عاجل
الأحد 24 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
بداية التغيير!

بداية التغيير!

بقلم : محمد نوار

 



عاشت فرنسا صراعاً سياسياً بعد أن خسر نابليون معركة واترلو 1815، وكتب الفرنسيون عن الأزمة النفسية التي يعيشها الشباب وقتها, ثم ثار المجتمع وبدأ ثورته الثقافية في القرن التاسع عشر والتي قام بها علماء وأدباء وفنانون أصبحوا بعدها من أعلام الإنسانية.

 

ولأن المجتمع الفرنسي يحب الحياة فقد صنع المستقبل, واليوم عدد الفرنسيين 66 مليون، ناتجهم المحلي 2.2 تريليون دولار, وهو يساوي الإنتاج المحلي لكل العرب وعددهم 390 مليون, فالمجتمع الفرنسي مجتمع صناعي، والمجتمع العربي ينتج القليل ويستورد الكثير.

 

وتعتبر الدولة انعكاس للناس، فالأنظمة السياسية تشبه شعوبها، فالمجتمع المتحضر ينتج دولة متحضرة، والمجتمع المتخلف ينتج دولة متخلفة، كما أن المجتمع لا يتغير لمجرد قيامه بثورة، وهو ما زال نفس المجتمع الذي أفرز الأنظمة الديكتاتورية وتركها تحكم لمدة طويلة، وبدون ثورة أخلاقية وعلمية لا يوجد أي معنى للثورة السياسية، لأن الشعب الذي لا يملك مستوى علمي وأخلاقي عالي لن ينتج مستوى سياسي أفضل.


فالمجتمع المصري لم يتغير، نفس التخلف والفساد والتحرش والتطرف، وهى أشياء ليس المسئول عنها النظام السياسي وحده، بل الناس مسئولة أيضاً، فالثورة قد تقضي على الحاكم الديكتاتور ولكنها لن تقضي على التخلف الأخلاقي والعلمي الذي وصل إليه الناس.


ولذلك يجب أن يتم تغيير الثقافة العامة للناس، الثقافة التي تشجع الكسل والتواكل وتحارب العلم والعمل وتقمع الرأي والنقد.

 

فالمشكلة موجودة في ثقافة الناس، وإذا لم تحدث عملية إصلاح شامله للقاعدة فلا يمكننا مطالبة القمه بأن تكون أفضل، ومن يريد الإصلاح يجب أن يبدأ من معالجة مشكلات المجتمع اليومية وأهمها أخلاقياته، وكل إصلاح على مستوى القاعدة سينعكس إيجابياً على القمة مع مرور الوقت، المهم أن يبدأ الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي قبل الحديث عن أي إصلاح سياسي أو مستقبل أفضل.

 

فالشعوب والمجتمعات تتطور بتغييرها وتتقدم بانجازاتها، وهذه سنة الله في خلقه: (..إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد 11.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز