

د. أماني ألبرت
أنت السيناريو
بقلم : د. أماني ألبرت
لفترة تتجاوز السبع شهور عكف طلاب الفرقة الرابعة بقسم العلاقات العامة، كلية الاعلام جامعة بني سويف على التخطيط لمشروع تخرجهم.
ولأنهم الدفعة الأولى من خريجي الكلية تحدوا أنفسهم لتناول فكرة قوية.
كانت بداية اختيار الفكرة من أصعب ما يكون، وخاصة أن المجموعة تتكون من ثمان طالبات كلهن مفكرات ومبدعات ولا يقبلن تناول موضوع تقليدي.
وخلال فترة طويلة قمن بعمل جلسات نقاشية موسعة لطرح الافكار وغربلتها وتحديد طريقة تناولها، تجاوز عدد أفكارهن الخمسون فكرة.
منها ما هو مرتبط بمجال التسويق الإجتماعي أي التسويق للافكار أو بمجال التسويق التجاري للتسويق لمنتجات.
ورغم ساعات العمل الطويلة وجدوا أن الوقت يداهمهم دون أن يستقروا على فكرة للمشروع.
حينما بدأ العد التنازلي، أصيبوا بالاحباط الشديد فالمجهود المبذول كبير دون مردود، وكأنهم وصلوا لباب مسدود.
ولكن من رحم المعاناة والمجهود انطلق وليد جميل وهو لماذا نستمر في حالة الاحباط لماذا لا نغير واقعنا بأيدينا، كل انسان هو المسئول الأول والأخيرعن تشكيل رؤيته لظروفه وما يمر به، الفرح اختيار والنجاح اختيار رغم التحديات والصعوبات.
فوُلدت فكرة الحملة الاعلامية "أنت السيناريو .. السر فيك" لا أنكر أن هؤلاء الطالبات من أكثر الذين تعاملت معهم أبداعًا، ولكنهم أيضًا هن الأكثر مشاكسة إذ لا يقبلون برأي ما لم يقتنعوا به ولا يغيرون رأيهم بسهولة. فدارت بيننا محاججات ومناقشات طويلة، أنا بصفتي المشرف على المشروع وهم بصفتهم كل المشروع.
عرفت منذ البداية أنهن سيخرجون بعمل ابداعي، وحينما عرضوا أغنيتهم علي صفحة الفيسبوك حصدت أكثر من 20 ألف مشاهدة في أول 40 ساعة، وبدأت وسائل الإعلام تتواصل معهم لمداخلات تليفونية وبثت قناة دريم الأغنية كما استضافتهم المذيعة منى الشاذلي في برنامجها.
كان فريق العمل ومازال نموذج يحتذي به في التعاون وتحدى المعوقات، "دعاء أشرف" هي قائد الفريق، وهي المتحدي الأول للإحباط. وهي مؤلفة الأغنية التي حصدت الآف المشاهدات.
لم تكن تنحصر في أي معوق ولكنها كانت تتحدى دائمًا المستحيل وتقترح حلول خارج الصندوق.
"بسنت أحمد فاروق" نموذج رائع للمثابرة والعمل المستمر رغم تحدي الضغوط والوقت والتعب، كانت عيناها موضوعة على الهدف، كل عمل خرج من تحت يديها كان يتسم بالدقة والإبداع، صممت مئات البوسترات والإعلانات لنختار منها أفضل 5.
"مريم رجب" سافرت للقاهرة وبحثت داخل المكتبات لتكوين إطار نظرى قوي عن الحملة وكيفية مواجهة الإحباط.
وبينما تكتب كانت تبدع وتحول النظرى إلى فن ملموس. "منة الله خميس" ابنه الإسكندرية فنانة اشرقت صورها عبر الحملة، عالجت بلباقة كل الموضوعات، ووعدتني "هنبهرك ثقي فينا" وقد كان فخرجت حملة قوية متكاملة.
"نوران مجدي" الاسكندرانية المتغربة في بني سويف التي سافرت أكثر من مرة لمتابعة الطباعة وفصل الألوان.
"ريم عبد الجواد" إدارات الميزانية وقامت على جدولة الحملة بشكل احترافي يتناسب مع مديري انتاج لديهم خبرة طويلة في المجال.
"سمر محمد وأميرة على" مهندسي تنظيم اليوم الترويجي والاحتفالية وعرض الأعمال والأدوات الترويجية المصاحبة وتقديم التقارير وترتيب الأفكار.
كنت أتأمل كثيرًا مدى إصرارهم وعزيمتهم. شبابنا الغالي لديه قوة ضخمة لتحدي المستحيل، ولبذل الجهد والعمل بمهارة.
فالسيناريو يخرج من داخلهم بتحدى الاحباط ومواجهة المستقبل بالأمل.
وبينما يبذلون الجهد كلل الله مجهودهم وساعات العمل الطويلة بتقدير لجنة التحكيم وبتناول الإعلام لحملتهم بشكل موسع.
بناتي الأعزاء ... وفقكم الله وسدد خطاكم.