الشهادة الحائرة

بقلم : كريمة سويدان

 

 

 

 

الشهادة الابتدائية.. إلى متى ستظل حائرة.. إلى متى ستظل أداة فى يد كل وزير يأتى على رأس وزارة التربية والتعليم.. فعلى مدار الثلاثين عاما الماضية تم إلغاء وإعادة الشهادة الابتدائية والسنة السادسة ثلاث مرات، الأولى عندما كان الدكتور فتحى سرور وزيراً للتعليم بعد عقده لمؤتمر قومى، ثم أعادها الدكتور حسين كامل بهاء الدين بمؤتمر قومى أيضا عندما جاء وزيراً للتربية والتعليم، وأخيرا وليس آخراَ ألغاها مرة أخرى د. غنيم، ولكن بدون أى مؤتمرات أو دراسات بقرار مفاجئ بإلغاء الشهادة الابتدائية من السلم التعليمى وتحويلها إلى سنة من سنوات النقل الدراسية ليظل التلميذ يدرس لمدة تسع سنوات بدون تقييم فعلى للوقوف على مستواه الدراسى وكأن مشكلة التعليم فى مصر متمثلة فقط فى إلغاء أو عودة السنة السادسة.. ولم يذكر وزيرنا الإخوانى أى دوافع تعليمية أو تربوية وراء قرار الإلغاء، ولكن استند فى قراره إلى أن هذا القرار عودة لصحيح قانون التعليم المصرى 139 لسنة 1981 على أنها شهادة التعليم الأساسى ولا يوجد ما يسمى بالشهادة الابتدائية، بالإضافة إلى أنه يحاصر الدروس الخصوصية ويرشد الإنفاق لوزارة التربية والتعليم- مثل وزير الكهرباء الذى يطالب الشعب المصرى بترشيد الاستهلاك فى الكهرباء- كما أنه يعالج مشكلات المسمى الوظيفى لمعلمى هذه الشهادة.. إن التعليم قيمة عليا وهدف سامى لأى دولة ترغب أو تصبو إلى التقدم وكان من الأجدى أن يقوم الوزير الحالى أو أى وزير سابق بالتركيز على تحسين الخدمة التعليمية بشكل قانونى، ورفقا بمصر وبتعليم أولاد مصر لأنها التاريخ والحضارة والاستنارة ويجب أن يكون التعليم فى مصر بقدر مكانة مصر.. وتحيا مصر.