عاجل
الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
شباب الساموراي في البرنامج الرئاسي

شباب الساموراي في البرنامج الرئاسي

بقلم : عبدالجواد أبوكب

منذ اللحظة الأولي التي تم فيها الإعلان عن البرنامج الرئاسي لتمكين الشباب قامت الدنيا ولم تقعد، وشن المتناحرون هجوما بالاتفاق علي التجربة التي لم تكن قد بدأت بعد، وما بين إنتقاد من هنا وتهكم من هناك، وتجاوز "وقح" من منطقة ثالثة، بدأت التجربة ومعها حملات التشويه التي إستخدمت فيها كل الأسلحة حتي النيران الصديقة.
 
ولم يكلف أحدا منهم خاطره لرصد تجربة تحظي بدعم رئاسي غير مسبوق، من منطلق الوطنية التي يتشدقون بها ومن منطق أن التجربة قد تكون مفيدة لمصر ونهضتها أو حتي إستقرارها كدولة صاحبة تاريخ كبير وتستحق الأفضل، ومن "الفسل" الصغير وحتي الكابتن حازم عبدالعظيم الذي أبعد عن مربع المناصب فقرر هدم المعبد كفيل يتحرك في محل خزف، وباتت السهام موجهة طول الوقت لشباب كان غالبيتهم الأفضل بين أقرانه، وهو ما جعل البعض يسأل عن التجربة والي أين وصلت؟
 
وبإعتباري أكثر الراصدين لهذه التجربة وربما أكبر المتحمسين لها سأجيب من زاوية المتابع بإخلاص والراصد بوطنية مجردة لتجربة لن تكون أبدا ملائكية لأن الكمال لله وحده لكن تفاصيلها تؤكد علي الجهد الكبير الذي يبذل، والشفافية الكاملة التي تحكم الضوابط والخطوات.



تبدأ التجربة بالتقدم الذي يتم إلكترونيا وبعدة شروط لا يمكن تجاوزها بـ"الواسطة والمحسوبية" لأن النظام يعتمد طريقة الاختيار العادل وفق توافر الشروط في المتقدم ويتم ذلك عبر الموقع الالكتروني مباشرة وبعدها تبدأ مرحلة تقييم الاستمارات والتأكد من صحة البيانات، ويجتاز بعدها المتقدم اختبارا كتابيا باللغتين الانجليزية والعربية حتي يصل أخيرا لمرحلة المقابلة الشخصية مع لجنة تقييم متخصصة وبعد أن يجتاز كل هذه المراحل بنجاح التي يبلغ بنتيجته فيها عقب كل مرحلة، يصبح عضوا بالبرنامج.

ويستوجب البرنامج توافر مهارات  التحليل والقدرة علي التعلم والتواصل الفعال والاصرار والمثابرة في طلاب البرنامج الذي يبدأ بعد ذلك إكسابهم المهارات والخبرات اللازمة للترقي للمناصب القيادية في زمن قياسي، وهو الأمر الذي يحاول البعض جعله منصة هجوم علي البرنامج في حين أنه النقطة الأقوي فيه، لأنه لم يهتم بالجملة السائدة وهي"تمكين الشباب"، وإعتمد قاعدة "تمكين الشباب المميز" بمعني أنك قد تضع شابا وفق قاعدة السن في موقع قيادي  دون أن تتوفر فيه المواصفات المطلوبة فيفسد المنصب وينهي الفكرة من الأساس وهو ما يحدث في عدد من الأماكن التي رفعت لافتة"دعم الشباب" وطبقت قاعدة السن فجاءت النتائج كارثية .
 
ومن يعرف الشباب المشاركين سيجد أن الاختيار في أغلبه صادف مجموعة من الشباب الذي يمتلك صفات قيادية وكان مميزا قبل دخوله البرنامج، لكن المشاركة أضافت  له وأكملت الأجزاء الناقصة  وجهزته لتولي المسئولية مباشرة دون إنتظار لسلم الروتين وقفزات السلحفاة الوظيفية، وقد كنت مهتما علي المستوي الشخصي برصد شيئين، الأول مدي تطور آدائهم في وظائفم الأصلية لأن عددا كبيرا منهم يعمل في وظائف مرموقة بالفعل وقد أدهشني هذه التطور الكبير في كل الجوانب بما فيها المجالات التي يعملون فيها ولذلك كان طبيعيا أن يصل بعضهم لمرحلة تقييم آداء وزراء حاليين وطرح حلول عملية للمشاكل التي تعاني منها الوزارات التي يتولون مسئوليتها.
 
والثاني وكان من وجهة نظري الأهم، وهو هل تغير شباب البرنامج الرئاسي وبدأو يستغلون الأمر ويرفعون شعار" إنت متعرفش أنا مين"، وحقيقة إرتاح بالي للنماذج التي رصدتها حيث لم يحدث أن فعل أي منها ذلك أو أساء إستخدام الأمر وقصر في عمله، بل أن بعضهم لا يعرف زملاه أنه في البرنامج الرئاسي أصلا.
 
ولعل هذا التواضع الذي يزرعه البرنامج في نفوسهم هو الذي يجعلك لا تعرف مكانتهم أو مناصبهم في المجتمع عندما تشارك في  أحد مؤتمرات الشباب وتجدهم جنودا ولا أكثر في التنظيم والاعداد والترتيب لفعاليات المؤتمر وأوراقه البحثية، وحتي عندما يعرضون أوراقهم ومشاركاتهم يعودون بعدها لموقعهم في التنظيم علي أكمل وجه ويفسحون المجال في كل وقت لممثلي الأحزاب والشباب المشارك من خارج البرنامج في تصرفات تؤكد علي رسالة الدولة ومؤسسة الرئاسة والتي تقول أن الترويج لفكرة إحتكار شباب البرنامج للمواقع القيادية فتنة يطلقها البعض لتشويه البرنامج والمشاركين فيه رغم أنه جاء ليكون قدوة للجميع في كيفية إعداد الشباب وتأهيله بالشكل المناسب للقيادة دون أن يكون ذلك عائقا أما باقي شباب مصر لتولي المناصب القيادية في المؤسسات المختلفة.
 
ومتابعة شباب البرنامج الرئاسي في طريقة حياتهم ستشعرك أنهم يحاولون بذل أقصي جهد ممكن لاثبات  إمكاناتهم، فبالاضافة إلي مهامهم الدراسية يؤدي كل منهم عمله في مكانه الأصلي علي أكمل وجه ويشارك في الفعاليات العلمية والمهنية المتعلقة بتخصصه، ويقوم بالدور الوطني المطلوب منه كما شاهدنا في حملة تأييد السفيرة مشيرة خطاب لتولي المنصب الأول في اليونسكو، ومن البرنامج إلي الحياة العملية ستندهش من آدائهم الهاديء سواء في المواقع التي يعملون بها أصلا أو تلك التي إلتحقوا بها مؤخرا بداية من التطوير الاداري والابتكار وانتهاءا بالمساعدة في كشف الفساد، فهناك مثلا الدكتور الجامعي الذي يدرس الاعلام في إحدي جامعات الأقاليم والذي إلتحق باحدي الجهات السيادية فأضاف للمنظومة الجادة التي كانت موجودة وقدم جانباً مبتكرا في الآداء، وهناك الباحث المهم الذي سيكون أحد الأسماء البارزة في مجال الطاقة النووية وأحد الرموز المصرية في المجال خلال السنوات القادمة، وهناك المهندس الواعد المتخصص في الانشاءات المدنية والأنفاق، ورابع متخصص في الأشعة التداخلية وأحدث ما فيها، وخامس سيكون له بصمة في بحوث وصناعة الأدوية، وغيرهم من النماذاج العابرة حتي للحدود في تمثيل مصر في مجالات تخصصها.
 
ورغم أن أي تجربة سيكون لها ما لها وعليها ما عليها لكن النتائج في البرنامج الرئاسي لتمكين الشباب ستدفعك –إذا كنت منصفا- لتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح التجربة وعلي رأسهم  رجال المهام الصعبة في مكتب  الرئيس عبدالفتاح السيسي الراعي والداعم الرئيسي للتجربة، وكنت أتمني أن أذكرهم إسما إسما لولا حساسية مواقعهم، وستتأكد وقتها أن غالبية خريجي البرنامج ليسوا شبابا عاديا، ولكنهم مقاتلو ساموراي من طراز خاص بصبغة مصرية ووطنية خالصة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز