عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تحذير للمرة الألف: الانفجار السكانى أخطر من الإرهاب!

تحذير للمرة الألف: الانفجار السكانى أخطر من الإرهاب!

بقلم : محمد هيبة

أظهرت آخر إحصائية للتعداد السكانى أننا زدنا نصف مليون نسمة فى ثلاثة أشهر.. ما شاء الله.. ربنا يزيد.. ربنا يبارك.. ما هذا الإبداع.. والإنجاز الرائع.. قد يكاد يكون الشيء الوحيد الذى يبدع فيه المصريون وينجحون فيه ويضربون الأرقام القياسية العالية هو معدل  الإنجاب والزيادة السكانية!.. هذا على الرغم من كل ما يعانيه المواطن المصرى بصفة خاصة والشعب بصفة عامة من أزمات اقتصادية  وتوفير لقمة العيش والسكن والتعليم والصحة وخلافه..
نجده على ما يرام وصحته بمب وحالته المزاجية تسمح له أن يستمر فى مسألة الإنجاب بصورة إيجابية.. وكأن شيئا لا يؤرقه ولا ينغص عليه حياته فى مستقبل هذا البلد أو فى واقعه الذى يعيش فيه أمر العيش.
المصريون يسيرون بنجاح ساحق فى معدلات الإنجاب أكبر من مسيرتهم فى معدلات التنمية والبناء وتحسين الاقتصاد.. والتى حتى لو حدثت لن تظهر لها أى آثار إيجابية فى ضوء تلك الزيادة الرهيبة فى معدلات الزيادة السكانية التى تلتهم أى زيادة فى معدلات التنمية حتى لو زادت إلى الضعف.
الحكومة تبذل جهودًا جبارة فى إنشاء المشروعات والمصانع الجديدة وجذب الاستثمارات وشق الطرق والمحاور وبناء المدن الجديدة والمساكن الاقتصادية وتحاول القضاء على العشوائيات بخطى متسارعة.. وتبذل جهودا أخرى فى التعليم والصحة وخلافه.. ولكن للأسف كل هذا يذهب سدى أمام عادات وثقافات وسلوك إنسانى مصرى لا يعترف إلا بحقه فى الإنجاب فقط لأن الشرع أعطاه هذا الحق دون النظر إلى عواقبه.. هذا هو الفهم السطحى للدين عند الغالبية كذلك ففى الريف والمناطق العشوائية والصعيد وغيرها ينظرون إلى هذه المسألة نظرة اقتصادية لأن الأبناء يتسربون من التعليم مبكرا.. ويدخلون سوق العمل غير المنظم سواء فى فلاحة الأرض أو العمل على تكاتك فى المناطق العشوائية وقد أظهرت إحصائية مؤخرا أن هناك 2 مليون توك توك يعمل عليها أطفال يعولون أسرهم دون أن يلتفت الجميع إلى أن هناك 2 مليون قنبلة موقوتة فى الشارع بمشاكلهم وإدمانهم على المخدرات وغيرها.
والمشكلة أيضا فى الصعيد والمناطق الريفية أن الذين لا يعملون فى الزراعة.. يتجهون للهجرة إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل بنفس الثقافة والسلوك، فمثلا بواب عمارة قدم للعمل من الصعيد وأحياء الهرم وأكتوبر وحدائق الأهرام تضج بهم.. لديه أربعة أبناء.. ابن من زوجته الأولى وثلاثة من زوجته الثانية.. وهى حامل فى الرابع لها والخامس له.
وفى الأوساط الثقافية الأعلى مثل الطبقة البرجوازية والوسطى التى كانت تسير وفق الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة من الستينيات بأن الأسرة السعيدة تنجب اثنين فقط، نجدها الآن لا مانع لديها.. ولدى العديد من الأسر فى هذه الطبقة من إنجاب الطفل الثالث.. وما المانع والفارق بين طفلين أو ثلاثة.. ولو تعلمون كم يكلف الدولة هذا الطفل سنويا لما فكر الأب والأم فى هذه المسألة تماماً.
نصف مليون نسمة فى ثلاثة أشهر أى 2 مليون شخص يزيدون كل عام وهذا رقم مفزع ومخيف.. ولا نجد من ردود أفعال وجهود رسمية من الدولة سوى بعض الحملات الإعلانية والإعلامية التى لا يستمع إليها أحد. المسألة أعقد من هذا، مسألة تخص السلوك الاجتماعى والدينى والعادات والتقاليد البالية التى تسيطر على المجتمع.. ولقد ذكرت فى مقال سابق على صفحات صباح الخير أن الزيادة السكانية والانفجار السكانى أخطر على مصر من الإرهاب.. فعلا فها هو الإرهاب ينحسر ويندحر ويترنح تحت وطأة العملية الشاملة سيناء 2018 التى ستأتى بنتائج إيجابية ملموسة بإذن الله تجعل مصر خالية من الإرهاب.. لكن المشكلة كيف نواجه الإرهاب اليومى الذى نعيشه ويطحن عظامنا يوميا ألا وهو الانفجار السكانى.
السؤال المحير والمؤرق: إلى متى ستظل الدولة عاجزة عن مواجهة هذا الإرهاب السكانى رغم أن الدولة والحكومة هى التى تدفع الثمن الأكبر ، ولقد سمعنا عن مبادرات أعلنها الرئيس السيسى منذ عدة أشهر عن مشروع قومى لمواجهة الزيادة السكانية، والحقيقة أن الدولة عليها أن تواجه هذه المشكلة بالقوة بالتشريعات المنظمة، فالدولة لن تستطيع أن تحدد الإنجاب بطفل واحد لكل أسرة، لكن فى الوقت نفسه الدولة عليها أن تعيد النظر فى السياسات السكانية وسياسات الدعم المطلق ، فالدولة يجب ألا تتحمل الدعم سوى لطفل واحد فى الأسرة أو طفلين على الأكثر لا تتحمل الدعم فى رغيف الخبز والتموين والتعليم والعلاج والصحة والتعليم الجامعى، لذا أى طفل يزيد عن اثنين تتحمل أسرته تكاليفه وأكله وشربه وتعليمه وعلاجه منذ ولادته سواء بأن يكون الطفل الأول تتحمل الدولة الدعم عنه كليا والثانى 50 ٪ فقط، والثالث لا دعم له، وهناك آليات أخرى تستطيع الدولة البحث عنها وتطبيقها على أرض الواقع.. سواء بالحملات الإعلامية.. والخطاب الدينى المتخلف حاليا.. وأيضا الإعلان عن منح ومزايا إذا التزمت الأسرة بتنظيم الإنجاب والنسل لمواجهة هذه الظاهرة المفزعة.. إن أخطر القضايا أمام الرئيس السيسى فى فترة رئاسته الثانية قضيتان أساسيتان.. الزيادة السكانية الرهيبة والأمية.. وهما قضيتان بدون حلهما معا.. لن تتقدم مصر شبرا واحدا.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز