدلاً من النظر إلينا كذوات إنسانية".

ويبدو أن تسييس نوبل واختيارات الأكاديمية السويدية العنصرية لم تقتصر على سنوات الحرب الباردة فقط، فقد منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل لعام 2001 للكاتب الترانيدادي الأصل وحامل الجنسية البريطانية "في.أس.نايبول" المعروف بعنصريته ومعاداته للإسلام وازدرائه للأديان، حتى أنه وصف الحضارة الإسلامية بأنها حضارة استعمارية!! واتهم الإسلام بأنه دين عنصري.

وكان حصول نايبول على نوبل بمثابة خدمة تؤديها الأكاديمية السويدية للنظام الأمريكي في غمرة الحرب التي كانت في بداياتها بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وما تسميه "الإرهاب الإسلامي" الأمر الذي جعل كثيرين يشبهون الأكاديمية السويدية بأنها مثل محطة "سى. إن. إن" الإخبارية التي تروج الرؤية الأمريكية وتساندها.

وعادت الأكاديمية السويدية لنفس العام، ومنحت الجائزة للمجري اليهودي "أيمري كيرتيش" في عام 2002 وهو أحد الناجين من معسكرات الإعتقال النازية "الهولوكست" التي سيق إليها مع أقرانه اليهود في سن المراهقة، لتصبح بعد ذلك هي العنصر المسيطر على كل أعماله.

و"كيرتيش" كأديب يكاد يكون مجهولا، حتى في الأوساط الثقافية المجرية، لكن على ما يبدو كان للأكاديمية السويدية رأي آخر منحته جائزة نوبل مكافأة له على نتاجه الذي يروي تجربة الفرد الهشة في مواجهة تعسف التاريخ، ولم ينسَ "كيرتيش" بدوره أن يرد الجميل، فأعلن في تصريحات خاصة لوكالة الأسوشيتدبرس الإخبارية "أنه كان مسرورا من مشاهدة الدبابات الإسرائيلية وهى تدخل رام الله، وأنه شعر بسعادة بالغة، لأن نجمة داود كانت واضحة على الدبابات، وليست خبيئة صدورنا مثلما كانت خلال الفترة النازية".

 

وعلى ما يبدو لم يستطع "كيرتيش" أن يخفي عنصريته ذات المنحى الاستعلائي، فأطلق تصريحاته العنصرية، التي أكدت انحياز جائزة نوبل المفضوح لكل من "نايبول"المعادي للإسلام، ثم "كيرتيش" الذي أتاحت له الأضواء الإعلامية التي سلطتها عليه شهرة الجائزة وبريقها إعادة أسطوانة الهولوكست المشكوك في أغلب أرقامها ومعطياتها إلى واجهة الأحداث.

 

ليس هذا فقط ولكن رغم مرور خمسون عاما علي فوز الكاتب والمفكر الفرنسي "البير كامو" و"أندريه جيد" و"فرانسوا مورياك" بجائزة نوبل في الآداب ‏1957‏، لازالت تتكشف أسرار جديدة حول فوزه بهذه الجائزة‏ الأهم في العالم، فقد نشرت مجلة "لير" الفرنسية في أكتوبر‏2007‏ تقريرا يوضح ملابسات فوز هؤلاء الكتاب‏,‏ بالجائزة الكبري,‏ فعندما رشح كامو لها كان عمره ‏35‏ عاما‏ وذلك سنة ‏1949,‏ وكان أحد التقارير يقول‏:‏ بفضل إرادته الحديدية‏,‏ واستقامته التي ظلت ثابتة في كل الإمتحانات وبفضل إنسانيته‏,‏ يعتبر كامو أحد الوجوه الأساسية في الأدب الفرنسي الشاب.
وفي عام ‏1956‏ كان هناك تقرير آخر يقول‏:‏ يجب انتظار سنة أو سنتين لتأكيد قرار حصول كامو علي الجائزة‏,‏ لكنه فاز بها في العام التالي,‏ وكان ينافسه آنذاك "بوريس باسترناك" و"سان جون بيرس" و"صمويل بيكيت" ‏وهو ما لم يتوافر للكاتب "فرانسوا مورياك" حيث بدا أن فوزه بالجائزة لا علاقة له بقيمته الأدبية‏,‏ فقد تدخل أحد أمراء السويد‏،‏ وكان يترأس نادي القلم السويدي‏,‏ لإختيار "مورياك" للجائزة.

وقد‏ أرسل نادي القلم السويدي رسالة إلي أكاديمية الجائزة يشيد "بمورياك" باعتباره رائد الأدباء الكاثوليكيين الشبان وحصل عليها بالإجماع عام ‏1952‏ رغم أن أمين عام الجائزة وصف أعماله بالرتابة‏,‏ لتصبح رسالة الأمير السويدي ضمن حيثيات فوز مورياك‏:‏ إنه يمثل تيارا متأثرا بالدين وهو التيار الذي كان له بدوره تأثير عام في الأدب الحديث وإذا كان "كامو" مرشحا للجائزة علي مدي ثماني سنوات,‏ و"مورياك" كان مرشحا لها علي مدي ثلاث سنوات‏,‏ فإن الحال كان مختلف مع "أندريه جيد‏".

 

وفي السنة التالية لترشيحه كان فوزه معلنا سنة ‏1947,‏ كان الجميع يخشى أن يموت الرجل بشكل مفاجيء فلا يحصل علي الجائزة‏,‏ وكان عمره آنذاك ‏78‏ عاما‏,‏ ففي التقرير الخاص به كتب‏:‏ إذا كانت الأكاديمية تريد منح الجائزة لهذا الشاعر المسن فهذا هو الوقت المناسب لذلك اختيار "جيد" كان علي حساب "أندريه مالرو‏",‏ الذي فشل في الحصول علي الجائزة‏,‏ فعامل السن الذي حسم لصالح "جيد",‏ كان يعمل ضد "مالرو" حيث يقول أحد التقارير عنه:‏ نعترف بقدرته الإبداعية لكن هل يمكن تتويجه قبل كاتب أكبر سنا بأهمية "أندرية جيد"؟ وفي تقرير آخر‏:‏ إن "مالرو" في مرحلة مهمة من عمره ويمكن أن ننتظر من قلمه أعمالا مهمة كان عمره آنذاك ‏46‏ عاما‏، طبقا لما نشرته مجلة "لير الفرنسية" في أكتوبر 2007.

 

وقد تم الكشف أخيرا عن العديد من وثائق التشاور السرية بين أعضاء جائزة نوبل والتي تفضح عنصرية الجائزة فمن يصدق أن الأديب الروسي العظيم "ليو تولستوي "صاحب رائعة أنا كارنينا التي تعد من أعظم الروايات العالمية يتم استبعاده بسبب آرائه النقدية السلبية للكنيسة ويتم منحها بعد ذلك "لأندريه سخاروف" المنشق عن الإتحاد السوفيتي.‏


وتكشف الأكاديمية السويدية أيضا من خلال هذه الوثائق السرية عن أن الأديب المصري "يوسف إدريس" رفض عقد صفقة يتم بمقتضاها منحه جائزة نوبل شريطة أن يتقاسمها مع كاتب إسرائيلي,‏ وهو الأمر الذي واجهه بقوله :‏ إنه لا يريد صورة جديدة من اتفاق "بيجن- السادات" والغريب أن مندوب الأكاديمية السويدية لنوبل زار يوسف إدريس عدة مرات وتحدث معه ساعات عسي أن يثنيه عن رفضه هذا إلا أن إدريس اعتبر أن موافقته علي ذلك بمثابة انتحار.‏

 

وفي عام 1974 رفضت مؤسسة نوبل منح الجائزة للأدباء الأعظم في ذلك الوقت البريطاني "جراهام جرين"، والروسي "فلاديمير نابوكوف"، والأمريكي "سول بيلو"، ومنحتها للكاتبين السويديين "إيفند جونسون" و"هاري مارتينسون"، مجاملة خاصة وانهما لم يكونا معرفين خارج بلدهما السويد، ورغم ذلك حصل عليها "سول بيلو" بعد ذلك بسنتين أي عام 1976، ولم يحالف التوفيق كلا من جرين أو نابوكوف بالفوز بها.

 

الأديب السوفيتي المنشق "ألكسندر سولجنيستين" حصل علي جائزة نوبل عام 1970 ورغم ذلك لم يحضر الحفل في ستوكهولم خوفا من أن تمنعه السلطات السوفيتية من دخول بلدة مرة ثانية، والغريب ان أعمال "ألكسندر" لم يتم نشرها إلا بطريقة "samizdat" بالغة السرية، وقد حاولت الحكومة السويدية تسليم جائزة نوبل للأديب الروسي "ألكسندر سولجنيستين" في سفارتها بروسيا، ولكنه رفضها، معلقا أن الشروط التي وضعها السويديين كانت "إهانة لجائزة نوبل نفسها"، إلا ان "سولجنيستين" حصل في وقت لاحق على الجائزة في 10 ديسمبر 1974 بعد ان قام الإتحاد السوفيتي بنفيه.

 

وقد كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية طبقا لأرشيف الأكاديمية السويدية عام 2008 عن استبعاد الروائي والمفكر الفرنسي "أندرية مالرو" من الحصول علي جائزة نوبل أعوام 1950 و1954 و1955، كما يرجع عدم حصول الكاتب "أودن" علي جائزة نوبل للسلام عام 1961 وذهابها الي "داج همر شولد" إلى أخطاء في الترجمة له وبسبب التصريحات التي أدلى بها "أودن" خلال سلسلة محاضراته بالدول الاسكندنافية، وأشيع وقتها إلى أن "داج همر شولد" كان مثل "أودن" مثلي الجنس او "شاذ"، كما رفض بعض أعضاء الأكاديمية الملكية السويدية دعم الكاتب سلمان رشدي صاحب رواية آيات شيطانية عام 1989 بعد ان أصدر آية الله الخميني فتوى بإباحة دمه مما اجبر اثنين من أعضاء لجنة المنح إلي تقديم الإستقالة اعتراضا علي ذلك.

 

"أنا أستحق الجائزة أكثر من نجيب محفوظ.. ولو كنت حصلت عليها لإستخدمتها وسيلة لمكافحة الإمبريالية.. أما محفوظ فقد نالها بسبب تأيدة لعملية السلام مع إسرائيل"

 

تلك كانت العبارة الأبرز للأديب الدكتور يوسف إدريس الذي وقف من فوز الروائي والأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب في عام 1987 موقفاً مشينا ولا عقلانيا، حتي انه وصف نجيب محفوظ بأنه روائي "الحارة" وليس روائي "المدينة"، اي أنه ليس روائيا علي الموضه العصرية، ويومها استنكر الكثيرون رعونة الموقف وبلسانهم صرخ الاديب يحيي حقي قائلا: "أسدلوا الستار".

 

والغريب ان يوسف إدريس أطلق قصة إعتبرها الكثير من الأدباء شائعة، مفادها أن لجنة نوبل عرضت عليه العرض نفسه علي ان ينال الجائزة مناصفة مع كاتب اسرائيلي ولكنه رفض ان يلعب نفس اللعبة.

 

الحقيقة ان الشاعر السوري أدونيس وهو أحد المرشحين الذي رشح نفسه منذ سنوات طويلة تعامل بمنتهي العقلانية مع قضية فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، فرغم ان رأية فيه لم يختلف في جوهرة عن رأي يوسف إدريس، إلا انه لزم الصمت، فلم يصدر منه حديث يتصل لا بكفاءة نجيب محفوظ ولا بموقفة من عملية السلام، خشية ان يلحق به الضرر في مواسم نوبل المقبلة.

 

توفيق الحكيم كان له راي أخر على حصول نجيب محفوظ علي جائزة نوبل، فقد ذكر يومها أن محفوظ روائي كبير كان قبل نوبل خالي البال منها بدليل أنه سأله مرة: "يا توفيق بيه، هل تظن أنني مرشح لنوبل"؟ فأجابه: "لا أنت مرشح ولا أنا.. فلو أننا مرشحان لأرسلوا لنا أوراقاً، وقد ذكر أن هذا من عاداتها عندما يترشح شخص للفوز بها"، إلا أنه سعى إليها في سنواته الأخيرة عندما نظموا له رحلة إلى باريس للتذكير بـ"عصفور الشرق" و"عودة الروح" دون فائدة كما هو معروف.

 

من كتابي

114 نوبل.. شيء من العنصرية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز