يوم القيامة.. متى؟!

بقلم : محمد نوار

من الأسئلة التي تشغل بال البعض، متى يأتي يوم القيامة؟، فالميعاد مجهول ولذلك قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي..) الأعراف 187، والآية توضح أن الله تعالى وحده الذي يعلم موعد يوم القيامة.

والإنسان بعد الموت لا يشعر بالزمن: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ. قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ..) المؤمنون 113-112، فالسؤال موجه للناس يوم القيامة عن الوقت بين الموت والبعث فيظنون أنهم ماتوا منذ يوماً أو بعض يوم.

نفس الإجابة قالها رجل أماته تعالى 100 عام: (..فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ..) البقرة 259، ونفس الإجابة قالها أهل الكهف الذين ناموا 309 عاماً: (..قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ..) الكهف 19.

والإنسان في النوم وفي الموت لا يحس بالزمن، ولا يفرق بين النوم الذي يستمر لليلة، أو يستمر 309 عام، أو يموت لمدة 100 عام، في كل الأحوال يظن المستيقظ أنه قضى يوماً أو بعض يوم.

ويستطيع الإنسان أن يربط موعد قيامة نفسه بموته، عن النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته"، فقيامة كل إنسان تأتي بعد قضاء الباقي من عمره زائد يوم أو بعض يوم، فمثلاً لو أن إنساناً عمره 50 سنة، وموعد موته بعد 20 سنة، فالباقي على يوم حسابه 20 سنة زائد يوم أو بعض يوم، ولو أن عمره 70 سنة، وموعد موته بعد 20 يوم، فالباقي على يوم حسابه 20 يوم زائد يوم أو بعض يوم.

ويبقى أن كل دقيقة تمر تقترب بالإنسان من موعد موته المحدد، وعند البعث سيظن أنه مات بالأمس فقط، قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الأنبياء 1، ووقت الحساب قد يحدث بعد مئات السنين أو مئات الساعات، ويوم القيامة بالنسبة لأي إنسان بعد موته سيكون غداً.