أحمد قنديل
نعم عُمان تغرد خارج السرب
بقلم : أحمد قنديل
أصبحت سلطنة عمان فى الآونة الأخيرة مسار جدل وحديث الصحف وخاصه عقب خروجها عن الاجماع الخليجى فى الحرب على اليمن لذا انطلقت شائعة انها تغرد خارج السرب وتسعى إلى قيادة المجتمع الخليجى وترتب مع طهران لأخذ الزعامة والكثير والكثير ولكن إذا رأينا ببعد نظر ماذا قدمت سلطنة عمان مؤخرا إلى تلك القضايا والتى أصبحت قضايا رأى عام عالمية ينظر إليها الجميع فدعونا نبدأ قضية قضية وعلى رأسها الحرب على اليمن التى قادتها السعودية ماذا كانت النتيجة وماذا كان الموقف من السلطنة وجدنا رفضا عمانيا واستهجان خليجى لما حدث وأخذت تلك الدول عنتريتها تقودها إلى الدماء وراح الآلاف وسط مجاعة وتشريد للأسر والأطفال لتنضم اليمن إلى مثيلاتها من بعض الدول العربية فى البؤس والشقاء وهنا لم تسمتع تلك الدولة إلى المغزى من الرفض العمانى لتلك الحرب وجاءت النتيجة بحكمة السلطان قابوس أن قرار الحرب خاطئ وان سفك الدماء لن يأتى بالاستقرار لذا أخذت السلطنة منحنى الحوار بين كافة الأطراف وكان لها صولات وجولات وهنا نجحت السلطنة فى موقفها.
وإذا نظرا إلى قضية أخرى ثانية وهى علاقتها مع مصر نجد أن موقف السلطنة ثابت منذ تولى قابوس الحكم لم ولن يتغير بتغير السياسات بل كان موقفها موحد الداعم لمصر وعدم التدخل فى شئونها الداخلية لذلك تجد استقرارية العلاقات مع الود المتبادل دون القطيعه والهجران مثلما يحدث الآن مع بعض دول الخليج.
وإذا نظرنا إلى موقفها من طهران نجد أن السلطنة ارتبطت بعلاقات معها وتواصلت ولم تغطى رأسها فى الرمال ولم تسن السيوف وتخلق المؤامرات بل كسبت صديقا جديدا مع الاحتفاظ بكيان السلطنة الخليجى وهذا مايخاف إليه الكثيرون الذهاب إليه ولكن أثبتت نجاح الرؤية.
وإذا انتقلنا إلى الأزمة السورية نجد أن المبدأ الذى لايتجزأ من سلطنة عمان الان وهو عدم التدخل فى الشأن الداخلى ورفض دعم تنظيمات إرهابية لقلب الأنظمة العربية وكما يقول المثل يوم لك ويوم عليك نجد أنها رفضت دعم تلك التنظيمات والتى بدأت تنقلب على داعميها مع دعم نظام الدولة وهذا ما ثبت صدق الرؤية بعد سنوات كثيرا ومازال النظام السورى قائما.
أما الموقف الليبى نجد بعض الدول تدعم تنظيمات إرهابية تسعى لهدم ماتبقي من الدولة الليبية فى جيشها بقيادة خفتر ولكن كانت الرؤية مختلفة لذا دعمت سلطنة عمان الحوار واستضافت كافة الأطراف وتوصلت لنتائج جيدة.
وإذا نظرنا مؤخرا إلى الدعوات التى خرجت بتشكيل اتحاد خليجى واستثناء سلطنة عمان من ذلك نجدها باءت بالفشل لعدة أسباب أولها دور سلطنة عمان المحورى فى تشكيل مجلس التعاون الخليجى وكذلك الدور الاستراتيجى الهام بمنطقة الشرق الأوسط وعالميا الان اصبح لايستطيع أحد أن ينكره أو يتجاهله أو فى نفس الوقت يبتعد عنه.
وعلى الصعيد العالمى نجد السلطنة ارتبطت بعلاقات قوية بأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسيويا بل وأفريقيا وهذا ليس من نطاق العدم أو من قبيل الصدفة بل نتاج سياسات امتدت لازمنةطويلة موثقه بمبدأ عام يحترمه الجميع لذلك بعد تلك المواقف والتى سردنا بعضا منها نعم اقول ان سلطنة عمان تغرد خارج السرب وليس معنى أن تغرد خارجه أن تنسق أو تبتعد أو تخالف بل اعنى هنا انها تغرد خارج السرب باختلاف مواقفها والتى أثبت حكمتها على مدار العصور.
















