عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حلم كأس العالم من وجهة النظر المصرية - الصينية - اليابانية

حلم كأس العالم من وجهة النظر المصرية - الصينية - اليابانية

بقلم : د. أحمد فاروق

كأس العالم لكرة القدم أهم مسابقة لرياضة كرة القدم تقام تحت إشرافالاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA كل أربع سنوات، يشارك فيها (32) منتخباً يتنافسون لشهر كامل على ملاعب البلد المستضيف، تتأهل هذه المنتخبات إلى البطولة عن طريق نظام للتصفيات يقام على مدى ثلاث سنوات. شهدت النسخ العشرين السابقة من بطولات كأس العالم فوز ثمانية منتخبات مختلفة باللقب. ويسجل للمنتخب البرازيلي تأهله لكل البطولات وهو أيضاً الأكثر تتويجا بالكأس بخمس مرات وأحد منتخبين فاز بها مرتين متتاليتين، بطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، ففي نهائي كأس العالم لكرة القدم 2006، الذي أقيم في ألمانيا قدر عدد من تابع المباراة النهائية (715) مليون شخص والعدد الإجمالي للمشاهدة (35.6) مليار مشاهد، وكان عائد البث التليفزيوني فقط (759) مليون يورو، وأوضح FIFA أن النظام الجديد الذي سيتم إتباعه خلال منافسات كأس العالم 2026، سيشهد مشاركة (48) منتخباً للمرة الأولى في تاريخ المسابقة. ومن المنتظر طبقاً للنظام الجديد تضاعف أعداد المشاهدين وعائد البث سواء التليفزيوني أو الرقمي وتضاعف العائد من المدرجات والرعاية والشراكات الاقتصادية.



وفي اليابان .. أعلن إتحاد الكرة الياباني أنه يعمل وفق خطة تمتد حتى 2050 لتطوير كرة القدم والتقدم بها نحو آفاق أوسع من أجل الفوز بكاس العالم لكرة القدم من خلال تأهيل المدربين والإهتمام باللاعبين، والحلم الياباني لم يتوقف عند حد التأهل إلى نهائيات كأس العالم فقط ولكن الهدف الأكبر هو الوصول إلى قائمة النخبة العالمية من الفائزين به، وأوضح اليابانيون أن المشروع جاء بعد دراسة دقيقة ومتأنية جداً أعتمد فيه علي إستضافة آسيا لكأس العالم عام 2050 ويعمل الإتحاد الياباني علي الفوز بالإستضافة دون أن يكون هناك شريك له مثلما حدث في البطولة التي أقيمت في عام 2002 عندما إستضافة اليابان المونديال مناصفة مع كوريا الجنوبية كما يخطط في إطار هذا المشروع أن يصل المنتخب الياباني إلى قائمة المنتخبات العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا خلال العشر سنوات المقبلة.

وفي الصين .. إنتقلت عدوى حلم كأس العالم إلي الصينين لكن الخطة الصينية لا تسير بصمت كما في اليابان أو بعض دول أوربا التي تفضل الإحتفاظ بخططها سراً بل فضل الصينين إن يضج حلمهم في أرجاء الأرض ولم يقتصر طموح الصينيين على ضم لاعبين نجوم أو مدربين مهمين بل أكدوا علي أن الإرتباط مع أوروبا بكل الأشكال هو السبيل لتطوير كرة القدم الصينية، ولهذا السبب فتح الباب أمام إستثمار أصحاب رؤوس الأموال لشراء أندية في أوروبا إيذاناً بنقل مواهب صينية إليها والاستفادة من خبراتها في تطوير النشء واللعبة عامة، وسيكون ميلان الإيطالي قريباً أول الأندية الكبيرة في قبضة الصينين، ورغم العروض التي تقدمها الصين لإستقطاب أفضل المواهب إلي ملاعبها والتي وصلت إلي تقديم عرضاً خيالياً من ناد صيني إلي كريستيانو رونالدو نجم ريالمدريد الإسباني والذي كان قيمته (100) مليون يورو سنوياً والذي رفضه اللاعب، ولكن نجح الصينين في ضم صفقات عملاقه حيث توالت انتقالات أبرز نجوم العالم الى أندية صينية لم تكن معروفه للعالم قبل فترة، ولكن منذ قريب بات سماع إنتقال أحد النجوم من نادي كبير في أوروبا الى الدوري الصيني شبه معتاد ومتكرر، حيث بات يجتذب مؤخراً أفضل نجوم العالم أمثال دروجبا، روبينهو، ديامنتي، أسامواه جيان، تيم كاهيل، كانوتيه وغيرهم. ولم يكتفِ التنين الصيني بمجرد إطلاق البيانات والأمنيات، بل وضع خطة طويلة وفر لكل عناصرها التمويل اللازم لتحقيق هدفه الأمثل وهو التربع على عرش الكرة العالمية فوزاً بكأسها وإستضافةً لمونديالها في عام 2026 وهو حلم يداعب الصينين منذ نجاحهم في تنظيم أولمبياد 2008.

وفي مصر .. صعدت مصر إلى كأس العالم مرتين، الأولى عام 1934 والثانية سنة 1990 بإيطاليا وخرجت من الدور الأول في كلاهما. لعبت مصر في تاريخ كأس العالم (4) مباريات لم تفز في أي مباراة، تعادلت في مباراتين وخسرت مباراتين. لها من الأهداف ثلاثة ودخل مرماها ستة وجمعت نقطتين. كما تقدمت مصر بملف لإستضافة الكأس العالمية عام 2010 ولم توفق وخرجت من التصفية الأولي بلا رصيد من الأصوات والتي سميت القضية حينها (صفر المونديال) والتي أعلنت نتيجة التصويت في 5 مايو 2004 بحصول جنوب إفريقيا على (14) صوتاً والمغرب علي (10) أصوات. وفازت جنوب إفريقيا بشرف الإستضافة كأول دولة أفريقية تستضيف الحدث. ورغم خسارة المغرب إلا أنها تستعد برؤية جديده للتقدم لإستضافة كأس العالم 2026 رغم الفشل في الحصول على شرف تنظيم المونديال في أربع مرات سابقة أعوام 1994 و1998 و2006 و2010، ولم نجد من الإتحاد المصري لكرة القدم أي خطط طموحه للفوز بكأس العالم أو الفوز بشرف تنظيمها حيث أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم عن المتقدمين لإستضافة كأس العالم لكرة القدم عامي 2026 و2030 وللأسف لم نجد من ضمنها مصر، ويعكف الإتحاد المصري لكرة القدم في محاولة لوقف تنفيذ حكم حل مجلس إتحاد الكرة، ومنذ إنتخاب المجلس الحالي والسابق والأسبق لم نجد مجلس إدارة واحد أعلن عن خطه يهدف فيها إلي إستضافة كأس العالم أو الفوز بها، ولكن سمعنا دائماً عن محاولات عاجزه للتأهل للنهائيات. لذا وأطلاعاً على تجارب الصين واليابان نرصد لكم عدداً من المقترحات الواجب تنفيذها لتطوير كرة القدم المصرية ومنها:

أولاً: كرة القدم في المدارس والجامعات:

لابد من وضع مشروع لتطوير كرة القدم المصرية يهدف إلي زيادة قاعدة ممارسة اللعبة لتصل إلى ثلاثة ملايين ناشئ ممارسين لكرة القدم وأن تعود كرة القدم إلى المدارس بداية من دوري الفصول إلي تكوين منتخبات المدارس ودوري الإدارات والمناطق التعليمية وبطولة الجمهورية للمدارس لتفرز أبطالاً جدد يعلق عليهم مستقبل كرة القدم المصرية، كما أن عودة النادي المسائي إلى المدرسة لتدريب فرق كرة القدم أصبح أحد الآمال الباقية لعودة كرة القدم للساحة العالمية. وقلة الإهتمام بالدوري المصري للجامعات أدي إلي ضعف المسابقة في هذه الفترة العمرية التي تصقل فيها مواهب لاعبي كرة القدم ولابد من إهتمام الدولة بها بضخ مزيداً من التمويل اللازم لصقل المسابقة وزيادة مكافأتها، وتحويل دوري كرة القدم للجامعات لثاني دوري أهمية بعد الدوري الممتاز وعودة فرق المشجعين بالجامعات ومنتخب مصر لكرة القدم للجامعات والعودة بقوة إلي بطولة العالم للجامعات في كرة القدم والمنافسة علي كأسها وهذا يعتبر سهلاً في ظل عودة الرياضة الجامعية لطبيعتها وإعادة تطوير الإتحاد الرياضي المصري للجامعات.

ثانياً: مدارس التدريب وأكاديميات الأندية:

يجب أن تواصل الأندية تطوير بناء الأكاديميات والمدارس الخاصة لكرة القدم لإعداد المزيد من اللاعبين الأكفاء ودعوة المدربين الأجانب ذوي المستوى الرفيع لنشر مفهوم كرة القدم المتقدمة والتركيز على تدريب اللاعبين الشباب وتنظيم المزيد من المباريات لتوفير الفرص لهم لإظهار مواهبهم ومهاراتهم في الملاعب، مما يخلق أجواء جيده لتطوير كرة القدم في مصر بشرط أن تكون تكلفة هذه المدارس والأكاديميات في متناول الجميع ولا تتطلب مبالغ مادية كبيرة تعجز معها المواهب في الإنضمام إلي صفوف التدريب.

ثالثاً: تسهيل الإحتراف الخارجي:

على الأندية المصرية تسهيل مهمة اللاعبين في الإحتراف الخارجي وعدم المبالغة في العائد المادي منهم ومحاولة أنهاء صفقات الإحتراف في إطار تسعير حقيقي للاعب المصري، بهدف زيادة عدد اللاعبين المحترفين في الأندية الكبرى الإفريقية والعربية ليكون الناتج العام منتخب قومي قوي قادر علي المنافسة، نأمل في بناء خطة لكرة القدم المصرية تهدف لوجود (1000) محترف مصري لكرة القدم بالخارج وخصوصاً في الدوريات الأوربية حيث يسهل ذلك جداً مهمة المنتخب الوطني في المنافسة العالمية.

رابعاً: استكمال البنية الرياضية الأساسية لكرة القدم المصرية:

علي الرغم من خسارة مصر في الحصول علي أي صوت عند التقدم لأستضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 إلا أن الجميع شهد بأن الملف الذي تم إعداده لذلك علي مستوي عالي من الكفاءة وهنا فأننا ندعو الدولة ليكون هذا الملف رغم مرور (13) عام علي تنظيمه أن يكون خطة للمنشآت الرياضية الإستادات يبدء تنفيذها فوراً حيث نص الملف علي (‏4) ‏مقترحات لإنشاء ستادات جديدة بمدينة (‏6)‏ أكتوبر يسع (‏65)‏ ألف متفرج وبورسعيد يسع (‏45)‏ ألف متفرج واستاد برج العرب يسع (‏80)‏ ألف متفرج والاسماعيلية الحربي الذي يسع (‏45)‏ ألف متفرج‏. كما تتضمن ‏(5)‏ ستادات ستخضع للتجديد هي استاد القاهرة الدولي ليسع (‏72)‏ ألف متفرج وستاد الكلية الحربية ليسع (‏45)‏ ألف متفرج وستاد المقاولون العرب ليسع (‏45)‏ ألف متفرج وستاد هيئة قناة السويس ليسع (‏45)‏ ألف متفرج وستاد السويس ليسع (‏45)‏ ألف متفرج‏.‏ بجانب القرية الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتجديد بعض ملاعب الممارسة العامة، وضرورة إشهار أندية رياضية متخصصة جديده في كرة القدم فقط يسمح لها بالمشاركة في دوريات كرة القدم علي إختلاف مراحلها.

وأخيراً:

يحتاج صعود كرة القدم المصرية إلى الساحة العالمية إلى فترة طويلة قد تصل إلي عشرات الأعوام وهو طريق صعب وشاق يجب أن يبدء فوراً، حيث تعاني كرة القدم المصرية من نقصاً كبيراً في اللاعبين الأكفاء يرجع إلى نقص عدد اللاعبين الناشئين في كافة المراحل العمرية، بسبب عزوف الآباء والأمهات عن تشجيع ذويهم للذهاب إلى تدريب كرة القدم مفضلين تفرغهم للدراسة. وفي مصر يوجد كثير من عشاق كرة القدم وهواة ممارستها ولكن قليلاً منهم يصبحون لاعبين محترفين قادرين على العطاء لكرة القدم المصرية.

كما يجب أن نعود ونفكر ونحاول التقدم مرة أخري لإستضافة كأس العالم كرة القدم والتنسيق بين الجهة الحكومية واتحاد كرة القدم في تأهيل الكوادر اللازمة القادرة على خوض غمار معركة التقدم لأستضافة الكأس الأولي وتدبير التمويل اللازم لذلك داخلياً وخارجياً لأنه مهما كانت المصروفات بالتأكيد سوف تغطيها كاملة إيرادات التنظيم.

 

*أستاذ الإدارة الرياضية كلية التربية الرياضية للبنين جامعة حلوان

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز