عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر تحتضن بيوت الله.. رسالة الحضارة

مصر تحتضن بيوت الله.. رسالة الحضارة

بقلم : أيمن عبد المجيد

 



مصر الحضارة والتاريخ، أرض الأديان السماوية، وأنبياء الله، عليهم صلوات الله وتسليمه، تزيل تراب عقود التخلف، لاستعادة رونقها وحضارتها.

ما حدث اليوم مؤشر على ذلك، رسالة، يلتقطها أولو الألباب، افتتاح مسجد أثري بعد اكتمال ترميمه، وزيارة كنيسة هي الأولى في مصر والقارة الإفريقية، تحتفل هذا العام بعيد ميلادها ١٥٠، وهو عمر يفوق أضعاف عمر دول في المنطقة، ترعى الإرهاب وتستهدف الحضارة.

 

افتتاح معبد يهودي بالإسكندرية، اليوم، بعد ترميمه، للحفاظ عليه كشاهد عيان على سماحة أهل مصر، ورعاية، أم الدنيا لبيوت الله، ورسالة تعايش لأجيال الحاضر وأجيال المستقبل.
جهد كبير الذي قام به اليوم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، في العاصمة التاريخية القاهرة، وفي عروس البحر الأبيض المتوسط، الإسكندرية، جولات مكوكية قام بها في زيارات لبيوت الله، وافتتاح ما انتهت أعمال الترميم بها.
قطعًا، كان بإمكان الوزير، تقسيم تلك الافتتاحات والزيارات على عدة أيام، يفتتح في كل منها أثرًا دينيًا، ويحظى كل منها بتغطية إعلامية، منفصلة، لكنه آثر أن يفعلها في أربع ساعات من يوم واحد، ويوم جمعة، ترى ما هي الرسالة التي أراد أو أرادت حكومة مصر، أن تبعث بها، وهل تلك الرسالة صادفت من التقطها بآذان صاغية وقلب مفتوح؟
أتذكر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنتدى شباب العالم، نسخة ٢٠١٨: «لا تمييز بين رجل وامرأة، ولا تمييز بين دين ودين، الكل سواء، وهذا لا يكون بالكلام بل بالممارسات التي يجب أن تُفعل، من خلال سياسات مستقرة بالدولة، حتى يكون لها استدامة، لا تنتهي برحيل أحد».
 
وأضاف الرئيس يومها: «كان لدينا مشروع قانون بناء دور العبادة الموحد، وبينها الكنائس، ظل في الأدراج ١٥٠ سنةً، هذا القانون نحن أصدرناه، فلم يكن هناك دولة- أتحدث عن مصر- تبني دور عبادة غير المساجد، والآن في كل مدينة جديدة نبني مساجد وكنائس فمن حق المواطن المسيحي أن يعبد الله كما يشاء، وبالمناسبة إذا كان لدينا يهود كنا سنبني لهم دور عبادة، فمن حق أي مواطن أن يعبد الله كما يشاء، وبالمناسبة أو لا يعبد فنحن لا نتدخل في ذلك».
 
بتلك العبارات، وضع الرئيس سياسات الدولة الوطنية، التي تحترم كل مواطنيها، وتكفل لهم حرية الاعتقاد والعبادة، وتقدم لهم على قدم المساواة ما يمكنهم من ممارسة عبادتهم، قافزة بذلك، على جدار الجمود الفكري، تدهس بالدستور والقانون بذور التطرف الفكري، التي هددت السلام المجتمعي لعقود.
 
في العاصمة الإدارية الجديدة، كانت بيوت الله أول ما تم افتتاحه، مسجد الفتاح العليم، وكنيسة الميلاد، الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا، واليوم افتتح وزير السياحة والآثار مسجد الفتح الملكي بحي عابدين بالقاهرة، بعد ترميمه، بتكلفة بلغت ١٦ مليون جنيه، وافتتح المعبد الأثري اليهودي إلياهو هانبي، الذي يجاور الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
 
والكنيسة المرقسية التي زارها وزير السياحة والآثار اليوم، لها قصة وقيمة كبيرة، فهي الأولى في مصر والقارة الإفريقية، تحتفل هذا العام بعيد ميلادها ١٥٠، وهو عمر حضاري يفوق ثلاثة أضعاف، دول بالمنطقة ترعى الإرهاب، والتطرف، لمحاربة السلام والحضارة، لكن كيدها يرتد لنحرها.
 
في الإسكندرية عروس البحر المتوسط، كانت الرسالة منتصف القرن التاسع عشر، يوم أن تبرع بابا الإسكندرية، بجزء من أرض الكنيسة، ليهود مصر، لبناء معبدهم إلى جوارها.
 
في القاهرة التاريخية، مسجد عمرو بن العاص، ثاني مسجد بني في مصر بعد مسجد سادة قريش ببلبيس شرقية، وهما أول مسجدين في القارة الإفريقية، إلى جوار الكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، بيوت الله، إلى جوار بعضها شاهدة على حضارة مصر، وسلامها الاجتماعي وتعايشها.
 
هكذا تكون الدول الحضارية الوطنية، دولة المواطنة والمساواة، بالعمل الفعلي والسياسات التي تجد مردودها على أرض الواقع، بلا شعارات.
 
فالممارسات وحدها كفيلة بإحداث انعكاسات إيجابية، تصحح من الأفكار والصور الذهنية المشوهة في العقل العام الجمعي.
 
مصر تعود بوجهها الحضاري المشرق، إلى سابق عهدها، تنفض عن جسدها غبار عشرات السنين، التي وجد فيها الفكر المتطرف موضع قدم، ليعبث بعقول الشباب، تلقى بكل ذي جهل جانبًا، لتسترد بريقها.
 
على أرضها كلّم الله نبيه موسى، ومر بها سيدنا عيسى وأمه السيدة مريم، وكانت ملاذ ومستقر أهل بيت خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد، الذي أوصى بأهلها وجندها خيرًا.
 
انتظروا المتحف اليوناني، والمتحف المصري، انتظروا مصر الحضارة، ذات السبعة آلاف عام، تبني حاضرها وتستشرف مستقبلها.
 
 
[email protected]

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز