

نجلاء بدير
مغلق حتى تسديد الديون
بقلم : نجلاء بدير
فى عين الصيرة إن لم تمت فى خناقة ستموت فى فرح.
فى الحالتين أنت خارج الموضوع تماما.
لا يشترط أن تكون أحد أطراف الخناقة أو حتى أحد المخلَّصين، ولا يشترط أن تكون من أقارب العروسين أو حتى من المدعوين.
يكفى أن تكون مقيماً هناك أو حتى زائراً لكى تصاب بطلق خاطئ، إن لم يتسبب فى موتك سيصيبك بالشلل.
صبرى عمره 61 سنة يدرس فى دبلوم تجارة كان يمر بجوار فرح فى طريقه إلى بيته، لا يعرف أصحاب الفرح ولا يعرفونه، أصيب بطلق خرطوش فى عموده الفقرى.
نقله أصحاب الفرح إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى وتركوه هناك بعد أن دفعوا مبلغ ألفى جنيه.
صبرى أصيب بشلل نصفه الأسفل كاملا، وجزء من نصفه الأعلى، دخل جراحة لتنظيف مكان الخرطوش، وبقى فى الرعاية المركزة لمدة أسبوعين أو أكثر قليلا. طلب منى أهله بعد أيام أن أسعى لنقله إلى رعاية مركزة مجانية لأنهم لا يستطيعون استكمال دفع تكاليف العلاج، لم أتمكن.. لم أجد مكانا ملائما.. لم أجد مكانا أصلا.
فى الوقت نفسه كان صبرى يعانى من مشاكل فى جهازه التنفسى نتيجة شلل بعض عضلات التنفس، بحيث أصبح على وشك أن يضطر الأطباء لوضعه على جهاز تنفس صناعى، أو فى أحسن الأحوال إجراء عملية شق حنجرى.
وكان خروجه من الرعاية فى ذلك الوقت يعنى نهايته.
ولم يكن أمامى إلا أن أعد أهله أن أقوم بتوفير تكاليف المستشفى بأى طريقة.
صبرى الآن فى حجرة عادية، يأمل أطباؤه فى أن يتحسن قليلا بعد وقت طويل من العلاج الطبيعى. وذلك سيحتاج إلى معركة أخرى.
المفترض أن أتوقع أن يتحمل أصحاب الفرح تكاليف العلاج لكنهم ينكرون صلتهم بالحادث أصلا، ولا يوجد أى شاهد رأى الرصاصة ولا من أطلقها.
لذلك أجدنى مضطرة للبحث عن من يتطوع ويدفع تكاليف علاج وتأهيل صبرى.
نحن أيضا ملتزمون بتوفير علاج شهرى لعدد من أصحاب الأمراض المزمنة، وقد وصلت ديوننا للصيدلية إلى ما يزيد على اثنى عشر ألف جنيه.
كما أننا مدينون لمستشفى العيون بمبلغ يصل إلى عشرين ألف جنيه وهى تكاليف عدد من جراحات المياه البيضاء وزرع العدسة.
حتى يتم تسديد الديون لن نتمكن من تبنى حالات جديدة