عاجل
الأحد 2 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أكتوبر.. العبور الجديد

أكتوبر.. العبور الجديد

بقلم : محسن عبدالستار

مصر من البلاد التي منحها الله، عز وجل، الخيرات والموارد الطبيعية، وأنعم عليها بشعب من أشجع الشعوب، مما جعل الكثيرين ينظرون إليها بعين الطمع، فكانت لأعدائها بالمرصاد.. لقد برهن شعب مصر العظيم، من عهد الفراعنة- حتى الآن- أنه شعب شجاع يأبى الذل والهوان، ومهما مرت به المحن والشدائد فهو أقوى من المحن وأصلب من الشدائد.



في حرب العزة والكرامة، السادس من أكتوبر، استطاع هذا الشعب وقواته المسلحة هزيمة الأسطورة الإسرائيلية، التي كانت تروج بأن إسرائيل بها جيش لا يقهر، وأن خط بارليف لا يستطيع أحد عبوره مهما كان.. لكن القوات المصرية نجحت في عبور قناة السويس، واجتاحت تحصينات العدو، وحطمت خط بارليف وهزموا الجيش الذي لا يقهر.. وفرضت سيادتها على قناة السويس والأراضي المصرية، في ست ساعات، ليتأكد للجميع قوة وعظمة المصريين، وغرور وتوهم الكيان الصهيوني.

لقد أصبح السادس من أكتوبر عيدًا، يحتفل فيه الشعب المصري العظيم مع قواته المسلحة بذكرى انتصاراته المجيدة، فهو اليوم الذي حقق فيه المصريون خاصة والعرب عامة الانتصار العظيم على دولة الكيان الصهيوني.

وصدق بطل الحرب والسلام الرئيس السادات حين قال: "لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان، لكنه تحطم في عام 1973، كان هذا الجدار جدارًا من الحرب النفسية المستمرة، في التهابها وتصاعدها، كان جدارًا من التخويف بالقوة على اكتساح الأمة العربية، من أقصاها إلى أقصاها، والترويج بأننا أمة تحوّلت إلى جثة بلا حراك، ومنكم من قال: إنه حتى بعد مضي 50 عامًا مقبلة، فلن تقوم للعرب قائمة من جديد"، فكان الانتصار والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وفي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، لا تزال قواتنا المسلحة تخوض معركة مع التنظيمات الإرهابية، لتطهير سيناء من الإرهاب نهائيًا.. فإنها في الوقت ذاته تقود معركة لا تقل أهمية عن تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن، وهي معركة البناء والتعمير والاهتمام بالتعليم، والصحة، وتغيير حياتنا للأفضل، إيمانًا بأن التنمية هي السلاح الأهم في القضاء على الإرهاب ومموليه، وأن التعمير هو الدرع التي ستحقق لهذا الوطن الأمان والترابط بين جميع أجزائه.

وظهر هذا جليًا في كلمة رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، في كلمته بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة حين قال: "لم تشغلنا هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند لمواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم، ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا، ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد".

 فلجأت الدولة، إلى إقامة المشروعات العملاقة لتحقيق تنمية شاملة في ربوع مصر عامة وسيناء خاصة، فظهر مشروع عملاق لتنمية أراضي سيناء الحبيبة، وهو أنفاق قناة السويس، التي تحقق نقلة كبيرة في إطار التنمية في هذه البقعة المباركة، فهي تعمل على سهولة حركة التجارة، وتقضي على العديد من المشكلات التي تعوق الحركة من وإلى سيناء، وتقلل من حجم المعاناة في الانتظار والعبور من الجهة الشرقية إلى الغربية والعكس، والتي كان يعاني منها المستثمرون، ما ينعكس على ارتفاع سعر التكلفة على المواطنين، فهي تقلل الوقت المستغرق في عبور النفق إلى عشر دقائق فقط من بداية النفق حتى نهايته، وتنفيذ أكبر مشروع مائي أسفل قناة السويس الجديدة، وهو مشروع سحارة سرابيوم- ويبلغ طولها 420 مترًا- لتوفير مياه الري والشرب لأهالي سيناء، مما يساهم في إحياء مناطق شرق القناة، ويربط محوري التنمية بين سيناء ووادي النيل.

وختامًا.. فإن هذا الشعب العظيم مع جيشه قادر على البناء، ومستمر في العطاء، ليقيم الدولة التي تفتخر بالمستقبل، كما تفتخر بتاريخها العظيم.

فتحية للشعب الأبي، الذي يبني الوطن، وتحية لجيشه العظيم الذي يحمي الأرض ويردع العدو، ولا يعرف إلا طريق النصر أو الشهادة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز