عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صواريخ "نص الليل" !
بقلم
كرم جبر

صواريخ "نص الليل" !

بقلم : كرم جبر

ما يحدث بالفعل "مسخرة"، وآسف لاستخدام تلك الكلمة.



فبعد "رخات" الصواريخ الليلية، الذكية الجميلة اللذيذة، قالت وزارة الدفاع الروسية، أنه لم تحدث أضرار بشرية.. إزاي، فلو كانت الغارات على "مقابر" لمات الأموات.. وأين كانت روسيا التي هددت باستخدام ترسانتها النووية ضد أي هجوم.. لماذا صمتت واختفت؟ وهل أبلغتها الدول الثلاثة بالغارات قبل حدوثها؟.. وإذا صح ذلك، فهل علم الروس وخافوا، أو لم يعلموا وخُدعوا؟ أم ما يحدث متفق عليه من الجميع، ويجرى إخراج المشهد بفبركة عالية؟

 

"مسخرة"، عندما خرجت علينا وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورانس بارلي"، بعد الغارات بساعات، ترتدي زياً أسوداً، وتستعرض عضلاتها وكأنها حققت انتصاراً عسكرياً تاريخياً، وحمل ظهورها كل مشاعر الاستفزاز، فهل هانت أوضاع العرب إلى هذا الحد؟.. وتتباهى بالقول "لقد حذرنا روسيا قبل تنفيذ الضربات"، وقبل الضربة بساعات قالت فرنسا أنها لا تستهدف حلفاء الأسد، وتقصد روسيا وإيران.. إذن من استهدفت ؟

 

"مسخرة"، وبعدها بساعات ظهرت رئيسة وزراء بريطانيا بجاكت كحلي، لتقول عبارتها التاريخية "الضربات ليست لتغيير النظام بل لمحاسبته".. وما أحلى القول المرتبك، فنصف الجملة لها ونصفها الآخر عليها.. لأن صواريخ "نص الليل" الذكية الجميلة اللذيذة لا تعرف الهزار، ولا تعرف الفرق بين "التغيير" و"المحاسبة"، وإذا انقضت على مكان، تركته خراباً ودماراً وأنقاضاً.

 

وانفتحت شهية كل المعازيم في المستنقع السوري، لعقد المؤتمرات الصحفية، والإدلاء بالتصريحات الهادئة والنارية، وجاء بيانها كالتالي:

1- اتفق أشرار العدوان الثلاثي، على أنهم لا يستهدفون إسقاط بشار الأسد، وهذا تغيير درامي غامض في الموقف تجاه النظام السوري، سببه أن القضاء على بشار لن يجعل لوجود التحالف الدولي والإقليمي، مبرراً للاستمرار في سوريا.. "ذهب من أتيتم من أجله، فلترحلون"، وهم لا يريدون الرحيل.

 

2- جاءوا من أجل الكيماوي، وافترضوا أن من يمتلكه هو بشار وحده، رغم المعلومات المؤكدة من كل الميليشيات المتصارعة في سوريا، تمتلك الكيماوي وتستخدمه، ولكن هم يريدون فقط كيماوي بشار بدون بشار.

 

3- عملية عسكرية رهيبة، بمشاركة أقوى ثلاثة جيوش في العالم، دون سقوط ضحية واحدة.. كيف؟.. لو كانت خناقة في أي حارة لسقط فيها قتيل واثنين.. فهل هي مثل صواريخ الأطفال في العيد؟.. أم اتفقوا جميعاً على زرع الإنسانية في قلب الصاروخ، فاستخدم ذكاؤه في تدمير الكيماوي، دون المساس بأي إنسان؟

 

4- التوقيت .. قبل انعقاد القمة العربية في الدمام بيوم واحد.. يعني جليطة وسفالة ووقاحة، وكان في وسعهم أن يؤجلوا "الضربة" حتى تنتهي "القمة"، فلعل وعسى يصدر عنها قرار، يدعم الحل السلمي ويخفف المعاناة عن السوريين، ويقرِّب وجهات النظر المتضاربة بين الأشقاء العرب، في قضية لا ينبغي أن يختلفوا بشأنها.

 

5- مجلس الأمن.. أصبح مثل "خيال المآتة"، لا يخيف الغربان ولا حتى العصافير.. وتحداه الجميع "هنضرب، هنضرب.. وافقت أم لم توافق.. بالفيتو وبدونه"، وبتكرار هذه الإهانات المتعمدة، سيجد مجلس الأمن نفسه مثل الرجل العجوز، الذي يستخر منه أطفال العالم.

 

6- فَرِح العرب وهللوا وكبروا بعد سقوط "صدام العراق"، فخرجوا من "نقرة" ليقعوا في "دحديرة" كما يقول المثل، وفي أمتنا من يلدغ من الجحر مرتين وثلاثة وعشرة، رغم أن الشواهد تؤكد أن سقوط "بشار دمشق"، سيسلم سوريا "تسليم مفتاح" لإيران.

 

ما حدث "ليلة السبت" مسخرة، وهم جميعاً متأكدون أن الصواريخ لن تطيح ببشار، ولن تضع حداً للكيماوي. وانها مجرد ظاهرة صوتية لاحداث فرقعة سياسية.

ينطبق عليهم ما قاله إيليا أبو ماضي: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز