عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأسماء المشتركة!

الأسماء المشتركة!

بقلم : محمد نوار

الإسم المشترك ليس المقصود به الإسم المشترك بين الولد والبنت مثل رضا وعصمت، لكن المقصود هنا هو الإسم المشترك بين المسلم والمسيحي، وهو الإسم المحايد الذي لا يؤدي لمعرفة ديانة صاحب الإسم إن كان مسلماً أو مسيحياً، مثل ماجد وماجدة، وبعض الناس أسماؤهم الثلاثية مشتركة مثل سامي جمال فوزي.
ومشكلة أصحاب هذه النوعية من الأسماء المشتركة أنهم يتعرضون باستمرار للسؤال عن هويتهم الدينية، ومن الواضح أن السؤال ليس مجرد سؤال عادي، وأن الإجابة عليه سيترتب عليها أفكار وتصرفات خاصة بالسائل.



ظاهرة الأسماء المـشتركة كانت مـنتشرة بين المصريين مثل عادل، سامح، أشرف، ومنى، نادية، سلوى، وهى أسماء ليس لها معنى ديني ولكن لها معنى إنساني.

ومن بين أسماء المصريين المسيحيين إسم "بشاي" ويعني باللغة القبطية "عيد"، والأخير من الأسماء التي يتسمى بها المسلمين، وكأنهما إتفقا على نفس المعنى ولكن بالقبطية والعربية.

وهناك أسماء مثل: رمسيس، إيزيس، مينا، ميريت، يعتقد البعض أنها أسماء مسيحية، مع أنها أسماء مصرية فرعونية ولا علاقة لها بالدين.

تغير الوضع بعد ظهور حركات الإسلام السياسي في السبعينات، وبدأت تنتشر بين المسلمين المصريين أسماء إسلامية للذكور مثل عمر، إسلام، وأنس، وللبنات مثل أسماء، شيماء، زينب. 

نفس الشىء فعله المسيحيون المصريون كرد فعل، فانتشرت بينهم أسماء مسيحية للذكور مثل أبانوب، ابرام، بشوي، وللبنات مثل ايريني، تريزا، ميرا، وبقى إسم مريم إسماً مشتركاً بين المصريين مسلمين ومسيحيين. 

وتعكس أسماء الأشخاص الأبعاد الاجتماعية والثقافية للمجتمع، فمصر ليست مجتمعاً طائفياً بطبيعته، ومظاهر التمييز الديني بين أتباع الديانتين تتركز بين الشرائح المتوسطة والشعبية، وهى تكشف عن القيم المحددة لتلك الثقافة وأيضاً المرجعيات التي تحكم المجتمع.

إن اختيار الأسماء التي لها معنى ديني يعكس الرغبة في تأكيد الهوية الدينية للأشخاص، وتبقى المشكلة أن تأكيد الهوية الدينية يتعلق بالوالدين اللذين قاما باختيار الإسم، أكثر مما يتعلق بصاحب الإسم الفعلي والذي قد يكون له رأي مختلف حسب تفكيره ودرجة إيمانه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز