الباز ضحية الأزهر

بقلم : ابراهيم رمضان

 

رحل الباز ودمه في رقبة أساتذته بجامعة الأزهر...رحل في ريعان شبابة ...رحل عنا  تاركا لنا عارا لن يمحوه تاريخ تلك الجامعة ...توفي بمرضه ، والسبب إهمال مسئولين لا يعنيهم  سوي المناصب والمكافأت والترقيات علي حساب أرواح شباب هذا الوطن الذي يدفع ثمن كل الأخطاء الفادحة للقادة والسياسين.

رحل الباز مع الراحلين من شهداء هذا الوطن ، ضمن سلسلة تضحيات ، يدفعها الشباب ، فإن خرجوا في مظاهرات  فمصيرهم القتل،  وإن ذهبوا لتحصيل العلم  فهم بالسم مقتولون ، وإن لبوا نداء الوطن لأداءالخدمة العسكرية  فقطارهم محروق،  وإن ذهبوا لحماية الحدود فهم مذبوحون ، والفاعل في كل الحالات مجهول وكبش الفداء موجود .

رحل طالب الأزهر ومعه صرخة جيل من الشباب يطمح في تغيير وجه هذا البلد ، ولكن طيور الظلام وخفافش السلطه ، يأبون .

إلي جنة الخلد ياباز أنت وأمثالك من إخوتنا الشهداء في مجزرة رفح وقطار البدرشين وموقعة الجمل والإتحادية ، فدمائكم في رقبة كل مسئول ، مات ضميرة ، وإستحل دمائنا ، وإدعي الوطنية .

موت الباز ليس بمستغربا ، إذا كان بجامعة الأزهر أستاذا يشرف علي المدن الجامعية يقول ، لأعضاء مجلس الشوري خلال جلسة لجنة الصحة الأربعاء الماضي ، نصا " هما طلاب علم ولا أكل " طلبة جامعة الأزهر " عايزين ياكلوا أرز مفلفل وصدور فراخ " ، ويتابع كلامه خلال الجلسة التي حضرتها قائلا أيضا ومهددا الجميع إذا لم يلتزم الطلاب فإنني قد ألجا لغلق المدينة الجامعية ، لك الله يامصر ..عندما يحتج الطلاب علي سوء التغذية ، يهددهم أستاذ جليل بأنه سيفعل فيهم كذا وكذا ، بدلا من الإصلاح نهدد مستقبل مصر ، وكأن هذا الأستاذ قادم من كوكب أخر .

لم أستغرب من موقف الأستاذ الذي حضر للجلسه متحفزا للجميع ، ومتهما طلاب الجامعة بالتجاوز الأخلاقي والأمني ، وإنهم سبب المشاكل في المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر ، فالأستاذ قال أيضا إن قسم مدينة شرطة مدينة نصر أصبح قسم ملاكي لطلاب الأزهر، وأن الطلبه " بياكلوا حلبسه من بره " وبعدها يشتكوا من أعراض تسمم ، مؤكدا أن ماأثير عن تسمم طلاب الأزهر هو إدعاء .

أستاذ الأزهر المشرف علي المدن الجامعية  بعد وفاة الباز عليه أن يتقدم بإستقالته ، ليرسخ مبدأ أن من يخطئ عليه أن يتحمل المسئولية ، بكل شجاعه ، لأنه كما أكد في جلسة الشوري هو أستاذ جليل في علمه ، فليتفرغ لتقديم علمه لتلامذتة بالكلية ، وليترك المدينة الجامعية والمطاعم للمتخصصين في هذا المجال ، بإعتباره مؤمنا بالتخصص .