

بقلم
ألفت سعد
الموت داخل كيس بلاستيك ( ٢ )
12:00 ص - الأحد 20 أغسطس 2017
بقلم : ألفت سعد
فى المقال السابق استعرضنا الأخطار المخيفة للاستخدام السئ لأكياس البلاستيك فى مصر و بقى لنا ان نحذو حذو البلاد التى ألغت استعمال الاكياس تماماً أو التى أنتجت اكياساً قابلة للتحلل .. فالبلاد التى ألغت البلاستيك استعانت بأكياس الورق أو اكياس القماش و بالفعل نحن نرى فروع المحلات العالمية فى مصر سواء محلات الأطعمة الشهيرة أو محلات الملابس و المصنوعات الجلدية قد التزمت بأداء سياسة سلاسلها التجارية فى الخارج بوضع البضاعة المباعة فى شنط ورق أو قماش لكن المشكلة تكمن فى كمية المصانع التى تنتج الاكياس على مختلف أنواعها الجيدة و الرديئة بأسعار رخيصة و ذلك يؤدى إلى خسائر كبيرة تنال الاقتصاد القومى جراء استخدامها كبيرة للغاية ناهيك عن خسائر صحة جميع الكائنات الحية و البيئة فى مصر .
المسئولية الكبرى هنا تقع على عاتق الاجهزة التنفيذية المعنية بالبيئة بفرض تعديل أساليب تصنيع البلاستيك فى مصر لتحويلها الى اكياس صديقة للبيئة تتحلل بعد وقت قصير بحيث لا يتم حرقها لأن الاكياس العادية غير قابلة للتحلل العضوى فيضطر معظم المتعاملين مع المخلفات الى حرقها و حتى لو كان هذا التعديل مكلف لأصحاب المصانع فيجب على الدولة أو الجهات المانحة دعم هذه المصانع ليتم تصنيع كيس غير مضر بالبيئة .. خاصة لو علمنا ان حجم الاستثمارات فى قطاع البلاستيك بلغ ١٢٠ مليار جنيه و أن قيمة الانتاج بلغت ١٤٠ مليار جنيه فى العام الماضى بينما بلغ حجم الصادرات حوالى ١٥ مليار جنيه بما يعنى صعوبة التخلى عن استمرار انتاج اكياس البلاستيك لذلك كانت مبادرة الحد من انتاج هذه الأنواع التى قامت بها سيدارى و وزارة البيئة لمناشدة المصانع المنتجة و الاسواق المستهلكة لتغيير أنماط الانتاج و توفيق أوضاعها بما يتوافق مع البيئة و تشجيع أصحاب السلاسل التجارية الكبيرة بشراء الاكياس المتحللة كخطوة استباقية قبل إصدار تشريع يُحد أويمنع تداول اكياس البلاستيك .
يتبقى أهم مكون للحد من استهلاك البلاستيك و هو المواطن لذلك لابد من إطلاق عدة حملات إعلامية و إعلانية لزيادة الوعى بمخاطر الاستخدام المتزايد لأكياس البلاستيك و العودة الى شنط القماش أو الشبك البلاستيك القديم الذى كانت تستخدمه معظم ربات البيوت و يمكن للمحلات الكبرى و الجمعيات الأهلية توزيع تلك الشنط مع إعطاء المحلات الكبرى حوافز للمواطن بإعطاءه خصومات على المشتريات مقابل عدم استخدامه اكياس البلاستيك .
تابع بوابة روزا اليوسف علي