الشبورة القاتلة !

بقلم : جورج أنسي

ربما لأول مرة منذ زمن بعيد، تتخذ السلطات المصرية إجراءات إحترازية فعلية على أثر إزدياد الشبورة خلال اليومين الماضيين، والتي تسببت في حوادث مرورية مروعة على بعض الطرق السريعة.

ولعل تحرك إدارات المرور جاء بعد مناشدات إعلامية كثيرة، نتج عنها مجموعة من التحذيرات والنصائح التي تحث قائدى السيارات على إتباعها، بل وصل الأمر إلى إغلاق بعض الطرق- أمس الاثنين- بعد أن وصلت الشبورة إلى معدل يمنع الرؤية لمسافة كيلو متر تقريبًا، مما يشكل خطرًا على أرواح مستخدمى الطرق السريعة.

وفى جميع دول العالم المتقدم تؤخذ النشرات الجوية على محمل الجد، مع إلتزام كامل من جانب المواطنين بتعليمات الأجهزة المسؤولة لمواجهة الظروف الجوية القاسية ؛ خاصة ما يتعلق بهطول الأمطار وتساقط الثلوج وكثافة الشبورة المائية على الطرق الحيوية، وبالتالى فهي تتصدر- تلك النشرات - جميع وسائل الإعلام لما لها من أهمية كبيرة في تسيير حياة البشر.

أما لدينا في مصر، فإننا نتعامل مع تلك النشرات بمنطق الإستخفاف واللامبالاه، بل والتهكم على الهيئة المنوط بها رصد التوقعات الخاصة بالطقس سواء على مدار اليوم أو الأسبوع، وهي سمة ننفرد بها في تعاملنا مع جميع أمور حياتنا، بأخذ بعض الموضوعات المهمة بعدم إكتراث أو بصورة (إتكالية) بعيدًا عن العلم والتطور التكنولوجى في الرصد والتنبؤ على أساس علمى- معرفى!!

هذة الشبورة القاتلة، وتحرك المسؤولون هذه المرة لتقليل الخسائر البشرية والمادية، يعد من أكبر المكاسب التي نأمل في البناء عليها، بإستمرار حالة الوعي من جانب الأجهزة المسؤولة متبوعة بإنصياع تام من جانب المواطنين، وهي كلها أمور لم نتعود عليها ولم نهتم يومًا ما بها، ولكنه بات الآن أكثر إلحاحًا وضرورة !.