

ألفت سعد
الموت داخل كيس بلاستيك (1)
بقلم : ألفت سعد
من أهم المخاطر البيئية و الكوارث التى تهدد وتصيب صحة الانسان و البيئة فى مصر الاستخدام المكثف للأكياس البلاستيك التى كانت السبب الرئيس للإضرار بالحيوانات والكائنات البحرية و التنوع البيولوچى فى معظم أنحاء مصر و رغم علمى بمدى خطورة تلك الأكياس إلا أن الندوات التى أقامها مركز البيئة والتنمية للأقليم العربى و الأوربي " سيدارى " بالتعاون مع وزارة البيئة و برنامج الأمم المتحدة و مشروع سويتش ميد بالاتحاد الأوربي كشفت ارقام و حقائق وصور خطيرة لآثار الاكياس البلاستيك من خلال دراسة وافية قدمها مركز تكنولوچيا البلاستيك بالأسكندرية و حرصت سيدارى على إشراك كافة الأطراف المعنية من منتجى الاكياس و بائعيها و مستهلكيها اضافة الى الجمعيات الأهلية و وسائل الاعلام و الإعلان و خبراء البيئة .
من أهم ما أشارت إليه الدراسة أن حجم استهلاك المصريين يبلغ ١٢ مليار شنطة بلاستيكية بما يعادل ٢ مليار جنيه سنوياً و ان متوسط استخدام الفرد فى مصر ٢٥ كيلو جرام بلاستيك سنويا و أنه يتم انتاج ٢٨ ٪ فقط من مكونات الأكياس محلياً و الباقى يتم أستيرداه بالعملة الصعبة و أن حجم نفايات البلاستيك يصل ٧٩٠ ألف طن يتم القاءها فى المخلفات و ٥٠٪ منها يتم حرقها لتبعث فى الجو غاز الدايوكسين المسبب للسرطان كما ان الدولة تخسر الملايين سنوياً نتيجة إلقاء آلاف الاكياس داخل المصارف و المجارى المائية مما يؤدى الى انسدادها و كسرها و أيضاً المواشى و الأغنام التى يتم تركها تأكل من المخلفات الغذائية داخل الاكياس فتتناول قطع من البلاستيك مع الطعام فإما تختنق أو تصاب بالتلبك المعوى و تنفق فى الحالتين و كلنا نرى ما اصاب جميع الشواطئ المصرى من كميات الاكياس التى تدخل البحر مع الامواج مما تقضى على التنوع البيولوجى البحرى فتلتف حول الشعاب المرجانية فتمنع عنها ضوء الشمس و تيارات المياه المتجددة وهجوم قناديل البحر على الشواطئ المصرية كان نتيجة انقراض السلاحف البحرية التى تعيش فى غذائها على القناديل و للأسف تقبل السلاحف على كيس البلاستيك اعتقاداً انه قنديل فتختنق به .. وهنا اشارت الدراسة أن كل ميل بحرى من المحيطات يضم ٤٦ ألف قطعة بلاستيك مسئولة عن وفاة اكثر من مليون طائر وكائنات بحرية كما ان اكياس البلاستيك تتطاير فوق الأشجار و النباتات و الثمار لتحجب عنها الضؤ و الأكسجين بما يؤثر على نموها .
إن مشكلة الاكياس البلاستيك جد خطيرة و تستدعى الكتابة عنها اكثر من مرة لأن معظم البلاد المتقدمة تخلصت تماماًً من تلك الاكياس و شاركتها دولة المغرب العربية فالمسئولية فى مصر مشتركة بين الأطراف التى أشرنا اليها و الآثار الاقتصادية المدمرة تتزايد مع زيادة اعداد الاكياس و سوء استخدامها وذلك يستلزم مقال آخر .