عاجل
الأربعاء 12 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
لعب.. وجد !
بقلم
محمد نجم

لعب.. وجد !

بقلم : محمد نجم

بعد كأس السوبر بين ريال مدريد وبرشلونة لن أشاهد مباريات الكرة المصرية



من الذى يدير اللعب فى المسابقات المحلية؟، المدربون أم رؤساء الأندية؟!

كان عمنا المرحوم محمود السعدنى متابعًا جيدًا لمباريات كرة القدم الدولية والمحلية، وخاصة عندما يكون طرف المباراة الفريق الإسماعيلى.

وفى إحدى الليالى جلست بجواره فى نادى الصحفيين بالجيزة وهو يشاهد مباراة مهمة بين فريقى ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، ثم فوجئ بى منفعلا فى تشجيعى لأحد الفريقين وكثير اللوم والشتيمة لبعض اللاعبين لإضاعتهم الكرة بشكل غير مبرر من وجهة نظرى!، بينما كان هو مستغرقا فى المتابعة موجها لى بعض النظرات اللائمة بين آن وآخر.

ويبدو أنه لم يتحملنى كثيرًا بعد أن فاض الكيل به، وفوجئت به يسألنى بحدة: أنت بتشجع مين يا وله؟!، وسارعت بالإجابة: برشلونة طبعا يا عم محمود، فكان تعقيبه - المعتاد - برشلونة اللى لابس أزرق يا بن دين.. ..، وأنت عمال تشجع اللى لابس أبيض.. وده فريق الريال يا حمار، ياض لما أنت مالكش فى الكورة ماتقعد ساكت يا ابن دين.. .. !، وكان دفاعى: يا عم محمود أنا باجاملك وافتكرت إنك عايز الفريق الأبيض يغلب!، ودخلنا معا فى موجة ضحك طويلة حتى أغرورقت عيوننا بالدموع.

ومن بعدها حرّمت أناقش أى مشجع لأى فريق فى كرة القدم، نعم أحب الزمالك ولكنى لا أعرف أسماء لاعبيه، وأحيانا أشاهد بعض مبارياته فى التليفزيون الذى أسارع بإغلاقه بمجرد انهزام الفريق.. كما عودنا فى السنوات الأخيرة!

ومع ذلك.. أحرص جدًا على متابعة الفريق القومى فى البطولات الأفريقية، وكذلك مباريات كأس العالم فى كرة القدم التى تتكرر كل أربع سنوات، حيث أجد فى الأخيرة متعة نظرية وحسية بسبب حسن التصوير ومهارة اللاعبين وحسم الحكام واحترام اللاعبين والجمهور لقراراتهم أيا كانت تداعياتها.

أقول ذلك.. بمناسبة متابعتى لمبارتى نهائى كأس السوبر الإسبانى بين فريقى ريال مدريد وبرشلونة الأسبوع الماضى، حيث متعة المشاهدة والمتابعة والتعليق.. جمهور مهذب حسن التشجيع تشعر وكأنهم فى حفلة فنية، ولاعبين يملكون المهارات الفنية المطلوبة فى التعامل مع الكرة سواء بالرأس أو القدم، مع نعومة وسلاسة فى توزيع الكرة أو استلامها وترقيص الخصم بطريقة تدهشك، هذا بخلاف البنيان الجسدى السليم، وكما ظهر واضحا على اللاعب الشهير رونالدو بعد أن خلع فانلته عندما أحرز هدفه القاتل فى برشلونة فى المباراة الأولى!

أما التعليق.. فقد كان متعة أخرى.. سواء فى نبرة الصوت أو المعلومات أو استخدام «لازمه» جميلة عند إحراز الأجوان.

وكذلك كان «التحكيم» قرارات حاسمة فورية لا تردد فيها، مع أن بعضها كان متسرعًا أو خطأ من وجهة نظرى.. إلا أنها كانت حاسمة واستقبلها اللاعبون والمدربون والجمهور بصدر رحب وحتى عندما تجاوز رونالدو - وهو من هو - كان جزاؤه الحرمان من بعض المباريات بخلاف الغرامة المالية.

وأيضا لا يمكن التغاضى عن جمال التصوير وعرض الأحداث المهمة فى المباراة من أكثر من زاوية، ناهيك عن جمال الملعب وحسن منظره وسلامته من الناحية الفنية.

والآن.. هل تجوز المقارنة مع ما يحدث فى ملاعبنا ومن لاعبينا المحليين والعرب؟!

لماذا هم يأخذون أمورهم بكل جدية.. وحتى وهم بيلعبوا؟ واحنا بنعمل حاجة تانية خالص، بنشتم ونضرب وننطح الحكم بالروسية؟

وما رأيكم فى الفيدو المتداول على اليوتيوب بعنوان «الدرجة الثالثة شمال»؟!

وإيه حكاية كل فريق يتغلب.. يطلب إعادة الماتش أو يرفع قضية فى مجلس الدولة؟

ومين «الكوتشات» عندنا؟.. المدربون المتخصصون أم رؤساء الأندية؟!

احنا ليه بنهزر فى اللعب؟، مع أنه فن وبيزنس، فن ومتعة ناتجة عن مهارات اللاعبين فى منافسات شريفة، وبيزنس.. حيث هناك لاعبون بمئات الملايين ومدربون بمكافآت ضخمة، وتذاكر مباريات وحق البث الحصرى.. بخلاف الملابس والإعلانات.. إلخ.

قالوا.. لن ينصلح حال الرياضة المصرية إلا بتغيير القانون السائد، وعملنا القانون وأصدرناه، والآن.. مختلفون حول تطبيقه وتفسير نصوصه!، لماذا؟.. لأن كل «مسئول» فى منظومة الرياضة بصفة عامة.. لا ينظر إلا لمصلحته فقط، وأين مستقبل الرياضة فى مصر؟ وماذا عن حقوق الجمهور؟ وكيف نحقق «الانضباط الكروى» سواء فى ممارسة اللعبة أو فى متابعة الجمهور للمباريات فضلا عن نزاهة وجدية التحكيم؟!

يا اخوانا.. يا بتوع الكورة:

يا تلعبوا زيهم.. يا تبطلوا تحرقوا دمنا!

إيه الحكاية.. حتى فى «اللعب» خايبين فيه؟  

حفظ الله مصر.. وثبت أقدام لاعبيها!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز