عاجل
الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
مفهوم الصحافة الأدبية

مفهوم الصحافة الأدبية

بقلم : د. الأمير صحصاح

توجد عدة مفاهيم للصحافة الأدبية , فيشير اصطلاح "الصحافة الأدبية" في الغرب في الوقت الحاضر إلي الأسلوب الصحفي الذي يجمع بين مهارات التغطية الإخبارية التفسيرية باستخدام تكنيك الكتابة القصصية , وطبقاً لهذا المفهوم قد تكون "الصحافة الأدبية" علي شكل تحقيق صحفي أو مقال في مجلة أو كتاب إلا أن وظائفها الرئيسية تظل هي الإعلام والترفيه والتثقيف".



ويمكننا أن نعود باصطلاح "الصحافة الأدبية" طبقاً لهذا المفهوم في الغرب – وفي هذه الحالة في الولايات المتحدة الأمريكية بصفة أساسية – إلي الثلاثينيات من هذا القرن , ففي عام 1937 قام "أدوين .هـ .فورد" بتجميع بيبلوجرافيا للصحافة الأدبية , وكتب "فورد" في مقدمته يقول إن اصطلاح الصحافة الأدبية يمكن تعريفه علي أنه "الكتابات التي تقع داخل المنطقة التي تفصل الأدب عن الصحافة , فالصحفي الأدبي هو همزة الوصل بين الصحافة والأدب , والصحفي يجمع الأخبار التي تبين التيارات السياسية والاجتماعية ولكن داخل نطاق محدد "وعندما تترسخ هذه التيارات أو هذا الموقف بدرجة كافية في أفكار ومشاعر الناس بصفة عامة فإنها تكون بمثابة المادة التي يستقي منها الفنان أدبة" .

ومن ناحية أخري يري بعض الباحثين أن مفهوم "الصحافة الأدبية" يشير إلي الصحف الأدبية المتخصصة والصفحات الأدبية في الصحف العامة علي اعتبار أن الصفحات الأدبية في الجرائد اليومية والأسبوعية والمجلات الأسبوعية والشهرية العامة تشكل جوهر الثقافة التي يحصل عليها المواطن العادي القارئ للصحف .

ويلاحظ أن هذا المفهوم الأخير يخلط بين الصحافة الأدبية والمجلة الأدبية المتخصصة , ولتوضيح هذا اللبس ينبغي أن نفرق بين المجلة والصحافة الأدبية .

ويمكن تعريف المجلة الأدبية بأنها التي يكون للأدب علي صفحاتها أوفر نصيب بصورة كمية أو كيفية , بمعني أن تكون الغلبة للأدب في المساحة المنشورة أو يكون الاهتمام الأول للأدب فيما تنشره وتتناوله.

ويري البعض أن "المجلة الأدبية" وإن كانت تخضع لأهم خصائص ومواصفات المجلات الأخرى من حيث الحصول علي تصريح بالصدور وما يتصل بعامل الدورية – أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو غيرها – إلي جانب معالم الشكل الأساسية كوجود الغلاف والتقسيم إلي ملازم وما يتصل بجهة الصدور وأسرة التحرير , إلا أنها عند هذا البعض , وعلي الرغم من ذلك لا تعتبر عملاً صحفياً.

أما الصحافة الأدبية فتطلق علي الأبواب المتخصصة في الصحف اليومية والمجلات العامة فقط , ويري الدكتور محمود أدهم أن هذا الرأي لا يتفق مع الواقع ويقول "إن المجلة الأدبية تدخل ضمن حدود الصحافة بمفهومها المتسع الذي يشمل الصحف والمجلات بصفة عامة.

وعلي الرغم من أن الصحف اليومية والمجلات العامة في كثير من دول العالم بما فيها الدول العربية أخذت في تبويب الموضوعات التي تنشرها الصحيفة أو المجلة تحت عناوين تشير إلي نوع التخصص , فإن هذا النوع من الصحافة لا يمكن وصفة بصحافة متخصصة ,لأن الصحافة المتخصصة كما يشير الباحثون يجب أن يتوفر فيها ركنان أساسيان هما : المادة المتخصصة والجمهور المتخصص من القراء, ومثل هذا النوع من الأبواب المتخصصة التي تقدمها الصحف العامة لا تعطي لهذه الصحف صفة الخصوصية , ولكنها تعطيها صفة الشمولية لتلبية احتياجات القراء.

وهذا المفهوم للصحافة الأدبية بوجه عام يختلف أيضاً عن المفهوم الغربي للصحافة الأدبية الذي يتسع ليشمل كافة الكتابات التفسيرية التي تستخدم تكنيك الكتابة القصصية .

ويمكن وضع مفهوم محدد لمصطلح "الصحافة الأدبية" علي أنها المادة الأدبية في الصحف اليومية والمجلات والصحف الأسبوعية والشهرية العامة والتي تستهدف الجمهور العادي القارئ للصحف".

وفي ضوء هذا المفهوم يشير مصطلح "الصحافة الأدبية" إلي الأدب في الصحف والمجلات العامة وما يدور حوله وما يتناوله من موضوعات تشكل في مجموعها مادة الصحافة الأدبية .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز