عاجل
السبت 23 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
"صلاح الدين"!

"صلاح الدين"!

بقلم : محمد نوار

في حوار تلفزيوني قال الكاتب د. يوسف زيدان إن صلاح الدين الأيوبي واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني، فقد قام بحرق مكتبة القصر الكبير، وارتكب جريمة إنسانية ضد الفاطميين عندما عزل الذكور عن الإناث حتى يقطع نسلهم.




وطبقاً لابن خلدون، فإن صلاح الدين أحرق مكتبة الحكمة في القاهرة بعد اسقاطه للفاطميين، لأنها كانت مكتبة شيعية عقائدياً وفكرياً.


أما تصفيته للأسرة الفاطمية، فهذا ما كان يفعله الحكام عبر العصور بتصفيتهم للعائلات الحاكمة السابقة، فعلها العباسيون بتصفيتهم للأمويين، وفعلها محمد علي بتصفيته للمماليك، حيث وصفه الإمام محمد عبده بالوحشية، لكنه لم يصفه بالحقارة.


وخلال الحروب الصليبية 1291-1096م، كان العنف الدموي شائعاً، ومع ذلك اختلف صلاح الدين عن القادة وقتها بمعاملته الحسنة للمهزوم، حتى كتب عنه المستشرق الفرنسي "ألبير شاندور" كتاب: "صلاح الدين الأيوبي.. البطل الأنقى في الإسلام".


واعتبر المؤرخ الإنجليزي أميروتو أن: "أكبر حدث في تاريخ الحروب الصليبية هو ظهور صلاح الدين، باعتباره من رعاة العلوم والمعارف، ومثالاً طيباً في الوفاء بالعهد، ومناقضاً للحكام الصليبيين الذين كانوا همجاً وبرابرة".


وقال المؤرخ الإنجليزي مالكوم كاميرون: "صلاح الدين لا يقل عن نابليون في الجدارة لقيادة العالم الشرقي".


ومن التناقضات أن زيدان ينتقد سيرة صلاح الدين مع أنه سخر ممن ينتقد سيرته الشخصية، وقام بتجهيل من حاول نقد صحيح البخاري، مع أنه رفض حادثتي الإسراء والمعراج المذكورتين فيه.


وفي 2010 كتب مقال: "الناصر أحمد مظهر"، فقال: "لم يكن صلاح الدين هو ذلك البطل الذي تم الترويج له"، وقال أيضاً: "من أراد أن يرى صورة سينمائية، أقرب إلى الواقع التاريخي، فعليه بأن يشاهد فيلم مملكة السماء".


استشهد بفيلم وهو القائل: "إن التاريخ في المخطوطات وليس في الأفلام"، والفيلم للمخرج الإنجليزي "ريدلي سكوت" 2005، ومرجعيته مصادر غربية، ويظهر فيه صلاح الدين ليس مثالياً كفيلم الناصر صلاح الدين، ولكنه ليس حقيراً كما صوره يوسف زيدان، فالتشكيك ليس مهنة، والتشويه ليس هدفاً للباحث، والنقد يتم بمنهج علمي موضوعي وليس بالشتائم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز